السخرية فن فريحة والسعدني

فؤاد عبدالقادر

السخرية ميزة وملكة تولد لدى المرء منذ نعومة أظافره والكتابة الساخرة فن جميل ورائع.. اشتهر به كتّاب وصحفيون عرب.. أصبحوا مدرسة يشار لهم بالبنان.. تتلمذ على أيديهم العديد من الصحفيين والكتّاب.. تأثروا بأسلوبهم في الكتابة.. وتعلموا منهم اقتناص الفكرة والطرح الأدبي الرفيع.. تأثروا وأثروا..
ولعل أشهر الكتّاب والصحفيين، الذين تشرفت بالقراءة لهم.. اثنان من أجمل الكتاب.. هما اثنان.. لا يمكن أن أنساهما.. الصحفي والكاتب سعيد فريحة مؤسس وصاحب دار الصياد في لبنان، والصحفي المصري محمود السعدني..
الاثنان في ذمة الله، لكن كتاباتهما وسخرياتهما لا تزال مطبوعة في الذاكرة.. لا تزال مذكرات سعيد فريحة التي كان ينشرها على حلقات في الصياد.. أو الشبكة الفنية، من أجمل الذاكرة الساخرة.. اختلطت فيها السياسة والثقافة والفن.. ولا تستغرب إذا ما علمت أن سعيد فريحة.. كاتب سياسي وإن كانت السخرية لم تفارقه في كتاباته..
محمود السعدني، أيضاً كاتب سياسي بامتياز، قرأت له مذكرات الولد الشقي، وهي قمة في السخرية، تجعلك تضحك من قلبك.. وتتبع حياة السعدني، تصعلكه، عمله في بلاط صاحبة الجلالة، سفرياته، فصله في فترة من الصحافة حتى وهو يكتب عن هذه الفترة تضحك وتكر بالضحكة..
السخرية فن ومدرسة في الكتابة..
ربما هناك كتّاب لم أتذكرهم، وربما يكونون من هؤلاء الساخرين الذين يملكون ناصية الكلمة الحاضرة..

قد يعجبك ايضا