اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .. إلى أين ؟؟
أحمد الحبيشي
في عام 1973م تشرفت بالمشاركة في أعمال المؤتمر التأسيسي الأول لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كعضو مؤسس ، وفي عام 1982م تم انتخابي في المؤتمر العام الثاني عضوا في المجلس التنفيذي ، كما انتخبني المجلس التنفيذي للاتحاد عضوا في الأمانة العامة.. وكان الاتحاد أول منظمة مهنية تتأسس على قاعدة وحدة الوطن شمالا وجنوبا ، بخلاف المنظمات الجماهيرية والمهنية التي قامت على أساس شطري.
هذه المقدمة ضرورية ومحورية لأني سأعود إليها في حلقة لاحقة من هذا المقال.
يتذكر كل الذين شاركوا في المؤتمر التأسيسي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أن الشهيد عبدالفتاح إسماعيل افتتح ذلك المؤتمر في عدن ، وألقى فيه كلمة خالدة قال فيها : (ستبقى الكلمة ضعيفة المعنى وركيكة الحرف إذا لم تكن في خدمة الوطن وقضاياه المصيرية دفاعا عن وحدته وسيادته واستقلاله ، ومواجهة أي شكل من أشكال الوصاية عليه والتدخل في شؤونه الداخلية).
وبناء على توصية من الشاعر الراحل عبدالله البردوني الذي اصبح بعد ذلك ، أول رئيس للاتحاد اتخذ المؤتمر التأسيسي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالإجماع قرارا اعتبر بموجبه تلك الكلمة الافتتاحية وثيقة موجهة لعمل ونشاط الاتحاد وأعضائه رجالا ونساء.
يقينا أن المبادئ الوطنية العظيمة لقرارات المؤتمر التأسيسي ووثائقه الأساسية ، تكتسب أهمية عظيمة بعد خمس سنوات من العدوان السعودي الإماراتي على اليمن شمالا وجنوبا ، واحتلال أجزاء واسعة من أراضيه ومياهه وأجوائه ، بهدف تفكيكه وتقسيمه ، ونهب ثرواته ، ووضعه تحت الوصاية الخارجية وفرض التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية .
ومما له دلالة خطيرة أن يتزامن هذا العدوان مع انعقاد مؤتمر الخيانة والعار في الرياض عام 2015م بدعوة من مجلس التعاون الخليجي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وما ترتب على ذلك من منح العدوان والاحتلال غطاء شرعيا على حساب تضحيات شعبنا ودماء شهدائه ، من خلال مشاركة عدد كبير من رموز النخب الحزبية والسياسية والثقافية المتكلسة ، ومن ضمنهم قيادات بارزة في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، حيث يمارس هؤلاء المتكلسون أرخص أنواع الدعارة السياسية في فنادق الرياض وأبوظبي وشوارع القاهرة والأردن ، فيما تمارس قيادة الاتحاد في صنعاء حيادا مخزيا بين الوطن والعدوان عليه ، إلى جانب ما تقوم به قيادة الاتحاد في عدن ، من تسويق رخيص للهوية الجنوبية ، والتخابر مع دول الاحتلال في أبوظبي والرياض ، والتهافت على التواصل مع أجهزة المخابرات السعودية والاماراتية بصورة رخيصة ومبتذلة ، مقابل صمت وحياد قيادة الاتحاد التي حولت مقره في صنعاء إلى وكر مهجور للفئران والعناكب!!
والمثير للدهشة أن أحد قيادات الاتحاد كتب في صفحته على الفيسبوك تبريرا انتهازيا رخيصا ومبتذلا لمواقف قيادة الاتحاد المخزية ، حيث دافع عن سياسة الصمت والحياد والنأي بالنفس وعدم تحديد موقف ضد العدوان والاحتلال ، ووصف كل ذلك بأنه موقف (وطني) يهدف إلى حماية وحدة الاتحاد ، بعد أن تفرق أعضاؤه أيدي سبأ ، التزاما بما أسماه (الإرث الوطني) الذي يحافظ على وحدة الاتحاد ، بدلا من تحويله إلى ثكنة عسكرية تقاوم العدوان تحت قيادة (سيد الثورة) بحسب تعبيره ، حيث تثير حساسيته هذه العبارة كثيرا ، فيما لا تهزه المشاهد المبتذلة للدعارة السياسية التي تمارسها قيادات الاتحاد المتهافتة على (أسيادها في دول العدوان والاحتلال ) بعد أن شاركت في مؤتمر الرياض للخيانة والعار عام2015م، بما فيها تلك القيادات المهترئة التي تقوم بتسويق ما يسمى (اتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين) وسط صمت قيادة الاتحاد في صنعاء.
بمعنى أن أعضاء الاتحاد الموزعين بين المؤيدين للعدوان في فنادق الرياض ، والمطالبين بالانفصال والعودة إلى مشروع الجنوب العربي في عدن ، والصامتين والمحايدين في صنعاء ، اهم عند القيادة الحالية للاتحاد ، من وحدة وسيادة واستقلال الوطن المعتدى عليه .
ولا ريب في أن هذا الموقف الرمادي الهش يجسد هشاشة ال?نتلجنسيا الصنمية التي حولت الساقطين من قيادات الاتحاد والمخالفين لمبادئه الوطنية ، إلى كهنة للمعبد لا تجوز إدانتهم على مواقفهم الخيانية ودعارتهم السياسية ، بعد أن حولوا مقر الاتحاد في عدن إلى ماخور علني للدعارة الجنسية منذ عام ???? ، حين تم احتواء قيادة الاتحاد من قبل المنتصرين في حرب 1994 ووحدة 7/7 وجهاز الأمن السياسي على نحو ما سنوضحه في الحلقة القادمة..!!