خلافات حادة تعصف بالديوان الملكي السعودي بسبب قرار منع العمرة

بن سلمان يدشن ترتيباته لاعتلاء العرش باعتقالات جديدة لأمراء بارزين في الأسرة الحاكمة بتهمة الخيانة

 

 

الثورة/متابعات
كشفت وكالة “رويترز” أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وافق على احتجاز الأمراء الثلاثة، ووقّع أمر الاعتقالات شخصياً، وأشارت إلى أن المعتقلين يواجهون اتهامات بالخيانة وتهم الاتصال بقوى أجنبية من بينها الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ انقلاب.
من جهته، أكد رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي، أن الاعتقالات التي أعلن عنها في السعودية تأتي في إطار سياستي “التغييب” و”الاستحواذ” التي بدأها محمد بن سلمان.
ولفت مدير المعهد الخليجي في واشنطن علي الأحمد، إن لمحمّد بن نايف أذرعاً في دول غربية وفي واشنطن، حيث يتلقى الدعم من الديمقراطيين للعودة إلى سدّة الحكم.
وأكّد الأحمد أن أيّ انقلاب في السعودية لا يمكن إلا أن يكون مدعوماً من الخارج، معتبراً أن قتل الحارس الشخصي للملك سلمان في الفترة الماضية مرتبط بموضوع الاعتقالات.
وكانت السلطات السعودية اعتقلت 3 أمراء من كبار أفراد العائلة الحاكمة بتهمة الخيانة، فجر الجمعة، هم الأمير أحمد بن عبدالعزيز شقيق الملك سلمان، وابن أخيه الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، وشقيقه الأمير نواف بن نايف.
ورجحت مصادر مطلعة أن تكون هذه الاعتقالات في إطار الترتيب الذي ينفذه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإعلان نفسه ملكا على عرش المملكة وسط معلومات غير مؤكدة عن وفاة الملك سلمان.
وقالت وسائل إعلام أميركية أمس الأول بأن الاعتقالات التي شملت كبار الأمراء في السعودية وذلك بعد نحو عامين على الموجة الأولى من اعتقالات مماثلة طالت العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الثروة والمال في المملكة.
وأكدت المصادر بأن الديوان الملكي شهد حركة غير طبيعية في وقت متأخر من يوم الأربعاء، أعقبها اعتقال عدد من الأمراء الكبار بينهم وفقا لصحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز الأميركيتين الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك وولي العهد السابق محمد بن نايف.
وقالت الصحيفتان إن الاعتقال شمل أيضا الأمير نواف بن نايف شقيق ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف وذلك بتهمة الخيانة العظمى وانهم قد يواجهون عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة
وفيما لم تتكشف حتى الآن المزيد من تفاصيل وقائع اعتقالات الأمراء بشكل كامل فقد نقلت الصحيفتان الأمريكيتان عن مصادر مطلعة تأكيدها أن مقنعين من حرس الديوان الملكي اعتقلا الأميرين صباح أمس الجمعة من منزليهما اللذين أخضعا للتفتيش.
بدورها، أشارت نيويورك تايمز إلى أن الأمير محمد بن نايف كان قيد الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به كولي للعهد من قبل ولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان.
وذكر حساب مجتهد على تويتر أنه تم أيضا اعتقال بعض الضباط في الأجهزة الأمنية والجيش والحرس الذين يعتقد أن لهم ولاء لأحمد بن عبد العزيز أو محمد بن نايف.
وأكدت المصادر التي أوردت الخبر -ومن بينها صحف أميركية- حدوث الاعتقالات، وأنها طالت حتى الآن الأمراء أحمد بن عبد العزيز وولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيقه الأمير نواف بن نايف، لكنها لم تجزم حتى الآن بشأن دوافع هذه الاعتقالات.
و ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن احتجاز الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف له صلة بمحاولة انقلاب مزعومة.
وأضافت أن السلطات تتهم الأميرين بالخيانة العظمى، وأنهما يواجهان عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.
من جهتها قالت وكالة رويترز التي أوردت النبأ أيضا إنه لم يتسن لها التأكد من سبب أو خلفية الاعتقالات الجديدة، ولكنها عزت إلى مصدرين تحدثا لها أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة سعوا لتغيير ترتيب وراثة العرش معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
ونقلت عن المصدرين قولهما إن بن سلمان أثار استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة، وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في القنصلية بإسطنبول عام 2018 وتعرض البنية التحتية النفطية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي.
إلى ذلك تحدثت أنباء عن اشتباكات دامية وقعت بين الأمراء قبل أن تتم هذه الاعتقالات والسبب في ذلك الاعتراض الذي ابداه البعض ازاء قرار إيقاف العمرة والطواف حول الكعبة المشرفة في حين تستمر حفلات الترفيه وتأشيرات السياحة وهو ما اغضب الامير الشاب وقرر اعتقال المعترضين بعد أن رأى في ذلك مؤشرا للانقلاب عليه.
ولفتت صحف غربية منها نيويورك تايمز إلى أن الاعتقالات الجديدة تأتي في ظرف خاص وحساس جدا سواء بالنسبة للسعودية والعائلة المالكة أو للإقليم بشكل عام خاصة بعد الاخفاقات المتتالية لولي العهد على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية ناهيك عن الهزائم المتلاحقة التي يمنى بها تحالف العدوان على اليمن .
وفيما يرى محللون بان هذا الوضع المازوم الذي يمر به الديوان الملكي السعودي والفشل الذريع لسياسة بن سلمان ورؤيته التطويرية قد تسرع من هزيمة تحالف السعودية العدواني على اليمن.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن قرار بن سلمان وقف الزيارات الدينية للحرم المكي جراء فيروس كورونا أثار تبرما.
من جهتها أشارت غارديان البريطانية في تقرير لها إلى أن اعتقال السلطات السعودية ثلاثة أمراء من العائلة المالكة يأتي في وقت حساس، حيث تمنع السعودية المسلمين من زيارة أقدس المواقع بسبب تفشي فيروس كورونا، في الوقت الذي تفتح الأبواب شرعة للمراقص والسينما والملاهي والأحداث الرياضية العالمية وغيرها.
وقالت المحللة السياسية بمؤسسة راند الأميركية بيكا فاسر إنّ الاعتقالات تعد خطوة أخرى من جانب بن سلمان لتكريس سلطته، ورسالة إلى أي شخص بما في ذلك أفراد العائلة المالكة ومن تسول له نفسه معارضة ولي العهد.
وتضيف أن بن سلمان كان أزال من أمامه بالفعل أي تهديدات تعيق صعوده للسلطة، وسجن أو قتل منتقدي نظامه دون أي تداعيات.
وفي نفس الموضوع، كتب جيفري مارتن بمجلة نيوزويك الأميركية أن الاعتقالات تشير إلى أن بن سلمان يشدد قبضته على السلطة مع هبوط عائدات النفط.
وأشار الكاتب إلى أن بن سلمان ومنذ صعوده كولي العهد يسعى لترسيخ سلطته بالمملكة عبر سجن معارضيه السياسيين.
وكانت السلطات قد شنت عام 2017 حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات من رموز العائلة المالكة والوزراء ورجال أعمال، واحتجزوا جميعا في فندق ريتز كارلتون بالرياض، والذين اشتهروا لاحقا بمعتقلي الريتز.

قد يعجبك ايضا