“البنيان المرصوص”.. والخلايا الخبيثة!!
هشام عبدالعزيز العرابي
لم تكن الشمس تدري أن نور الله سيشرق نصراً وعزاً في نهم، ومن بين الصخور والجلابيب السود والبيض سيولد ما يليّن الصخور ببأس الله الشديد من أجل بأس الله الأشد، فجبال من الآليات والعتاد والسلاح الفتاك طوال خمس سنوات ونيف من الشهور من أجل أمنيات الارتزاق الواهية على مشارف صنعاء التاريخ والحضارة، فشتتت شمل العدو وفرقت جموعه سواعد المؤمنين في أربع ليال فأصبح كالصريم بل كالجحيم.
وما زالوا يقولون هل من مزيد؟! حتى العلوم العسكرية وخطط الأكاديميات العسكرية في العالم لم تستوعب إلى اليوم معنى “البنيان المرصوص”؟.
متى وأين وكيف سقط أكثر من 17 لواء عسكرياً وعشرين كتيبة مع عتادها وآلاف الأسرى والقتلى والسيطرة على 2500 كيلو متر مربع من نهم والجوف ومارب واغتنام عتاد ومدرعات عسكرية هي الأحدث في العالم وتكلفتها تقدر بالمليارات من الدولارات على يد عشرات المجاهدين وبأسلحة شخصية، وفي أربع ليال تخضع لهم الجبال والمواقع بكل ما فيها؟!!
وعلى أيديهم فقط “رجال الله” توارى المنطق، وتحت أقدامهم تلاشى المستحيل فوقع الصدمة ما زال إلى اليوم أكبر من مجرد معركة خاطفة أبطالها لفيف من الأسود البشرية..هو الله الذي جعل من أقدام مجاهدين جبالاً لا تتزحزح وأسوداً كل ما دونها فريسة.