انتصارات الجوف وأكاذيب “صعتر”
أحمد يحيى الديلمي
يبدو أنه كلما استمر العدوان وتعاظمت الانتصارات تراكمت عقلية الفشل لدى النظامين السعودي والإماراتي ووجهت البوصلة بشكل خاطئ للسير نحو المزيد من استنزاف الموارد الطبيعية وزيادة حالات المماحكة والاستهداف للكيانات الضعيفة من خلال انفاق تلك الموارد في صراعات وخلافات عبثية تنفيذاً لإرادة الوصاية المفروضة عليها من أمريكا وأوروبا ودولة الكيان الصهيوني .
هذا ما ندركه في الأوضاع الراهنة حالياً ومن خلال أدوات نفس الأنظمة المحلية القابعة في دهاليز فنادق الرياض والمتنقلة بين عدة عواصم ومدينة مارب في إطار التكتيك الأخير والقاتل لحركة الإخوان تتضح الحقيقة ، فعقب الإعلان عن استعادة الجيش واللجان الشعبية لمحافظة الجوف أطل علينا الشيخ عبدالله صعتر من على قناة “سهيل” المشؤومة وهو يتحدث عن بطولات وهمية ويُقسم بأيمان مغلظة بأن قوات الحوثي – حسب وصفه – لن تتمكن من دخول الجوف ، ويحاول زعزعة الجبهة الداخلية والتأثير على الحاضنة الشعبية عبر تأجيج المناخات الطائفية ومحاولة هز الثقة وعلاقة التلاحم الأسطوري بين اليمنيين شعباً وجيشاً ولجاناً شعبية علّه يُضعف الإرادة الفولاذية للتحدي .. لهذا استخدم وسائل قذرة حاولت استقطاب البسطاء عبر توظيف الدين للاستغفال وذر الرماد على العيون ، لكنه وبعد ساعات من هذا الكلام الممل والمتناقض سمع الانفجار المدوي العنيف الذي حدث بعد دخول مدينة الحزم وبعد أن لاذ بقايا المرتزقة والعملاء ممن تم استنزافهم وابتزازهم بشكل مُهين تمثل في استخدام الفقر والحاجة للمال للإمعان في استباحة دماء الأبرياء وتقديمها إلى محارق الموت.
لكن الملاحم الأسطورية والبطولات الخارقة التي سطرها المجاهدون من أبطال الجيش واللجان الشعبية سحقت كل تلك الأحلام البائسة وأكدت دوماً أنها في صدارة الانتصارات طالما أنها تدافع عن الوطن بهوية دينية ، تجسد صدق الارتباط بالخالق سبحانه وتعالى والتوكل عليه وعلى تأييده في كل صغيرة وكبيرة ، إلى جانب الإيمان بالهوية الوطنية المؤكدة لصدق الانتماء إلى الوطن وهي التي تحدِّد وجهة الدماء الطاهرة وتضاعف استعداد المقاتلين للتضحية بالأرواح والمهج نظراً لنبل الهدف وسمو الغاية ..هنا يكمن الفرق بين من يصدّون الأعداء عن حياض الوطن ويحمون السيادة والاستقلال ومن يقاتلون لكي يمهدوا للمعتدين زيادة الاحتلال وامتهان الكرامة ، فالفريق الأول الصادق هم أصحاب القضية الخالدة قضية الوطن وما يتعلق بأمنه واستقراره ، والفريق الثاني هم العملاء والخونة والمرتزقة الذين يبيعون دماءهم بالمال ويبررون للعدو أعماله غير السويّة التي تستهدف كرامة الإنسان اليمني وتحاول الامتداد إلى مساحات جديدة من الأرض .
وهي مفارقة عجيبة وعظيمة تضع معياراً هاماً لكل فريق وتحدِّد من الأولى بالنصر والأعظم ارتباطاً بالأرض والوطن ، وعندما يتحدَّث “صعتر” عن العلاقة السرية بين “أنصار الله” وبعض الدول ، زاعماً أن هذه الدول تمد أنصار الله بأسلحة نوعية ويتهم الأمم المتحدة بالتواطؤ فإنه إنما يعبِّر عن نوع من الاستغفال وقلة الحياء التي ترفضها كل الأخلاق والقيم خاصة عندما يراهن كثيراً على الغطاء الجوي من قوات التحالف ، ويقول بأنه كفيل بصد من يسميهم الانقلابين والتمهيد للسيطرة على صنعاء .
ألستم معي ان هذا الرجل يعيش في عالم آخر ، حصر كل همه وتفكيره في كيفية الحصول على الكثير من المال وإرضاء الجانب السعودي كي يتسنَّى له تحقيق هذه الغاية الدنيئة؟ ، وعلى نفس الشاكلة نجد الكثيرين ممن يتباكون على “الشرعية” المزعومة ويذرفون الدموع على قتلى مجرمي الحرب القادمين من السعودية والإمارات متناسين هموم وجروح أبناء جلدتهم التي تنزف، لا في جبهات القتال فحسب، ولكن جرّاء الجرائم التي يقترفها طيران العدوان صباح مساء ، والتي يستهدف من خلالها الآمنين في البيوت من الأطفال والشيوخ والنساء .
هذه هي المشكلة التي جعلت هؤلاء ينغمسون في الخطيئة ولا يفكرون في الضحايا من أبناء الوطن .. وإن شاء الله سنجد “صعتر” وأمثاله يتباكون عندما تعود بقية المدن إلى حضن الشرعية الحقيقية، شرعية الوطن القائمة في صنعاء بدءاً بمارب ومروراً بشبوة وانتهاء بحضرموت .. وليس ذلك على الله ببعيد .
همسة لشركة الغاز
الأخوة في شركة الغاز يبذلون جهدهم مشكورين لتوفير هذه المادة الهامة للمنازل ووسائل المواصلات وهي جهود يشكرون عليها ، إلا أن الأمور في الآونة الأخيرة بدأت تنحو منحى آخر عبر تسويق الموت إلى المنازل من خلال الأسطوانات منتهية الصلاحية كما حصل قبل أيام لأسرة العميسي في الصافية .
لقد اجتمع إهمال موظفي الشركة مع غباء الاستخدام من أفراد الأسرة وحلَّت الكارثة ، وكم من الكوارث تحدث خارج صنعاء ولا يعلم بها أحد نتيجة عدم الاهتمام بصيانة أسطوانات الغاز وعدم توضيح كيفية الاستخدام عبر توعية الناس من خلال وسائل الإعلام كي يبتعدوا عن الأسطوانات المشبوهة أو التي أصبحت قابلة للانفجار في أي لحظة .
الأخوة في شركة الغاز: مع تقديرنا لجهودكم نأمل أن تعطوا اهتماماً خاصاً لهذا الجانب كي لا تتفاقم المأساة في اليمن بجانب مأساة العدوان.. ، نأمل الاهتمام بهذه الملاحظة .. ولكم فائق الشكر ..