الثورة نت/
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم سفير الاتحاد الأوربي لدى اليمن هانس جروندبرج وسفيري فرنسا وهولندا لدى بلادنا كرستيان تستو وإيرما فان ديورن.
ورحب رئيس الوزراء في اللقاء بالسفراء وزيارتهم إلى الجمهورية اليمنية .. منوها بالمدلولات الهامة لهذه الزيارة التي تأتي وأغلبية الشعب اليمني لا زالوا يعيشون في سجن كبير فرضه العدوان والحصار للسنة الخامسة وجزء من الوطن يقع تحت الاحتلال السعودي الإماراتي.
ولفت إلى الدور الكبير الذي يضطلع به الاتحاد الأوربي على المستوى الدولي والمسؤولية الواقعة على عاتقة تجاه المِحنة الإنسانية التي يمر بها اليمن وكذا الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها كل من فرنسا وهولندا في هذا الجانب .. مؤكداً في الوقت ذاته على الدور المهم لفرنسا في حلحلة الأوضاع الراهنة وكذلك هولندا التي قدمت للشعب اليمني مساعدات لم تقدمها دولة عظمى.
وجدد الدكتور بن حبتور التأكيد على أن الشعب اليمني لا يريد من يتعاطف معه لمجرد التعاطف وإنما يريد من القوى الدولية تضامناً حقيقياً وفهماً لمشكلاته وأسبابها الحقيقية بعيدا عن المصطلحات التي يصنعها ويسوقها العدوان وأذرعه الإعلامية الدولية.
وناقش اللقاء الذي حضره نواب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي والرؤية الوطنية محمود الجنيد، جوانب المأساة الطاحنة التي يعيش لحظاتها المرة الشعب اليمني والتي تزداد تأجيجا عاما بعد آخر نتيجة تواصل العدوان والحصار وحربه الاقتصادية وآخرها السعي لضرب العملة الوطنية وتدهور قيمتها.
وتطرق اللقاء إلى علاقات التعاون والشراكة بين حكومة الإنقاذ والمنظمات الأممية والدولية والتسهيلات المقدمة، بما يعزز من حضورها وآثارها المهمة في التخفيف من حدة معاناة الشعب اليمني بسبب الظرف الراهن.
وفي اللقاء الذي شارك فيه وزراء التخطيط عبدالعزيز الكميم والأشغال غالب مطلق والتربية والتعليم يحيى الحوثي والتعليم الفني غازي أحمد علي محسن والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والدولة فارس مناع ولشؤون مخرجات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية أحمد القنع وحقوق الإنسان رضية عبدالله والإعلام ضيف الله الشامي، جرى التركيز على الجوانب المتصلة بخطوات تنفيذ اتفاق السويد والخطوات العملية التي تم المبادرة بها من قبل الطرف الوطني فيما يخص الجانب الاقتصادي بإنشاء حساب خاص لإيرادات ميناء الحديدة .
كما ركز اللقاء بحضور الأمين العام المساعد لرئاسة الوزراء يحيى الهادي، على ملفي الأسرى الذي تم إحراز خطوات ايجابية فيهما من خلال الواجهات الاجتماعية بإطلاق أكثر من سبعة آلاف أسير بالإضافة إلى الخطوات المهمة في ملف إعادة الانتشار بالحديدة في ظل استمرار الطرف الآخر في افتعال العراقيل سيما في الملف الاقتصادي الذي يرى أن تنفيذ ما يخصه في اتفاق السويد سيفقده مصالحه الكبيرة التي تتضخم باستمرار من بيعه للنفط والغاز دون رقيب أو حسيب.
وتناول اللقاء الدور المعول على الاتحاد الأوربي والدول الراعية للاتفاق في ممارسة الضغط على الطرف الآخر وتحالف العدوان للوفاء بالتزاماته الموقعة لما فيه خدمة عملية بناء الثقة على طريق السلام بما في ذلك رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي الذي يخدم أكثر من 85 بالمائة من اليمنيين.
واستعرض اللقاء الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي الذي يواصل تدجيجها بالعتاد العسكري وإنشاء الملشيات المنفلتة وتسليحها وتحويل عدن التي كانت عنواناً للمدنية والسلام إلى بؤرة صراع ومدينة تعمها الفوضى ويسكنها الخوف وكذلك المدن الأخرى المحتلة وذلك في إطار سعيه لتكريس وجوده فيها وفرض واقعا جديدا يمس سلامة ووحدة اليمن وسيادته.
وأكد السفراء أن الاتحاد الأوربي يسعى لإنهاء العنف الذي هيمن على اليمن طيلة السنوات الخمس الماضية .. مشيرين إلى أن اليمن حاليا في مفترق طرق والأطراف جميعا معنية بضبط النفس واتخاذ إجرءات تفضي إلى السلام.
ولفتوا إلى قناعتهم أن اتفاق السويد الذي لا زال قائما استغرق وقتا أكثر من اللازم ليرى الشعب اليمني نتائج ملموسة يتطلع إليها من هذا الاتفاق فيما الوقت لا زال متاحا لاتخاذ إجراءات متبادلة وفقا للاتفاق.
وأشار السفراء إلى أن الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوربي والدول الأخرى غاياته هو تحسين الظروف المعيشية للمواطنين عبر العمل المشترك على القضايا ذات الطابع التنموي التي تمثل مستقبل اليمن .. مؤكدين أن الضغط موجود وبقوة من أجل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
وذكروا أن مجلس الأمن الدولي يدعم وسيدعم كل خطوة تسعى إلى التهدئة وخفض مستوى التوتر باعتبارها من الخطوات المهمة لاتخاذ قرارات تدعم العملية السلمية.
وعقًب رئيس الوزراء .. مؤكداً أن إيقاف العدوان ورفع الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي ستقابل بالقرار السياسي الايجابي من قبل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط لصناعة سلام مشرف.
وأعرب عن التزام حكومة الإنقاذ بالنظم واللوائح الناظمة لعمل ونشاط المنظمات الإنسانية وسعيها لمعالجة كافة الإشكاليات التي تبرز هنا أو هناك.
وطالب الدكتور بن حبتور الجميع بتفهم وتقدير طبيعة الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها اليمن والتي تفرض إجراءات أمنية تختلف عن زمن السلم.