ظاهرة صوتية!! 

كانت مصلحة اليمن والأمة في صدارة أجندة المباحثات المثمرة التي أجراها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مع إخوانه قادة الدول الشقيقة المشاركين في القمة الخماسية التي انعقدت في العاصمة الليبية طرابلس¡ واللقاء الذي جمع فخامته بأخيه الرئيس المصري محمد حسني مبارك في القاهرة وكذا مباحثاته الناجحة والمثمرة مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والتي تم التركيز فيها على السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الاقتصادي والدفع بالاستثمارات الروسية للاستثمار في اليمن والاستفادة من المزايا التي يوفرها قانون الاستثمار اليمني وصولا◌ٍ إلى ما يخدم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة وينتقل بعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين والشعبين اليمني والروسي إلى آفاق رحبة من الشراكة والتعاون بينهما. ولعل ذلك ما يلفت الانتباه إلى البون الشاسع بين هذه الجهود والتحركات التي تقوم بها القيادة السياسية من أجل رفعة اليمن وتطوره وتقدمه وازدهاره وتحقيق الرخاء لأبنائه عن طريق جذب الاستثمارات التي توفر فرص عمل جديدة تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وتكريس كل الجهود من أجل التنمية والاستقرار والبناء وصنع التقدم للوطن وبين من لا يجيدون سوى إشعال الحرائق وافتعال الأزمات وإثارة القلاقل وتعطيل جهود التنمية وزعزعة الأمن والاستقرار والتحريض على أعمال العنف والإرهاب وسلب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وسفك دماء المواطنين على أساس جهوي ومناطقي والتماهي¡ في أجندات خاصة¡ مع أولئك المتمردين الذين أشعلوا الفتنة في صعدة أو تلك العناصر الانفصالية والتخريبية في بعض مديريات المحافظات الجنوبية أو العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة والتي التقت جميعها على هدف واحد هو الإضرار باليمن ومصالحه. ومع أنه لا تجوز المقارنة بين أدوات البناء ومعاول الهدم¡ فإن ما يؤسف له حقا◌ٍ أن من يبنون أجندتهم وتحركاتهم الخفية إما عن طريق دعم تلك العناصر الخارجة على الدستور والقانون أو المتمردين الحوثيين أو حتى عناصر القاعدة من أجل إدخال البلاد في متاهات الفوضى وإذكاء الفتن وثقافة الأحقاد والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد والإضرار بالوحدة الوطنية¡ صاروا لا يخجلون وهم يمارسون هذه الأفعال المجرøمة والممارسات المقيتة تحت ستار الحرية والديمقراطية وحق التعبير رغم إدراكهم أنهم بهذا الاستغلال الأجوف والبشع لتلك القيم السامية إنما يسيئون إساءة صارخة لمعاني الحرية والديمقراطية كما يسيئون لكل شيء نبيل وجميل في هذا الوطن. وإذا كانت كل الدلائل تشير إلى أن هؤلاء لا يملكون تجربة سياسية ولا أي قدر من الوعي أو الإحساس بالمسؤولية الوطنية¡ وأن كل ما يجيدونه ليس سوى التخريب وصناعة الأزمات والنهش في جسد الوطن وإلحاق الأذى بمصالح المجتمع¡ فإن الغريب أنهم وعلى الرغم من تساقطهم وراء شعاراتهم الزائفة وخطاباتهم الكاذبة لم يتعظوا ولم يعتبروا¡ أو يعقلوا أو يسترشدوا بمنطق صائب أو رأي سديد يعيدهم إلى جادة الحق الذي لم يعد يعرف إليهم طريقا◌ٍ بعد أن تلبسهم الباطل من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم¡ ظانين أنهم بهذا التوحش وهذا الاهتراء القيمي والتصدع الأخلاقي والذهني سينتقمون من النظام السياسي¡ مع أن الحقيقة أنهم لا ينتقمون إلاø من الوطن الذي وفر لهم العيش الكريم والحياة الآمنة والمستقرة فبادلوه كل ذلك بالجحود والعقوق والنكران. ولكن ماذا ينتظر من عقليات بهذا السوء والغباء¡ تهلل فرحا◌ٍ وتكبøر حينما تسمع أن عناصر التخريب والانفصال والتمرد قامت بالاعتداء على حرمة مواطن وتعذيبه أو باستهداف جندي أو ضابط في القوات المسلحة والأمن وهو يؤدي واجبه أو قامت بنهب للممتلكات العامة والخاصة وعملت على قطع الطرقات الآمنة وإشاعة الفوضى والتخريب. وماذا ي◌ْنتظر من عقول شاخت وتبلدت وفقدت الإحساس وتجردت من كل القيم أو أي معنى إنساني ووطني¡ تتلون كما تتلون الحرباء لا هدف ولا غاية لها سوى التخريب والتدمير وشق الصفوف وإثارة الفتن وتأجيج الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد¡ لا ترعى الله ولا تخافه ولا تجيد إلا مثل هذه السلوكيات المشينة التي سترتد إلى نحورها حتما..¿. ومتى يعلم هؤلاء¡ صغيرهم وكبيرهم¡ الذين يبحثون عن دور أو أدوار على حساب الوطن ومصالحه العليا أن الحرية لا تعني الفوضى والدفاع عن اللصوص والمجرمين والقتلة والخارجين على النظام والقانون¡ وأن الديمقراطية لا تعني بث الفرقة وتمزيق النسيج الاجتماعي¡ وأن “الفتنة أشدø◌ْ من القتل”¿!!. ومع ذلك يبقى المؤكد والثابت¡ أن الشر يفتك بأصحابه أولا◌ٍ¡ وأن إرادة الخير هي المنتصرة دوما◌ٍ¡ وأن الوطن أقوى من خفافيش الظلام والأصوات النشاز¡ التي تجاوزها الزمن وصارت اليوم مجرد ظاهرة صوتية لا تحدث سوى الجعجعة الفارغة ودون أي فائدة تذكر..!.

قد يعجبك ايضا