صفقة ترامب وصهاينة العرب
عبدالفتاح علي البنوس
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء الماضي صفقة القرن التي أطلق عليها مسمى خطة السلام في الشرق الأوسط حد تعبيره ، وهي المؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية وحق أبناء الشعب الفلسطيني في السيادة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم ، المؤامرة التي نسج خيوطها التآمرية اللوبي اليهودي والأمريكي بالتنسيق مع صهاينة العرب آل سعود وآل نهيان وآل خليفة والسيسي وعبدالله الثاني وهيثم بن تيمور وبقية قادة العمالة والخيانة والتصهين والتأمرك ، الذين تجردوا من كل عرى دينهم وعروبتهم وباتوا أدوات رخيصة ومبتذلة بيد الأمريكي والإسرائيلي يحركهم كيف شاء ومتى شاء ، تماشيا مع مخططاتهما وخدمة لأهدافهما ومشاريعهما القذرة في الشرق الأوسط .
بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء يعلن المهستر الأمريكي دونالد ترامب صفقة القرن بصحبة رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبمعية سفراء الإمارات والبحرين وسلطنة عمان في أمريكا ، ويا له من عار ، ويا لها من فضيحة لصهاينة العرب الذين حضروا الإعلان الأمريكي لصفقة ترامب ، ولأولئك الأكثر يهودة وتصهينا آل سعود الذين يمثلون عمود ارتكاز وإسناد هذه الصفقة ، والممول الرئيسي لها ، والذين وإن غابت سفيرتهم عن مؤتمر ترامب الذي أعلن من خلاله صفقته اليهودية ، إلا أنهم كانوا في مقدمة من بارك وأيد هذه الصفقة وأثنى عليها وباركها وأشاد بها ، كيف لا وهم من أسهم في إخراجها بهذه الصورة ، وهم من قدموا الضمانات لتنفيذها ورصدوا ملايين الدولارات من أجل إغراء السلطة الفلسطينية من أجل الموافقة عليها ، فالمؤامرة وإن حملت الماركة الأمريكية فإن صبغتها سعودية يهودية خالصة .
صفقة ترامب اعتبرت القدس العاصمة غير المجزأة أو المقسمة لإسرائيل وتضمنت الموافقة الأمريكية على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي ترى ضمها إلى دولتها المزعومة ، وتضمنت مرحلة انتقالية لحل الدولتين بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة ، مع حصول الجانب الإسرائيلي على حق السيادة على غور الأردن بذريعة حماية نفسها من أي اعتداء ، كما تضمنت تجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية خلال الأربع السنوات المطروحة على الفلسطينيين للاطلاع على الخطة والموافقة عليها ، في المنطقة التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية المشروطة بمحاربة الإرهاب في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية ، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتلة ، كما تضمنت الخطة الترامبية تقديم استثمارات تجارية كبيرة تقدر بخمسين مليار دولار في الدولة الفلسطينية الجديدة ، في محاولة لدغدغة عواطف السلطة الفلسطينية ، كما شملت صفقة ترامب الكثير من النقاط التي تجعل من الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح ، وشملت عدم السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وغيرها من النقاط التي تمثل منتهى الاستخفاف بالعرب والمسلمين ، وتعكس حالة الفرعنة والتعالي والعنجهية التي عليها ترامب وإدارته وملوك النفط وقادة الخيانة والتطبيع والعمالة الذين باعوا فلسطين ودفعوا هم ثمنها من أموال شعوبهم وأوطانهم .
بالمختصر المفيد، حصحص الحق ، وتجلت الحقائق ، وباتت الأنظمة العربية والإسلامية على المحك ، ولا مجال للمداهنة أو المراوغة بعد اليوم ، انه زمن كشف الحقائق ، من كانوا يتشدقون باسم فلسطين والقدس والأقصى ، ويدغدغون العواطف بالخطابات الحماسية المناصرة لفلسطين والفلسطينيين ، اليوم تتبدى المواقف الحقيقية وتسقط الأقنعة وتظهر الوجوه على حقيقتها بدون مساحيق تجميل ، سيتضح للعالم عامة وللفلسطينيين خاصة من معهم ومن ضدهم ، وإني لأرى نهاية أمريكا وإسرائيل والسعودية باتت قريبة جدا ، وأن المعركة الفاصلة بين الحق والباطل باتت وشيكة جدا ، وأن الباطل إلى زوال عن قريب بإذن الله وتوفيقه ونصره وتأييده ، وأن أحرار العالم لن يقبلوا بتمرير هذه المؤامرة وسيعملوا على إفشالها ووأدها في مهدها ، وأن الشعوب العربية والإسلامية لن يطول صمتها ، وستخرج لزلزلة عروش الخونة ، وإعلان البراءة منهم ، لتبقى فلسطين عربية إسلامية ، ولن يحصد ترامب ونتنياهو وبن سلمان وبقية البعران غير الخيبة والخسران .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .