تعليم الفتاة

فيروز الصوفي
تعدّ المرأة أساساً لتطوّر وتنشئة الفرد، والأسرة، والمجتمعات، وهي نصف المجتمع الذي يقوم بتربية وتعليم النصف الآخر، وهي الأم، والزوجة، والمعلمة، والأخت، لذلك يجب العناية بها والاهتمام بمستقبلها، وتوفير جميع الإمكانيات المتاحة لتعليمها، فقد أولى الإسلام موضوع تعليم الفتاة اهتماماً كبيراً، وجعله حقاً من حقوقها المشروعة، بل إن الله سبحانه وتعالى ورسوله أمرا بتعليم الفتيات، وجعل الله الفتاة المتعلمة الخلوقة التي تنال التربية السليمة، بمثابة سترٌ لأبويها من النار، كما أن العلم يعتبر سلاحاً للفتاة، لأنه يوفر لها الحياة الكريمة، ويؤمّن لها الوظيفة التي تليق بها، خصوصاً في ظلّ هذا العصر المليء بالتقلبات، الذي لا مكان للجهل فيه، بل إن الجاهل يذهب بين الأقدام ولا يلتفت إليه أحد.
فالإسلام جعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وخصّص مكانة للمرأة، حيث ينعكس هذا الأمر على كافّة مجالات حياتها.
إن تعليم الفتاة ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة كبيرة، تتوقف عليه الكثير من الأمور، فالفتاة اليوم هي الأم غداً، وهي التي ستربي الجيل وتنشؤه، وهي التي ستزرع في نفوس أبنائها جميع أفكارهم ومبادئهم ومعتقداتهم، وتعليمها يعني تعليم الأجيال القادمة ومنحها فرصة لتكون متطورة ومثابرة، فاللحاق بركب التطور يبدأ من إعداد الأمهات القويات المتعلمات، فالمرأة نصف المجتمع الذي يُنجب ويربي النصف الآخر، ولهذا يجب أن يكون التعليم بالنسبة لكل فتاة أولوية كبرى يسعى إليها الجميع.

أهمية تعليم الفتاة
يساهم تعليم الفتاة في منحها دخلاً شهرياً، إذ يمكّنها ذلك من تحقيق ما تطمح له وما تريد في حياتها، وتحقيق الاستقلال، وعدم التبعية لغيرها، سواء لزوجها أم لأحد أفراد أسرتها، الأمر الذي من شأنه أن يضمن لها حرية القرار في جميع مجالات حياتها، وعدم قدرة أحد على السيطرة عليها، واتخاد القرارات الحاسمة عنها.

زيادة وعي الفتاة
يحسّن التعليم وعي الفتاة، وينمّي ذاتها، وهذا من شأنه أن يرفع قدرتها على طريقة تعاملها مع أطفالها مستقبلاً، وتربيتهم، وتنشئتهم التنشئة الصحيحة، والسليمة المبنية على الأسس التربوية، حيث تخرج في المستقبل جيلاً واعياً ومثقفاً وقادراً على تحمّل المسؤولية، والنهوض بمجتمع خالٍ من المشاكل والجرائم.

اكتساب المعرفة والمهارات
يكسب التعليم الفتاة المعرفة والمعلومات والمهارات النظرية والتطبيقية   بحسب دراسة أجريت في غانا فإنّ الأمهات المتعلّمات يلعبن دوراً رئيسياً في تعليم أطفالهن، سواءً كانوا ذكوراً أم إناثاً، ولكن يكون تأثيرهن على الفتيات أكثر بمرتين، كما وُجد التأثير الإيجابي للأمهات على التعليم في جميع أنحاء دول العالم النامية، وفي بيئات ثقافيّة مختلفة، بالإضافة إلى ذلك تبيّن منظمة العمل الدولية في زامبيا أنّ النساء المتعلمات يُثقفن بناتهن غالباً.
وكذا تحقيق الأمن والسلام، حيث تتعدّد الصراعات في بلدان العالم العربي، لذلك فإنّه من المهمّ النظر إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه تثقيف المرأة في تحقيق السلام والأمن في هذه البلدان.
تكون المرأة المتعلّمة أكثر إنتاجية في العمل، ويكون أجرها أعلى، بحيث غالباً ما يكون عائد الاستثمار التعليمي أعلى للنساء مقارنة بالرجال؛ فتشير الدراسات التي أُجريت في عدد من البلدان إلى أنّ سنة إضافية من الدراسة ستزيد من دخل المرأة في المستقبل بنسبة 15%، مقارنة بنسبة 11% للرجل.
كما توجد هنالك صلة قويّة في المناطق الريفيّة بين تعليم المرأة والإنتاجيّة الزراعيّة.
* مديرة مدرسة البردوني

قد يعجبك ايضا