“البنيان المرصوص”.. إعجاز إلهي وتأييد رباني

منير اسماعيل الشامي
خلال خمسة اعوام وهم يعدون قواتهم تدريبا وتسليحا وتأهيلا، استعدادا لساعة الصفر لاقتحام العاصمة صنعاء.
دراسة دقيقة شاملة لإسقاط صنعاء شارك فيها قيادات حربية وأكاديميات عسكرية متخصصة امريكية وبريطانية، وقيادات سعودية واماراتية ومن المرتزقة.
فحشدوا ما يزيد عن خمسة واربعين الف مقاتل موزعين على سبعة عشر لواء، وما إن انتهوا واصبحت عدتهم جاهزة وعتادهم مكتملاً ، زادوا تدعيم هذه الألوية بعشرين كتيبة وزعوها عليها حسب الخطة واعلنوا ساعة الصفر وصدرت التوجيهات للقوة العسكرية بالتحرك لتنفيذ اكبر عملية زحف في تاريخ العدوان وسحق كل من يقف في طريقها.
وفي المقابل كان رجال الله وانصاره الذين لا يتجاوز عددهم ٥٪ من عدد هذه الجحافل، ولا تزيد عدتهم عن ١٪ من عتادهم يرقبون تحركهم ويرصدون وجهتهم كما ترصد النسور حركة صيدها الثمين، وتترقب فريستها المنشودة من كل اتجاه، قد توكلوا على ربهم وباعوا من الله ارواحهم واستعدوا لمواجهة هذا الجيش العرمرمي بقلَّة عددهم وعتادهم وتوزَّعوا وفق خطة محكمة وتوزيع دقيق والهدوء يعم حولهم والسكينة تغشاهم، والطمأنينة تملأ صدورهم والثقة بربهم تفيض بها قلوبهم .
وما إن اصبحت قوات العدوان في مخنق كماشتهم إلا وتحركوا من ثلاث جبهات متباعدة في مسارات محدده ليشكلوا بقلتهم كماشة فولاذية لا تذيبها النيران ولا تخدشها القذائف، فأطبقوا عليها من كل اتجاه وقطعوا عليها خطوط الامداد وافقدوها أي أمل بالنجاة..
حينها تراءت الفئتان فنكص الشيطان على عقبيه وقال لحشده “إني بريء منكم إني ارى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب” حينها فاق جحافل المرتزقة من سكرة احلامهم الإجرامية ، ولم يشعروا بأنفسهم إلا وقد اصبحوا سجناء في آلياتهم وقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وعجزوا عن الفرار فاكتشفوا أن ما كانوا يظنون أن فيه قوتهم قد انقلب فزاد ضعفهم وصار سجونا من عجزهم ليقروا ويتيقنوا بنهايتهم المخزية.
ومن خلال متابعة المشاهد النوعية للأعلام الحربي في عملية “البنيان المرصوص” يظهر الاعجاز الإلهي والتأييد الرباني لجنده من الجيش واللجان الشعبية في اوضح صورة.
فمن خلال المشاهد ظهر ابطالنا الميامين في مجموعات صغيرة تحركت راجلة ولا تمتلك غير السلاح الخفيف المحمول وقطع قليلة جدا من السلاح النوعي المحمول مثل قاذفات الـ “آر . بي. جي”، تحركت كل مجموعة نحو هدفها المرصود وگأن من يراها يظن أن هدفها هو القبض على شخص مجرم مدجَّج بالسلاح قد تحصَّن في شاهق عصي، وليس معسكرا شديد التحصين ويعج بالآلاف المؤلفة والعشرات من الكتائب النوعية المتخصصة المزوَّدة بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة والفتاكة وعشرات الآليات الثقيلة المجنزرة والمدرعة والمدافع والصواريخ، ومدعومة بأقوى وأحدث غطاء جوي متكامل وعلى مدار الساعة.
وفي ساعة الصفر سبَّح رجال الله وسبَّحت بنادقهم، في آن واحد فاندمجت معا لتشكل تراتيل ملائكية ملأت وجودهم سكينة واطمئنانا، وملأت قلوب أعدائهم رعبا وخوفا، ففروا هاربين في ظلمات كجراد منتشر في كل اتجاه.
وفي ستة أيام تبخَّرت من تحت أقدامهم أكبر وأعظم قوة عسكرية توازي جيش دولة متكاملا استغرق تحالف العدوان لتجهيزه وتزويده وإعداده أكثر من (١٤٦١) يوما بأحدث الأسلحة وزوُّد بكافة الإمكانيات وأنفق عليه تحالف العدوان خلال أربعة أعوام عشرات المليارات، فكانت عليه حسرة وألماً، وحَزَناً وكمداً، واغتنم جند الله كل اسلحتهم وآلياتهم ومعداتهم وورثوا ارضهم ومعسكراتهم.
أو ليس هذا منتهى الإعجاز الإلهي ؟ وأعلى مستويات التأييد الرباني ؟
بلى فذلك منتهى الإعجاز الإلهي فحينما تتدخل القدرة الإلهية تتوقف كل قوانين للبشر وتخطئ كل حساباتهم، وتنقلب كل الموازين رأسا على عقب، وذلك اعلى مستويات التأييد الرباني لعباده المؤمنين.

قد يعجبك ايضا