المرأة اليمنية.. أسطورة خالدة مقتدية بالزهراء

البتول فلذة كبد المصطفى وقرة عينه وأمّ الحسن والحسين ريحانتي أهل الجنة
الزهراء أعظم نساء العالم وأفضلهن تعظيما جعلها الله قدوة للمرأة المسلمة بالدرجة الأولى

 

نساء اليمن خير من اقتدن بسيدة نساء العالمين ،وارتباطهن العميق بفاطمة الزهراء ساعدهن على تجاوز معاناتهن خاصة الأمهات ،وجعل من المرأة اليمنية أسطورة من الصمود والثبات والعطاء واجهت كل تحديات وصعوبات العدوان الغاشم ،بل وجعل منها هذا الارتباط رائدة في كل المجالات سواء كانت ربة بيت أم ثقافية أم إعلامية أم سياسية، حتى أصبحت مدرسة متكاملة لتعليم نساء العالم معنى الصمود والثبات والاكتفاء والنهوض ببلدانهن رغم كل المعوقات الصعبة ،نقف اليوم مع نماذج عظيمة اتخذت من الزهراء -عليها السلام -القدوة والأسوة الحسنة:

الأخت /نهى السدمي تحدثت عن بعض من ألقاب وصفات الزهراء -عليها السلام فقالت: فاطمة البتول الزهراء ، أم ابيها ، أم سيدي شباب الجنة وريحانتيها ،خامسة أهل الكساء ، زوجة الوصي، سيدة نساء العالمين.
وعن أسباب تغييب الزهراء قالت السدمي : غيبت الزهراء -عليها السلام- في إطار فصل الأمة عن هويتها عن قدواتها وأعلامها ، ليتمكن المضلون من نشر العقائد الباطلة والثقافات المغلوطة والقدوات المزيفة .
كما أشارت إلى خطورة الحرب الناعمة فقالت: الحرب الناعمة استهدفت هوية الشعب اليمني ككل، استهدفت فصله عن هويته، الهوية التي ميزه الله بها عن كافة الشعوب وهي الهوية الإيمانية، هذه الهوية تمثل المنعة للأمة بشكل عام والمرأة بشكل خاص ،منعة من الضلال ، منعة من الفساد والإفساد، فالهوية الإيمانية تساعد على فهم واستشعار المسؤوليات والواجبات ، تساعد المرأة على فهم مسؤولياتها كأم ، كزوجة ،كأخت ،كإبنة، كفرد فاعل في المجتمع ، والإحساس بكل المسؤولية تجاه الآخرين في هذه الحياة.
وفي السياق نفسه واصلت حديثها الأخت / أميرة السلطان عن الزهراء -عليها السلام -قائلة :لم يجتمع لأحد الفضل كما اجتمع لفاطمة الزهراء -عليها السلام-فأبوها خير الورى أجمعين من قال فيه الله سبحانه وتعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ،وفي هذه الآية يقول الإمام الهادي- عليه السلام: ( فهو ما جعله اللّه عليه من الطبع الكريم والقلب البر الرحيم، والأخلاق الحسنة والطبائع الكريمة من الصبر والتجمل والعفو والتحمل)،فأمها من حوت الفضل في الدنيا والآخرة، من بنى الله لها بيتاً من قصب لا تعب فيه ولا نصب من بني الإسلام ببذلها لمالها وسخائها فقال عنها الحبيب المصطفى: ” بني الإسلام على مال خديجة، اما زوجها فهو الكرار الغير فرّار الذي يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله من قال فيه رسول الله ( لا يعرفني إلا الله وأنت ولا يعرفك إلا الله وأنا )، فلو لم يكن الإمام علي زوجاً لفاطمة لما وجد كفؤ لها ،أما عن ولديها فهما سيّدا شباب أهل الجنة، وريحانتا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأم جبل الصبر زينب فسلام الله عليها من بنت وأم وزوجة وقدوة للأجيال.
وأشارت السلطان إلى أسباب تغييب الزهراء قائلة :هناك عدة أسباب جعلت من أعداء هذه الأمة والمتربصين بها يغيبون الزهراء من الساحة، ومن هذه الأسباب على سبيل المثال لا الحصر، فالزهراء -عليها السلام- هي النموذج الذي يجب أن تكون عليه المرأة في كل أرجاء العالم، لما تحمل من قيم وأخلاق ومبادئ تنهض بالمرأة في هذا العصر من مستنقع السقوط والفساد والفوضى والانحطاط القيمي والأخلاقي.
والزهراء- عليها السلام- تمثل مدرسة، للمرأة، في كيف يجب أن يكون التعامل داخل أسرتها من حيث كونها أمّاً أو بنتاً أو زوجة، وهي فاطمة الزهراء -عليها السلام -كانت منبراً رافضاً للخضوع والاستكانة للظالمين والمتكبرين والمتجبرين، وتمثل فاطمة الزهراء نموذجاً راقياً في الفداء والتضحية والصبر والشجاعة، فهي من ربَّت الحسن والحسين على حب الجهاد والاستشهاد وهي من غرست في قلب زينب الشجاعة تحمل المصائب والصعاب وإن كان الأمر جللاً كما حدث معها في كربلاء.
فيما حدثتنا الأخت/سماح العري عن السيدة العظيمة الطاهرة فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وآله وسلم – قائلة: أودع الله فيها جميل إبداعه وروعة صنعه لتكون أجمل، وأروع وأسمى وأكمل ما أقلت الأرض بين نساء العالمين، تلك المخلوقة الملائكية بكل ما تعنيه الكلمة، فهي قطعة من وجود أبيها، ودرة من غرسة سقاها من معين علمه، ورعاها بفيض حنانه وعلَّمها من كلمات ربها ما بهرت به الألباب، فهي الشخصية الإيمانية المستقيمة الكاملة التي أثنى عليها ربها أحسن الثناء ويرضى لرضاها، ويغضب لغضبها، هي من أنزل الله في حقها وحق أهل بيتها-عليهم السلام جميعاً- آيات محكمات من آيات الذكر الحكيم، تتلى آناء الليل وأطراف النهار منذ نزولها إلى قيام الساعة، كل هذه العظمة والطهر الذي مهما تكلمنا لن نفي بحق الزهراء.
وأوضحت العري أسباب تغييب الزهراء فقالت: لفترات طويلة غيبت الزهراء عنا، ولو تساءلنا لماذا هي بالذات؟، لعرفنا أنها أفضل مربية لعظماء وثائرين وملتزمين دين الله، وصادقين مع الله، والمتمسكين بحبل الله، والمعتصمين به، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولأنهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ،ولأن وراء كل رجل عظيم امرأة ، لكل هذا غيَّب الغرب الزهراء، لكي لا تكون هي القدوة لبنات الأمة، فصنعوا قدوات مزيفة تتأثر بهن المرأة المسلمة، فهذا التغييب كارثي وهدام يهدم الأمة بأكملها، اليهود يعرفون ما معنى القدوة وأهميتها، يعرفون منهم القدوات الذين يشكلون خطورة عليهم ، قال تعالى:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}،
الأسوة هنا معناها: السير على النهج ،و هذه الأسوة جميع أعمالها ومواقفها حسنة ترضي الله في جميع التصرفات لقد كان لكم في رسول الله الذي ابنته فاطمة” أم أبيها”، فما تظنون من رسول الأمة كيف يربي ابنته، إلا أن تكون أسوة حسنة للمرأة المسلمة، ولأن اليهود عرفوا هذا شنوا هذه الحرب الناعمة في أوساط الدول العربية، لأن المرأة إذا اتخذت الزهراء قدوة ستبني جيلاً متسلحاً بالإيمان، متمسكاً بكتاب الله، يقهر أعداء الأمة.
علينا الرجوع إلى الله، والتمسك بحبله وتولي قرناء القرآن، هذا هو السبيل لمواجهة هذه الهجمة الشرسة، كذلك يجب علينا الابتعاد عن قنوات التضليل، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تهدم الأخلاق، وتدنس النفوس.
وواصلت العري حديثها قائلة: المرأة اليمنية اثبتت أنها جهادية، استثنائية، وذلك عندما اتخذت الزهراء قدوتها، لذلك ندعو المرأة المسلمة للرجوع الى القدوة الحقيقية.
وفي نفس السياق تحدثت الأخت/سمية الأهجري عن البتول الزهراء- عليها افضل الصلاة والسلام ،قائلة : هي فلذة كبد المصطفى، وقرة عينه، هي أم أبيها، وزوج يعسوب المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام ،وهي أم الحسنين ريحانتي المصطفى وسيدي شباب أهل الجنة، وهي ابنة السيدة خديجة -رضي الله عنها-حبيبة قلب حبيب الله سيدنا محمد- صلى الله عليه وآله وسلم.
وواصلت الأهجري حديثها قائلة: السيدة فاطمة الزهراء لم تكن امرأة عادية، وإنما هي واحدة من النساء المتميزات عبر التاريخ ،بل هي أبرزهن وأفضلهن وأعظمهن، جعلها الله -سبحانه وتعالى-قدوة للمرأة للمسلمة بالدرجة الأولى، يحتذى بها إلى يوم القيامة، بما حملته من مواصفات عالية، وبما كانت عليه من الجهاد ومن الصبر والحب للناس، والرحمة بما عرفت به من العبادة والتقوى والعمل في سبيل الله، فقد عكست جمال الدين وقدمته بكماله وجماله وبكامل جاذبيته، لذلك غيبت عنا لكي لا نكون كأمثال فاطمة الزهراء.
وأشارت الأهجري في سياق حديثها عن الحرب الناعمة وخطورتها إلى أن الحرب الناعمة واسعة، ومنتشرة بشتى الوسائل، فهي تستهدف كل شرائح المجتمع، إلا أن العدو أكثر تركيزا على فئة الشباب وشريحة النساء كون المرأة هي النواة الأولى لبناء المجتمع، بل هي كل المجتمع إن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع، هي بمثابة الرأس في الجسد، فالحرب الناعمة تهدف وتسعى إلى ضرب وهدم هويتنا الإيمانية الهوية الإلهية مصدر قوتنا وعزتنا وثباتنا، ووحدتنا فإذا هُدم الرأس ودُمر هدم الجسد ،وهكذا فهي تهدف الى تدمير وضرب كل الأفكار والسلوكيات، والمعتقدات المبنية على أُسس إيمانية صحيحة وإحلال أنماط وسلوكيات شاملة لكل جوانب حياتنا .
وواصلت الأهجري حديثها عن السبيل لمواجهة هذه الحرب الناعمة قائلة: السبيل الوحيد لمواجهة هذه الهجمة الشرسة هو بالتأكيد بالعودة الصادقة القوية لمصادر قوتنا وثباتنا ووحدتنا وتجسيد ذلك في الواقع بكل الوسائل الممكنة، هو بالتمسك بهويتنا الإيمانية، والتوجيهات الإلهية والارتباط بأعلام البيت من يمثلون القدوة سواء كانوا نساءً أو رجالاً ،كذلك الارتقاء في الجانب الإيماني لمواكبة ومواجهة كل التطورات من جانب العدو، وكذلك بمعية الله،والبذل على أرقى مستوى من ثمار الإيمان الصادق، والتمسك الصحيح بالدين والعودة إلى أفضل القدوات وأعظمهن من خلدهن الله في كتابه الكريم خير مثال يحتذى به كسيدتنا فاطمة البتول الزهرء -عليها السلام، ونؤكد على ضرورة العودة الى مصدر قوتنا وثباتنا، وعزتنا والاقتداء بخير النساء سيدتنا فاطمة البتول الزهراء والعمل الجاد على نبذ كل ما هو دخيل على هويتنا وثقافتنا وعاداتنا وعلينا أن نبدأ بأنفسنا، ونسعى بكل نية واقتناع لنقدم نماذج جذابة ومؤثرة كجاذبية وجمال قدوتنا الزهراء،

* إعداد/المركز الاعلامي للهيئة النسائية بالأمانة

قد يعجبك ايضا