محمد النظاري
ما قبل انطلاق الدوري التنشيطي في سيئون وفترة إقامته؛ وما وبعده، ظهرت الكثير من الآراء، وحصلت الكثير من المواقف، وصدرت قرارات متعددة.
قبل البطولة ،هناك من شكك في إقامتها من الأساس، على اعتبار أن استاد سيئون الأولمبي غير جاهز، وفعلا تم تجاوز عدم جاهزيته بإقامة البطولة بما هو حاصل. مع ضرورة استكمال تجهيز الملعب.
أثناء البطولة صدرت قرارات كثيرة -وبعضها غير منطقي لتناقضها مع بعضها البعض- كانت كفيلة بنسف البطولة وانسحاب بعض الفرق.
إذاً لماذا أقيمت البطولة وانتهت نهاية سعيدة؟ سؤال بادر البعض لطرحه.. والحقيقة أن هناك حرصاً كبيراً أظهره الجميع لإنجاح البطولة، كون فشلها بعد غيابها خمس سنوات كارثة كبيرة.
لسيئون خاصة وحضرموت عامة نسبة عالية في النجاح، ولعل التدفق الجماهيري الرائع هو أفضل صورة في البطولة، وبها نسي الجميع كل المنغصات الأخرى.
الصحفي جمعان دويل (ابن سيئون)، أمتعنا بنقل مجريات الأحداث من خلال تغطيته المتنوعة، فاستحق إشادة الجميع، إلى جانب كل الزملاء.
الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي، كعادتها كانت حاضرة وبقوة، ترسيخا لنهجها في تغطية كل الأحداث الرياضية بمهنية، وهو ما أكسبها تقدير الجميع.
الحكام، كانوا ركيزة من ركائز النجاح، وربما لم يركز الاعلام كثيرا عليهم، إلا أنهم أداروا المباريات باقتدار، مقارنة بالفترة الطويلة لتوقفهم عن المسابقات الرسمية.
النقل التلفزيوني، أحدث نقلة كبيرة من خلال تعدد الكاميرات وروعة الإخراج، كما أنه جعل النهائي يضاهي البطولات الخارجية.
نجاح سيئون في التنظيم الإداري والحضور الجماهيري اكتمل بنجاح فريق شعب حضرموت في الوصول إلى التتويج بطلا للدوري، لتحوز حضرموت النقطة الكاملة.
حتى لا يبخس الناس أشياءهم، فلا بد من تقدير كل الجهود التي قام بها الاتحاد العام لكرة القدم ممثلاً برئيسه الشيخ احمد صالح العيسي، وكل لجان الاتحاد التي تواجدت في سيئون، وإن كانت هناك هفوات حصلت، فنلتمس العذر، كونهم متوقفون عن اقامة أي نشاط منذ سنوات، وهذه من سلبيات التوقف التي لا بد من تلافيها بأقامة الدوري بصورة مستمرة.
اللافت للنظر أن الآباء كلهم اختفوا في كل المراحل التي كادت تعصف بالبطولة (التنشيطية)، وفجأة ومع ختامها وتتويجها بالنجاح الجماهيري، ظهر الآباء من حدب وصوب، وكل منهم يريد أن ينسب النجاح لنفسه.
ونقولها بصراحة : نجحت البطولة (التنشيطية) لأن الجميع أراد لها النجاح، كون توقفها بسبب ما حصل في بعض فترات البطولة، كان يعني نهاية حتمية ليس لها فقط بل للتفكير مجددا في أي بطولة قادمة.
شكرا لسيئون الحضرمية لأنها احتضنت كل أبناء الوطن الواحد، ورسمت للعالم صورة مغايرة لما يحدث في وطننا الحبيب.
لقد صنعت كرة القدم في اسبوعين ما عجزت عنه الأمم المتحدة منذ سنوات.. وأجمل شيء أنه ليس لجريفث ولجنته الأممية أي دخل في الدوري التنشيطي؛ وإلا كان مصير الدوري الفشل!!.
حتى لا تنسينا نشوة إنجاح الدوري التنشيطي، فالبطل (شعب حضرموت) الذي يروج بأنه سيشارك في أي بطولة آسيوية لن يستطيع المشاركة، كون لها شروطاً لا تنطبق جملة وتفصيلا على دورينا (التنشيطي)، وبإمكانه فقط المشاركة في البطولات العربية غير المعترف بها.. إذاً النتيجة النهائية: ليس لدينا بطل دوري رسمي.