مناقشة تصعيد العدوان وحصار الدريهمي مع نائبة رئيس لجنة الأمم المتحدة لتنسيق إعادة الانتشار
الأمم المتحدة: استهداف الطائرات للصليف يعرقل عملية السلام ويهدد تنفيذ اتفاق الحديدة
|الثورة /أحمد كنفاني
أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) عن قلقه إزاء الضربات الجوية التي وقعت في الصليف في وقت مبكر من صباح يوم الأحد.
وقال الفريق أبهيجيت غوها، رئيس بعثة الأمم المتحدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة، في بيان “إن هذه الضربات الجوية تعرقل عملية السلام وتهدد تنفيذ اتفاق الحديدة”.
وكانت قوات تحالف العدوان قد أعلنت بدء تنفيذ هجمات في الصليف ضد منشآت قالت إنها تشكل تهديدا لخطوط الملاحة في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وأشار الفريق أبهيجت غوها في البيان إلى انخفاض مستوى العنف العام في الحديدة خلال الأشهر الماضية، إلا أن الوضع في المحافظة لا يزال متقلبا، على حد قوله.
وحثّ الفريق غوهــا الطرفين على مواصلة العمل المشترك من خلال لجنة تنسيق إعادة الانتشار وآلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار، من أجل ضمان الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار واستمرار التهدئة على الأرض.
وينصّ اتفاق الحديدة على وقف إطلاق النار في محافظة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى، ويدعو إلى إزالة جميع المظاهر العسكرية في المدينة.
ويأتي خرق الاتفاق بعد يوم على زيارة المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إلى مارب حيث جدد دعوة الأطراف إلى تجميد الأنشطة العسكرية بشكل فوري ودون شروط، وإطلاق عملية تهدئة شاملة وجامعة وخاضعة للمساءلة.
ودعا إلى وقف القتال على الفور والتوقف عمّا وصفه بالمغامرات السياسية، والسعي إلى تحقيق مكاسب إقليمية لن تكون مجدية، قائلا «هذا الأمر سيجرّ اليمن إلى سنوات طويلة من الصراع.»
من جانبه التقى القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم صباح أمس الثلاثاء نائبة رئيس لجنة الأمم المتحدة لتنسيق إعادة الانتشار في بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة دانييلا كروسلاك.
واستعرض اللقاء الذي حضره عضو مجلس النواب – رئيس الكتلة البرلمانية للمحافظة محمد صالح البرعي وعضو الفريق الوطني بلجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء محمد القادري عددا من المواضيع المدرجة في اطار تنفيذ اتفاق ستوكهولم والتصعيد والخروقات المتواصلة للعدوان ومرتزقته والتي ازدادات خلال العام الجاري بشكل ملحوظ في ظل صمت وتواطؤ أممي معيب ناهيك عن تعنت العدوان ومماطلته في فتح ممرات آمنة لتسيير قوافل الإغاثة للمناطق التي تقبع تحت الحصار والاحتلال في مديريتي الدريهمي وحيس حسب ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع السادس للجنة إعادة الانتشار وتم التأكيد عليه في الاجتماع السابع الذي عقد مطلع العام الجاري .
وفي اللقاء أستعرض قحيم الأوضاع الإنسانية التي يمر بها أبناء الحديدة والشعب اليمني جراء احتجاز السفن المحملة بالمواد الأساسية الغذائية والنفطية والإغاثية ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة رغم حصولها على تصاريح الدخول واستكمال الإجراءات الخاصة بها من الأمم المتحدة.
واكد أن استهداف مديرية الصليف من قبل طيران العدوان خلال اليومين الماضيين بعدد من الغارات يعد انتهاكا صارخا للاتفاق محذرا دول العدوان من مغبة التمادي في خرق الاتفاق وانه سيقابله رد اعنف واقوى مؤكدا ضرورة اضطلاع لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية بدورها الإنساني تجاه ما يتعرض له أبناء المحافظة من قصف وتدمير للمنازل والمنشآت الخدمية واستهداف المدنيين بمختلف أنواع الذخائر والأسلحة .
وعبر عن استغرابه أن ما تمارسه قوى العدوان من تصعيد وخروقات يومية يتم أمام مرأى ومسمع من العاملين بالبعثة الأممية المتواجدة في الحديدة والتي تقع مقرات إقامتها في قلب مدينة الحديدة كما عبر عن اسفه أن معظم التفاهمات التي جرت في اطار اتفاق ستوكهولم لم ينفذ الطرف الآخر منها شيئاً ولم تمارس عليه الأمم المتحدة أي ضغوطات ومنها رفع الحصار عن ميناء الحديدة و نقل آلية التفتيش من جيبوتي إلى الميناء والذي بدوره ساهم في مضاعفة معاناة الشعب اليمني في مختلف المناطق والمحافظات وارتفاع أسعار السلع والمواد نتيجة ارتفاع التأمين والغرامات التي تفرض على السفن والشركات الملاحية نتيجة تأخير وصولها وتفريغ حمولتها لافتا إلى أن ما تم تنفيذه في هذا الإطار هو فقط من قبل الفريق الوطني الذي قام بإعادة الانتشار ومنع وقف اطلاق النار .
بدوره قال عضو مجلس النواب رئيس الكتلة البرلمانية للمحافظة أن أبناء الحديدة كانوا يأملون من اتفاق السويد تجنيب المدينة ومديرياتها ويلات الخراب والدمار مشيرا إلى أن تمادي العدوان في الخروقات والتصعيد لا هدف منه إلا مضاعفة معاناة المواطنين وتوسيع دائرة العنف واراقة الدماء.
وحمل محمد البرعي الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة إزاء ما تمر به الحديدة من أوضاع إنسانية وظروف صعبة داعيا إياها لوضع حد لما يقوم به العدوان من تحليق للطيران وقصف للمنشآت والممتلكات العامة والخاصة وقتل للأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ .
فيما تناول عضو الفريق الوطني بلجنة تنسيق إعادة الانتشار الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء مدينة الدريهمي وإصرار قوى العدوان على عدم إيصال المساعدات الإنسانية لهم رغم التنسيق المسبق مع المنظمات الدولية العاملة بالمحافظة.
وأكد اللواء محمد القادري أن استمرار الوضع ينذر بكارثة حقيقية ما لم تتدارك الأمم المتحدة خطورة ذلك وتعمل من أجل تفعيل وتنفيذ الاتفاق بكل جوانبه مبينا أن الطرف الوطني قام بفتح ثلاثة ممرات إنسانية لمديرية حيس في حين لم يلتزم الطرف الأخر بفتح ممرات إنسانية للدريهمي.
من جانبها أوضحت نائبة رئيس لجنة الأمم المتحدة لتنسيق إعادة الانتشار في بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة أن النقاشات متواصلة مع المنظمات المختصة بشأن الوضع الإنساني في المحافظة وعلى وجه الخصوص مدينة الدريهمي .
وأكدت أنه في ما يخص آلية التفتيش على السفن هناك إمكانية لنقل العاملين على تنفيذ الآلية من السفن إلى مقراتهم في الحديدة في إطار الإجراءات العملية لتنفيذ الاتفاق .
وعبرت كروسلاك عن رفضها للخروقات التي تتعرض لها الحديدة مشيرة إلى إصدار بلاغ إدانة عن قصف الصليف من قبل الطيران لافتة إلى أن التركيز على عملية إعادة الانتشار يمثل هدفاً رئيسيا لعمل اللجنة في المحافظة مؤكدة أن اللجنة ستكثف من جهودها في الأسابيع المقبلة لنشر مراقبين للأمم المتحدة على نقاط المراقبة لضمان وقف الخروقات والاستمرار في تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأعربت عن تقديرها لتعاون قيادة السلطة المحلية والطرف الوطني في اللجنة خلال الفترة الماضية متمنية استمرار هذا التعاون في الفترة المقبلة.
على صعيد متصل كثفت قوى العدوان خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة ما أدى إلى إصابة مواطنين اثنين وشن الطيران 35 غارة على أربع محافظات خلال الساعات الماضية.
وأوضح مصدر عسكري أن خروقات قوى العدوان بلغت 248 خرقاً منها تحليق طائرات حربية في أجواء شارع الخمسين والمنظر وسيتي ماكس وكيلو16 وحيس.
ومن بين الخروقات اعتداءين على رقابتي الصالح وسيتي ماكس و28 خرقاً بقصف صاروخي ومدفعي و209 خروق بالأعيرة النارية واستشهدت طفلة أمس متأثرة بجراحها في قصف لقوى العدوان على التحيتا وأصيبت طفلة في قرية المنقم بمديرية الدريهمي.
كما أصيب رجل وامرأة بجروح بعد استهدافهما بنيران قوى العدوان بمنطقتي الجبلية والسويق في مديرية التحيتا ، وقصفت قوى العدوان بأربع قذائف هاون منطقة الجبلية.
وأشار المصدر إلى أن جرافة عسكرية لقوى العدوان استحدثت تحصينات قتالية في منطقة الجبلية .
وفي مديرية الدريهمي قصفت قوى العدوان بعدد من صواريخ الكاتيوشا منطقة الزعفران بكيلو 16، واستهدفت بالمدفعية قرية الشجن في أطراف المدينة المحاصرة .
وقال المصدر أن طيران العدوان شن غارتين على مديرية سحار بمحافظة صعدة، وثلاث غارات على منطقة البقع قبالة نجران، كما شن غارتين على مديرية خولان الطيال وغارة على جبل صلب بمديرية نهم في محافظة صنعاء.
وشن طيران العدوان 18 غارة على مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف منها 12 غارة على منطقة اليتمة، واستهدفت بست غارات مديرية مجزر وبثلاث غارات جبل هيلان بمديرية صرواح في محافظة مارب.