الحمزي:تعاون السلطة المحلية وكافة فئات المجتمع عزَّز من استقرار الحالة الأمنية في المحافظة
النقيب: معظم جرائم القتل ناتجة عن النزاعات على الأراضي ونناشد القضاء سرعة البت في هذه القضايا
قضايا وناس / إبراهيم هارون
محافظة صنعاء مترامية الأطراف، وهي تحيط بالعاصمة صنعاء إحاطة السوار بالمعصم، وما يميز مديرياتها هي أنها ذات طبيعة جغرافية وعرة، كما أنها ذات طبيعة سكانية قبلية مكتظة بالسكان، حيث تعد جرائم القتل والثأر والنزاع على الأراضي أبرز المشكلات الأمنية التي تعاني منها، ورغم كل الصعاب التي تعترض رجال الأمن بسبب الطبيعة الجغرافية والقبلية ومحاولات العدوان استهداف الأمن وزعزعة الاستقرار إلاَّ أن إدارة محافظة صنعاء استطاعت تجاوز الصعاب وحققت نجاحات متميزة في ضبط الجريمة والعمل على حفظ الأمن والاستقرار داخل المحافظة.
وفي هذا الاستطلاع سنسلط الضوء على أهم النجاحات الأمنية، وكيف استطاع العاملون في مختلف إدارات الأمن التابعة للإدارة العامة بأمن محافظة صنعاء من التغلب على الصعاب التي فرضها الواقع الأمني بسبب العدوان الجائر على بلدنا؟.
البداية كانت مع مدير أمن محافظة صنعاء العميد محمد حفظ الله الحمزي والذي تحدث قائلاً: قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ وأعضاء السلطة المحلية بالمحافظة، وكذا المشايخ والعقال وأبناء محافظة صنعاء هم الشريك الفاعل والأساسي في تحقيق كل النجاحات التي حققها رجال الأمن في المحافظة، الأمر الذي انعكس وعزز من استقرار الحالة الأمنية، وتثبيت الأمن، وضبط العديد من العصابات، ومرتكبي الجرائم، والكشف عن جرائم كانت مجهولة، وغيرها من النجاحات الأمنية التي ولله الحمد تنعم بها محافظة صنعاء في مختلف مديرياتها.
ويشير العميد الحمزي إلى أن رجال الأمن في المحافظة تمكنوا من بناء علاقات متميزة مع المشايخ والعقال وأبناء المحافظة، مما ساهم في انخفاض الجريمة، فمعظم الأسلاف والأعراف القبلية مستمدة من ديننا الحنيف ولا تتعارض مع القوانين على الإطلاق وإنما كانت الأنظمة السابقة هي من تغذي الصراع، وتتخذ من ذلك ذرائع لتبرير فشلها في تحقيق الأمن والاستقرار، فطالما شغلت القبائل اليمنية بأنفسهم، وأشعلت الصراع بينهم لتتفرغ للسيطرة والنهب والاستحواذ على خيرات البلد، حيث تم الكشف عن تلك الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني عقب ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة التي أسقطت الكثير من الأقنعة التي تستر خلفها المخادعون، ومن ارتهنوا وباعوا هذا البلد لتحقيق مصالح شخصية دنيئة، وتنفيذاً لأجندة خارجية أضرت بمصالح هذا البلد، وجعلت أبناءه تحت رحمة الكفيل السعودي، أو قابع في بلده يعاني الفقر والجوع.
وأوضح العميد الحمزي: إنه تم وضع خطط أمنية لمواجهة ومعالجة القضايا التي تمس الحالة الأمنية وبتعاون الشرفاء من أبناء المحافظة من مشايخ وعقال، وتم تنفيذ الخطط ما أسهم في انخفاض نسبة جرائم الثأر كمثال، بالإضافة إلى انخفاض نسبة ارتكاب الجرائم الأخرى، حيث وصلت نسبة انخفاض الجريمة مقارنة بالأعوام السابقة إلى 50 % ، ولتجويد العمل الأمني وضعنا خطط تدريب وتأهيل لعدد من العاملين في مختلف الإدارات التابعة لإدارة الأمن، ونحن بصدد الانتهاء من تدريب عدد 70 فرداً من قوات الأمن المركزي في أمن المحافظة، وقد تم تدريبهم تدريباً عالياً لتعزيز الحالة الأمنية، وليكونوا قوة قتالية لمواجهة أي أعمال إرهابية أو تخريبية، كما ألحقنا عدداً من منتسبي أمن المحافظة بكلية الشرطة.
الإنجازات بالأرقام
العميد الحمزي استعرض الإنجازات الأمنية، كالتالي: تم ضبط 1000 كيلو جرام من مادة الحشيش المخدر، كما تم ضبط 200 أمبولة مخدرة، وضبط 547 حبة مخدر، ومن النجاحات الأمنية التي تمكن رجال أمن محافظة صنعاء تحقيقها استعادة 21 سيارة مسروقة وإعادتها لإصحابها، وكذلك ضبط معملين لتصنيع الخمور .
وبحسب العميد الحمزي، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية في المحافظة من الكشف عن عدد 412 قضية جنائية كانت مجهولة، كما تم ضبط 350 عنصراً تابعاً للعدوان، بالإضافة إلى ضبط 605 قضايا تهرب جمركي.
وفي إطار الخطة العامة لوزارة الداخلية المتعلقة بوزارة الداخلية المتعلقة بضبط السيارات والمركبات والدراجات النارية غير المرقمة قامت إدارة أمن محافظة صنعاء منذ بداية انطلاق حملة الترقيم والترسيم وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى بتكثيف الحملات الميدانية لضبط المخالفين، وتمكنت من ترقيم 17723 سيارة ومركبة، وترقيم عدد 13388 دراجة نارية بنسبة زيادة تصل إلى 200 % مقارنة بالعامين السابقين.
رسائل هامة
ويوجه العميد الحمزي رسالة شكر لجميع منتسبي أمن محافظة صنعاء على إخلاصهم وتفانيهم، والى قيادة السلطة المحلية، ومحافظ صنعاء عبدالباسط الهادي على تعاونهم ومساندتهم لرجال الأمن.
كما يوجه العميد الحمزي رسالة إلى العدوان ومرتزقتهم في الداخل أن رجال الأمن سيظلون الحامي للوطن، وأنهم يقفون بالمرصاد، وسيفشلون كل مخططات العدوان الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار داخل اليمن، وسيضربون بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره.
بتعاون المجتمع تغلبنا على كل الصعاب
وعن المهام التي تقوم بها إدارة البحث الجنائي بمحافظة صنعاء والدور الذي تقوم به في منع الجرائم قبل حدوثها، وضبط مرتكبي الجرائم، والكشف عن المجهول منها إلتقينا بمدير إدارة البحث الجنائي فرع محافظة صنعاء العقيد ياسر حميد النقيب، والذي تحدث إلينا قائلاً: تعد مديريات محافظة صنعاء من المديريات التي يغلب عليها الطابع القبلي، وتنتشر فيها العديد من المشاكل التي تنتهي بجرائم القتل، إما بسبب الثأر، أو بسبب الخلاف على الأراضي، وهذا ضاعف من الصعاب التي نواجهها في ظل الظروف التي فرضها واقعنا نتيجة الحرب الظالمة التي يشنها العدوان على اليمن، والطبيعة الجغرافية، وتباعد القرى عن مركز المحافظة، ووعورة الطرق وضعنا أمام تحد كبير في تعزيز الحالة الأمنية، وضبط المجرمين،ولكننا بعون الله وبتعاون الشرفاء من أبناء ومشايخ المحافظة استطعنا أن نحقق العديد من النجاحات الأمنية لتنعم محافظة صنعاء بالحالة الأمنية الحالية.
النزاع على الأراضي سبب رئيسي لجرائم القتل
وعن أسباب ارتفاع نسبة ارتكاب جرائم القتل في محافظة صنعاء وأهم الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية، فقد أوضح العميد النقيب بالقول: سجلت الإحصائيات خلال الربع الأخير من العام 2019م، والشهر الأول من العام الجاري 2020م وقوع 50 جريمة قتل وقعت في مختلف مديرات المحافظة، وتمكن رجال الأمن من ضبط 46 جريمة منها، وأحالوا مرتكبي تلك الجرائم إلى الجهات المختصة بعد استكمال إجراءات التحقيق، وكان من ضمن تلك الجرائم 3 قضايا مجهولة استطاع رجال البحث من أفراد وضباط من خلال عمليات البحث والتحري من الكشف عن مرتكبي تلك الجرائم وضبط الجناة في مدة زمنية قياسية.
ووفق العميد النقيب تمكنت إدارة البحث خلال الفترة من 30 نوفمبر 2019م وإلى 15 يناير 2020م من ضبط ما يقارب 1000 كيلو جرام من الحشيش.
ويؤكد العميد النقيب أن أسباب حدوث معظم الجرائم كانت ناتجة عن الخلاف على الأراضي بالدرجة الأولى، وأسباب الثأر.
ويتوجه العميد النقيب بنداء عاجل إلى السلطة القضائية بسرعة البت في قضايا النزاع على الأراضي؛ كونها المسبب الأول والرئيسي لجرائم القتل في المحافظة.