الثورة / متابعات
يقف العالم أمام إعصار وبائي جديد سيكون مدمراً وفق المتخصصين والمراقبين مرجعين مصدره هذه المرة إلى الشرق، وتحديداً إلى الصين، حيث تتنامى حالات الإبلاغ عن إصابات بفيروس كورونا الجديد، وتسلل حالات إصابة به إلى بلدان أخرى بينها اليابان والولايات المتحدة، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التفكير في إعلان حالة الطوارئ” وفق مدير عام المنظمة أدهانوم غيبريسوس.
حتى بلغ عدد الوفيات نتيجة فيروس جديد من سلالة كورونا في الصين 25 حالة حسب آخر الأرقام التي أعلنتها حكومة إقليم هوباي، بؤرة الوباء، فيما تأكدت إصابة أكثر من 1000 شخص.
وتسبّبت أخبار انتشار الفيروس في إلغاء الكثير من الصينيين لرحلاتهم، كما اشتروا أقنعة واقية وتجنبوا الخروج للأماكن العامة مثل دور السينما والمراكز التجارية، في حين فرضت السلطات ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة في إقليم هوباي، بينما أكدت عدة تقارير أن الأقنعة نفدت في عدة نقط للبيع بسبب كثرة الطلب.
وسائل الاعلام الصينية الرسمية تحدثت عن وجود 544 حالة إصابة مؤكدة في البلاد، مع وصول الفيروس إلى نصف المحافظات الصينية تقريباً، بينها مدن كبرى مثل شنغهاي وبكين.
ويأتي انتشار الفيروس في الصين في الوقت الذي أكدت فيه تايلاند وجود أربع حالات إصابة، في حين أعلنت كل من الولايات المتحدة وتايوان وكوريا الجنوبية واليابان ظهور حالة واحدة في كل منها.
بداية الفيروس
وبدأ الفيروس من سوق للأسماك والحيوانات في وسط مدينة ووهان الصينية، وهو سوق تباع فيه الحيوانات بشكل غير قانوني، لكنه انتشر بعد ذلك إلى مجموعة من المدن الصينية، ثم إلى دول أخرى.
وفي ظل مخاوف انتشاره قامت عدة دول بإجراءات احترازية لمواجهة الفيروس، حيث عززت روسيا إجراءات الفحص والحجر الصحي، فيما أعلنت بريطانيا أنها ستبدأ في فحص القادمين من البلدان التي سُجلت فيها أكثرية الحالات، فيما حظرت كوريا الشمالية دخول السياح الأجانب، وأعلنت عدد آخر من الدول الاسيوية عن اتخاذها إجراءات لمواجهة احتمالات انتشار الفيروس.
ووصلت مخاوف انتشار الفيروس الى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والذي قرر نقل مباريات تصفيات كرة القدم النسائية للألعاب الأولمبية في طوكيو 2020م، إلى شرق الصين، بعدما كان من المقرر عقدها في فبراير في إقليم ووهان.
ماهية الفيروس
وينتمي الفيروس الجديد إلى عائلة فيروسات الكورونا التي قد تسبب أمراضاً غير مؤذية لدى الإنسان كالزكام، لكنها قد تكون مصدر أمراض قاتلة مثل السارس.
وينتشر الفيروس عن طريق التنفس، ومن أعراضه الحمى والسعال وصعوبة التنفس، كما يمكنه أن يؤدي كذلك إلى الالتهاب الرئوي، حسب متحدث من مفوضية الصحة الوطنية في الصين.
ويوجد تشابه بين الفيروس الجديد وفيروس السارس الذي تسبب سابقاً في وفاة 744 حالة عبر العالم من أصل 8096 إصابة حسب منظمة الصحة العالمية، لكن المعطيات الأولية تشير إلى أن الفيروس الجديد يبقى أقل خطورة من السارس.
وفي المقابل أعلنت منظمة الصحة العالمية عن نتائج الاجتماع الذي دعت إليه في جنيف بحضور مندوبين من الصين واليابان والولايات المتحدة، بتأكيد أنها لن تعلن حالة طوارئ عالمية .
وبررت المنظمة ذلك بأن إعلان هذه الحالة يثير قلقاً على المستوى الدولي، وأن الوضع لم يتطور بعد لإعلان هذا الإجراء، على الأقل حسب المعطيات الحالية.
وقالت ان من المبكر جداً اعتبار فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين وبدأ ينتشر في العالم “حالة طوارئ صحية عامة على نطاق دولي”.
المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أعلن خلال مؤتمر صحفي يوم امس في جنيف أنه “لا يخطئن أحدكم الأمر.. إنها حالة طوارئ في الصين، لكنها ليست بعدُ حالة طوارئ صحية عالمية.. قد تصبح كذلك” .. مشيراً الى أن لا دليل حتى اليوم على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر خارج الصين.
وأعلن غيبريسوس ذلك بعدما راجعت لجنة الطوارئ في منظمة الصحة والمؤلفة من 16 خبيراً مستقلاً، أحدث الأدلة ورفعت توصياتها التي قَبِلها.
وقال “نعلم أن هناك انتقالاً للعدوى من إنسان إلى إنسان في الصين، لكن يبدو أن الأمر يقتصر حتى الآن على مجموعات أسرية وعلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعتنون بالمرضى المصابين.. ليس هناك أي دليل على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر خارج الصين، لكن هذا لا يعني أن هذا الأمر لن يحدث”.
وتابع غيبريسوس ان “المنظمة لا توصي بفرض أي قيود على الحدود أو على السفر والتجارة في الوقت الراهن” بسبب تفشي كورونا.
ولا تعلن منظمة الصحة حالة الطوارئ العالمية إلا في حالات وبائية نادرة تتطلب استجابة دولية حازمة، مثل ما حدث مع إنفلونزا الخنازير (إتش1إن1) عام 2009م، وفيروس (زيكا) عام 2016م، وإيبولا الذي اجتاح قسماً من غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016م وجمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2018م.
واتخذت الصين تدابير قصوى لمكافحة فيروس كورونا الجديد الذي بدأ ينتشر في العالم، حيث فرضت حجرًا صحيًّا على مدينة ووهان -مصدر الوباء- ومدينتين مجاورتين، اعتباراً من الخميس الماضي.