لقاء موسع حول سبل مواجهة حمى الضنك والملاريا

مناقشة آليات المحافظة على ممتلكات الأوقاف في الحديدة

 

 

تسجيل مليون و151 ألف مصاب بالملاريا في 2019م

الثورة/ يحيى كرد
نظم مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة الحديدة وتنفيذا للمرحلة الأولى من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وتعافي الاقتصاد والصمود أمس لقاء تشاوريا موسعا لموظفي المكتب ومدراء فروع الأوقاف والإرشاد بمديريات المحافظة.
وهدف اللقاء إلى مناقشة كيفية المحافظة على أملاك وعقارات الأوقاف والعمل على تنميتها وتطويرها وتحصيل إيراداتها وصرفها في مصارفها الشرعية إلى جانب مناقشة الإشكاليات والعراقيل التي تواجه المدراء والموظفين والعاملين على أملاك وعقارات الأوقاف ووضع الحلول والمعالجات لهذه الإشكاليات.
وخلال اللقاء أكد نائب وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ فؤاد محمد ناجي، على أهمية هذا اللقاء للاطلاع على التحديات والمشاكل الصعوبات التي تواجه مكتب الأوقاف بالمحافظة ومختلف مديرياتها والعمل على معالجة هذه الإشكاليات بما يضمن المحافظة على أملاك وعقارات الأوقاف المنتشرة في مختلف مديريات المحافظة والعمل على استثمارها وتنمية مواردها وصرفها في مصاريفها الشرعية التي تحددها الشريعة الإسلامية.
منوها بأن العمل في الأوقاف يختلف كليا عن بقية الأعمال الأخرى كون العمل بالأوقاف مقدساً ويجمع جميع أركان الإسلام ما عدى الزكاة التي لا تأتي ضمن أعمال الأوقاف ومن منطلق حساسية ومسؤولية الأوقاف الكبيرة أمام الله، فالجميع يتحمل المسؤولية أمام الله عن أموال الأوقاف، مشيرا إلى أن أموال الأوقاف تعتبر أمانة ومسؤولية كبيرة ويجب المحافظة على هذه الأمانة وتأديتها في مصارفها المعروفة شرعا بحسب ما فرضه الله علينا.
وأكد على أن محافظة الحديدة غنية جدا بالأوقاف حيث كان الناس يحرصون على تخصيص أوقاف من ممتلكاتهم للمساجد وغيرها كصدقة جارية وخاصة في زبيد التي كانت من أهم الدول الإسلامية العريقة على مستوى العالم العربي والإسلامي إلى جانب المديريات الأخرى التي يوجد بها أوقاف كثيرة ومتعددة جدا من أراض وعقارات وغيرها الأمر الذي يتطلب منا بذل المزيد من الجهود من أجل انتزاع هذه الأوقاف والمحافظة عليها وتنميتها وتحصيل إيراداتها. مبينا أنه لا يجوز للعاملين على الأوقاف أخذ أكثر من ٢٠% من إيرادات الأوقاف فيما يتم انفاق ٨٠% على الوقف الذي أوقفت من أجله هذه الأوقاف، داعيا العلماء وخطباء المساجد إلى المساهمة في مكافحة الأمراض والأوبئة المنتشرة بمحافظة الحديدة من خلال توعية المجتمع بمسببات ونواقل هذه الأمراض وكيفية الوقاية منها من خلال التخلص من هذه المسببات.
من جانبهما ثمن مدير عام الأوقاف والإرشاد بالحديدة سليمان محمد الفقيه ونائب مدير الأوقاف والإرشاد فيصل الهطفي حرص نائب وزير الأوقاف والإرشاد بلقاء موظفي مكتب الأوقاف بالمحافظة ومدراء الأوقاف بمختلف المديريات وتلموس همومهم واحتياجاتهم والاطلاع على الإشكاليات والصعوبات التي تواجههم في عملهم في تسيير أعمال وممتلكات الأوقاف وتحصيلها وبما يساهم في المحافظة على ممتلكات الأوقاف واستثمارها وتنميتها بالشكل الصحيح بما يعود بالمنفعة على الأوقاف التي أوقفت الأوقاف من أجلها أو العاملين عليها. منوهين بأن محافظة الحديدة غنية جدا بالأوقاف الأمر الذي يتطلب منا جميعا التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة الأخرى في الحفاظ على الأوقاف من سماسرة الأراضي وغيرهم ممّن يدعون ملكيتهم للأوقاف بدون وجه حق. مشيدين بالانتصارات الكبيرة وغير المسبوقة التي حققها رجال الجيش واللجان الشعبية في جبهة نهم ومارب والجوف.
عقب ذلك استعرض المدراء والموظفون والعاملون على الأوقاف بالمحافظة ومديرياتها الهموم والمشاكل التي يتعرضون لها في المحافظة في ما يتعلق بأملاك وعقارات الأوقاف وتحصيل إيراداتها وخاصة من بعض المتنفذين ومن الذين يدعون ملكيتهم الأوقاف دون وجه حق، بالإضافة إلى الاعتداءات. المستمرة على ممتلكات الأوقاف وخاصة المقابر من قبل سماسرة الأراضي، مطالبين نائب وزير الأوقاف وضع الحلول والمعالجات لهذه الإشكاليات التي تواجه مدراء وموظفي الأوقاف والعاملين عليها بالمحافظة ومديرياتها.
إلى ذلك نظمت أمس السلطة المحلية بمحافظة الحديدة وتحت شعار” نحو مشاركة مجتمعية فاعلة للقضاء على مرضي حمى الضنك والملاريا ” لقاء موسعا للتربويين والأكاديميين والعلماء والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بمدينة الحديدة لمناقشة المشاركة المجتمعية بمكافحة حمى الضنك والملاريا من خلال رفع الوعي المجتمعي بمسببات المرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه.
وخلال اللقاء أكد القائم بأعمال محافظ محافظة الحديدة محمد عياش قحيم على أهمية مشاركة التربويين والاكاديميين والعلماء والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة في مكافحة الأمراض والأوبئة من خلال النزول الميداني لرفع الوعي المجتمعي بمسببات حمى الضنك والملاريا والكوليرا وكيفية الوقاية منها من خلال ردم المستنقعات المائية الراكدة وإزالة بؤر تكاثر البعوض الناقل لهذه الأمراض وتغطية المياه المنزلية النقية بأحكام.
ونوه إلى أهمية توحيد الجهود والإمكانيات والتحشيد لمواصلة مواجهة هذه الأمراض الفتاكة المنتشرة بالمحافظة ومديرياتها من خلال مكافحتها حتى يتم القضاء عليها.
كما أكد على أنه سيتم تقييم عملية المكافحة والتوعية المجتمعية بصورة مستمرة على مستوى كل مديرية وحارة وحي سكني وسيتم محاسبة المقصرين والمتقاعسين من مدراء المديريات وأمناء المجالس المحلية وعقال الحارات في عملية المكافحة والتوعية، مثمنا اهتمام القيادة السياسية العليا بالأوضاع الصحية التي تمر بها المحافظة وتكليف مدير مكتب رئيس الجمهورية ونائب رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء بالحضور إلى المحافظة والمشاركة والإشراف على عملية مكافحة هذه الأمراض وتوعية المجتمع بكيفية الوقاية منها.
من جانبه أشار نائب وزير الأوقاف والإرشاد فؤاد محمد ناجي في كلمته التي نقل في مستهلها تحيات وسلام رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط إلى أن ما تعانيه محافظة الحديدة من انتشار للأمراض والأوبئة يتطلب منا جميعاً كمجتمع متكامل العمل على مكافحة هذه الأمراض والحد من انتشارها من خلال رفع الوعي المجتمعي بأسباب تكاثر وانتشار البعوض الناقل لهذه الأمراض وكيفية الوقاية منه، مشيرا إلى أن العدوان يتحمل المسؤولية الرئيسية في انتشار هذه الأمراض الفتاكة التي تجتاح المحافظة بعد أن فشل في السيطرة على المحافظة عسكريا، داعيا المجتمع إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية والمنزلية والأحياء والحارات والشوارع حتى يتم القضاء على هذا المرض.
فيما أوضح مدير عام مكتب الصحة بمحافظة الحديدة الدكتور عبدالرحمن جارالله أن أمراض حمى الضنك والملاريا ينقلها البعوض الذي يتوالد ويتكاثر في المياه الراكدة النظيفة سواء كانت مستنقعات وبؤر خارج المنزل أو داخل المنزل ومنها أواني وخزانات المياه المكشوفة ومن ثم ينتشر ويلدغ الناس متسبباً بذلك بنقل الأمراض إليهم.
وأشار إلى أن هذا الوباء ينتشر في ١٢٨ دولة في العالم معظمهم من قارة آسيا ونصف سكان الكرة الأرضية معرضون الإصابة بحمى الضنك و٦٥% منهم من الأطفال دون الخامسة، وتشير الإحصائيات التقديرية الدولية إلى إصابة ٣٩٠ مليون شخص سنويا بهذه الأمراض في مختلف دول العالم. وبين جارالله أن الملاريا وحمى الضنك تستوطن باليمن وهناك ٦٨% من السكان يعيشون في مناطق انتقال هذه الأمراض. مبينا أنه في عام ٢٠١٨م تم تسجيل ٦١٤ ألفا و٢٥٩ إصابة بالملاربا توفي منهم ٢٨ حالة فيما تم تسجيل ٢٨ ألفا و٥١ إصابة بحمى الضنك توفي منهم ٤٦ حالة.
وفي أكتوبر من عام ٢٠١٩م تم تسجيل مليون و١٥١ ألفا و٨١٣ إصابة بالملاريا توفي منهم ٢٠ حالة وتم تسجيل ٧٦ ألفا و٧٨٥ حالة مصابة بحمى الضنك توفي منهم ٢٨٣ حالة. لافتا إلى أنه في أكتوبر من العام الماضي بدأت جائحة هذه الأمراض تنتشر في مديرية والجراحي وتم التدخل بشكل سريع بتعاون كافة الجهات وردم المستنقعات المائية المنتشرة وتمت السيطرة عليه ولكنه ظهر في مديرية زبيد وبيت الفقيه والزهرة والزيدية وتمت التدخلات السريعة والسيطرة عليه والحد من انتشاره وفي نهاية ديسمبر تنتشر في مديريات مركز المحافظة الثلاث وفاقم المشكلة الازدحام السكاني الكبير ووجود مستنقعات وبؤر كبيرة منتشرة في كل المديريات داخل أحواش مغلقة أو داخل المنازل التي يتم فيها تخزين المياه في أوانٍ مكشوفة، نظرا لعدم وجود مصادر مياه في أجزاء كبيرة من المدينة. منوها بأنه تم على الفور التنسيق بين كافة القطاعات والقيام بردم المستنقعات والبؤر المائية الراكدة ولكن الأمطار التي هطلت على المدينة أعادت المستنقعات وتم ردمها من جديد رافقها حملات رش ضبابي وبالأثر الباقي وتوعية مجتمعية متكاملة شملت المدارس والمنازل والتجمعات السكانية كاملة بكافة مديريات مركز المحافظة تحت إشراف مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد حامد ونائب رئيس مجلس الوزراء حسين مقبولي ووزير الصحة الدكتور طه المتوكل وعدد من الوزراء ووكلاء الوزارات.
وأكد جارالله بأن أرقام المصابين بهذه الأمراض بدأت في الانخفاض وهذا مؤشر إيجابي بأن هذه الجهود كانت مثمرة . لافتا إلى أن التدخلات الصحية التي تم اتخاذها لمواجهة هذه الأمراض كثيرة منها تجهيز كافة المراكز الصحية لاستقبال الحالات وتحديد أربعة مراكز في مديرية الحالي للعمل على مدار الساعة ومركزين في مديرية الحوك ومركزين في الميناء لاستقبال الحالات على مدار الساعة وتقديم العلاجات والخدمات الصحية للمصابين مجانا، إلى جانب استنفار فرق الاستجابة السريعة في كل مديريات المحافظة وتوفير شرائط الفحص السريع الملاريا وحمى الضنك بكميات كبيرة وتوفير كميات كبيرة من الأدوية والمحاليل الطبية في كافة المراكز الصحية وتنفيذ حملات تثقيف صحي مكثفة ولا زالت مستمرة حتى اليوم عبر المتطوعات ووسائل الإعلام المختلفة.
بدوره أشار الدكتور يوسف الحاضري المتحدث باسم وزارة الصحة ورئيس المركز الوطني للإعلام والتثقيف الصحي بوزارة الصحة إلى أهمية هذا اللقاء الموسع الهام لكافة شرائح المجتمع بالمحافظة بهدف توحيد الجهود والإمكانيات لمكافحة حمى الضنك والملاريا المنتشرة بالمحافظة ومختلف مديرياتها ونشر الوعي المجتمعي بين الناس بهذه الأمراض ومسبباتها وكيفية الوقاية منها. مشيرا إلى أهمية الدور الذي يلعبه العلماء والخطباء والإعلاميون والنشطون في توعية المجتمع بمسببات ونواقل هذه الأمراض وكيفية الوقاية منها والذي يمثل نصف العلاج. مؤكدا على أهمية استمرار هذه الحملات التوعوية طوال العام حتى يتم القضاء على هذه الأمراض بشكل نهائي في المحافظة.
من جانبه أشار علي الكباري، مشرف عام مدينة الحديدة، إلى أن مسؤولية مكافحة حمى الضنك والملاريا وتوعية المجتمع بطرق انتقالها وكيفية الوقاية ليست مقتصرة على جهة بعينها بل هي مسؤولية المجتمع بشكل عام في المحافظة من الطالب إلى المعلم وعاقل الحارة ومدير المديرية إلى المحافظة لهذا يجب على الجميع القيام بدوره في مكافحة هذه الأمراض التي تفتك بالناس حتى يتم القضاء عليها. مشيرا إلى أن مواجهة هذه الأمراض ومكافحتها لا تقل أهمية عن مواجهة العدوان في جبهات القتال.

قد يعجبك ايضا