محمد عبدالله الشرقي
أريد ما كنت لا أريده وأصبحت الآن لا أريد ما كنت أريده .. من كنت أنا؟ ولِما أصبحت هنا ، فكّر تبدل ، ورأي تغير ، وأسلوب تحدّث ، لو كنت أنا القديم في حاضري الأليم لفرحتُ بما معي وعاتبت نفسي بما فكرت من اتخاذ قراراتي .. مثل الجسد يكُبر وتنفرد عضلاته ، ومثل الحال يتغير حاله ، ومثل الكون تتسع أفقه هو كذلك الفكر يكبر ويتغير ويتسع فيصبح لا يشبه سابقه وكأنه ولد من جديد.
نرسل أحلامنا ونؤكد قرارنا ونجزم مصيرنا فتضيع في هاوية الزمن .. الزمن من يغير كل متغير ويقرر عنا كل مقرر ، ما يعجبك الآن لن تهتم به لاحقاً ، وما تعمل عليه الآن لن تعمل عليه غالباً ، لأنك الآن لست كما كنت سابقاً .. وهكذا هو التغير يظل سمة من سمات الإنسان الفطرية والنبيلة وإلا لما فتح الرحمن باب التوبة وما وعد الكريم إن يغير الحال إلا حينما تتغير انت، ليس عيبا أن نتبع قراراً ثم نُعيبه ، وليس جهلا أن نذهب في اتجاه ثم نجهله ، بل إن عمق العيب والجهل أن نظل فيما نجهله و نعيبه في مكابرة عمياء أشبه بتبرير حلاوة العلقم وجمال البشاعة .
مثل ما تتباهى بكل جديد امتلكته وكل شيء من المادة اكتسبته ، لمِا لا تفخر بجديد الفكر وتغير الأفكار ، حينما تتجدد أفكارك أعلم وقتها أنك قد أصبت ، حاشا أن يكون تُغير الأفكار تناقضاً بل إنه لعمري علو ونضج ، قم وانفض رماد الأفكار البالية ولا تحتفظ بالقديم الخطأ ، لأنه حتما سيصل رائحة عفنه لجميع من حولك دون أن تدري أو تشعر ! وأنت المسؤول عن ذاتك ولا غيرك .
أخيراً ، ، قد نتفاجأ بذواتنا بعد زمن ، ومن أنت الآن لن تكون عليه مستقبلاً ، جديد الفكر سيظل للواعين منهجاً ، و بتغيير الفكر ليس فيه للذات أي نقص ، غير أفكارك تتغير حياتك ، وحينما تتغير حياتك سيصبح وقتها كل شيء ممكناً .