الثورة نت../
شارك رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في تدشين البرنامج الفكري والثقافي المعرفي للمركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل “منارات” للعام 2020م .
وألقى رئيس كلمة بالمناسبة أكد فيها دعم الحكومة للأنشطة العلمية والفكرية لهذا المركز وغيره من الأطر المؤسسية المماثلة .. وقال” كل يمني حر معني بالإسهام بهذا المجال وأنا دوما مع الأطر المؤسسية ومنها منارات ومع كل البرامج والمقترحات البناءة لأنها هي فعلا من ستساعدنا”.
وأضاف” هذه المنظمات والمؤسسات هي الرديف للسلطة الحاكمة وهي المرآة الحقيقة لما يقوله الآخرون عن السلطة وإجراءاتها وقراراتها، لذلك نحن مع هذا التوجه ومع الحوار السلس والهادف الذي يخدم قضية السلام والمستقبل وتعزيز علاقات اليمن بمحيطه الإقليمي وفضائه الدولي”.
ولفت إلى أن قضية المصالحة الوطنية التي تم التطرق لها اليوم، هي قضية كبيرة تحتاج إلى دراسة الفكرة وتعميقها بشكل أكبر خاصة والوطن يعيش حالياً في معركة فيها ظلم إعلامي في تصوير الأحداث والمواقف.
وأكد الدكتور بن حبتور أنه ليس هناك سبباً واحداً على الإطلاق يقنع اليمنيين أن يستمر عدوان المملكة السعودية والإمارات لخمس سنوات .
ولفت إلى أن هناك تبايناً سياسياً واختلافاً خاض الجميع حوله حواراً مطولا ومعمقاً في مؤتمر الحوار الوطني الذي اختطف البعض نتائجه وحاول أن يجيرها بطريقة خاصة لا تخدم المسار الوطني، كانت من الأسباب الرئيسة لما لحق بالوطن ولا زال من عدوان جائر وحصار خانق.
وأوضح رئيس الوزراء أن صنعاء منذ بداية العدوان تدعو إلى وقف العدوان وإنهاء الحصار وإفساح المجال أمام السلام .. مبينا أنه من الصعب أن يُسمع صوت العقل وأزيز الرصاص والمدافع وكل هذا الجبروت الذي لا زال يوجه على الشعب اليمني.
وقال” ونحن نعيش في هذه اللحظات قلنا مرارا أننا نستطيع فعلا أن نتعامل مع مرحلة ما بعد العدوان ونريد أن نعمل شيء يتعلق بالسلام وصنعاء تستطيع أن تقود بمفردات السلام العديد من المبادرات والتي تعد المبادرات المقدمة من بعض الزملاء في المجتمع المدني واحدة من الأصوات التي يحترمها الجميع في الحكومة والمجلس السياسي الأعلى”.
وأضاف” من الصعب وأنت مُكبل وتُضرب من كل الجوانب أن تُقدم رأياً سديداً .. ذلك أن قضية المقاومة ليست قضية السيد عبدالملك الحوثي وأنصار الله بل هي قضية أي مواطن يمني حر”.
وذكر أن ما يحدث في عدن وبقية المحافظات والمناطق المحتلة من انفلات أمني وفوضى وانتهاك للحقوق والأعراض إلى جانب الاستخفاف بالعملة الوطنية والسعي إلى تضخمها هو جريمة كبرى اليوم تتحملها السعودية والإمارات ومرتزقتهما.
وعرج رئيس الوزراء على الورقة التي تم عرضها يوم أمس في البنك المركزي اليمني وما تضمنته من توجهات سياسية عامة بالإضافة إلى التوجيهات التي صدرت من الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى بشأن مجموعة من المحددات.
وبين أن هذه القرارات هي لصالح المواطن دون شك سواء ما يتعلق بالأدوية ومدخلاتها أو ما يتصل بالراتب والضرائب وغيرها من الاتجاهات المهمة التي تهم المواطن وتسعى إلى التخفيف من معاناته.
وأشار إلى أن الوطن أمام سيناريوهات عديدة تبحث في أسس السلام المقبل، ما يحتم بالضرورة أن تبقى صنعاء حرة ومحررة وأن لا تدنس كما دُنست عدن وحضرموت وشبوة ومأرب وجزء من تعز وبقية المحافظات المحتلة.
وقال “السعودية برنامجها الخاص باليمن مكشوف تماما ومعروف حتى قبل أن يأتي أنصار الله ويعلنوا رفض العدوان والمقاومة، فهي منذ 1962م تتدخل في شؤون اليمن “.. معتبرا تحويل اليمنيين إلى مجاميع من الفقراء يعتمدون على السلال الغذائية اليومية، عملا استراتيجيا بالنسبة للسعودية وغيرها ممن لا يَكنًون العداء لليمن وأهله.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان ووزيرا شؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي أبو حليقة والتعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب ومستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب ونائبا وزيري الإعلام فهمي اليوسفي وشؤون المغتربين زايد الريامي ووكيل وزارة التربية إبراهيم شرف، استعرض المدير التنفيذي لمركز منارات المهندس عبدالرحمن العلفي أنشطة وفعاليات المركز على المستويين العام والفكري والثقافي خلال العام ٢٠١٩م.
وأشار إلى الأمسيات الفكرية والحلقات النقاشية والندوات العلمية التي نظمها مركز منارات في الفترة ٩ سبتمبر ٢٠٠٧م حتى ٢٩ ديسمبر ٢٠١٩م والتي تضمنتها وثيقة الحصاد الفكري الثقافي الصادرة عن المركز.
ولفت المهندس العلفي إلى حرص المركز لبناء علاقات وثيقة مع الهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية ممثلة بالجامعات ومراكز الدراسات والبحوث وأكاديميين وعلماء وباحثين في شتى مجالات المعرفة للإسهام في تعزيز التوجه نحو تطوير البحث العلمي والاهتمام بالعلوم والمعارف باعتبارها الرأسمال الوطني الأهم للمجتمعات.
وأوضح أن برنامج العام ٢٠٢٠ يركز على تقديم دراسات لتطوير الإدارة التعليمية وفقا لعدد من المحاور، تشمل تجويد العملية التعليمية والتوعية بتفاصيل دقيقة تسهم في سد الثغرات التعليمية والتربوية والتعليم المبكر ودور المؤسسة الأمنية في تعزيز السلم الأهلي إلى جانب نظرية الفن والأدب في المجتمع اليمني.
وألقيت عدداً من الكلمات من قبل المجتمع المدني ألقاها الدكتور حمود العودي وعن الشخصيات الوطنية ومناضلي الثورة اليمنية ألقاها المناضل يحيى حسين العرشي وعن الشخصيات الاجتماعية ألقاها عبدالملك محمد منصور وعن المؤسسة العلمية ألقاها سمير باجعالة وعن المرأة الدكتورة نوال حمود علي، نوهت في مجملها بالدور العلمي والفكري الحيوي الذي يضطلع به مركز منارات تجاه مختلف الجوانب العلمية والمعرفية إلى جانب قضايا وطنية واجتماعية ذات صلة بحاضر ومستقبل اليمن.
وأكدت الكلمات أهمية المخرجات العلمية التي تضمنتها دراسات المركز المختلفة والمناقشات العلمية التي سادت الأمسيات الفكرية والحلقات النقاشية والندوات العلمية .. داعية إلى الاستفادة العلمية من تلك المخرجات باعتبارها حصاد عصف ذهني لقيادات في الدولة وأكاديميين ورجال أعمال وباحثين.
وتطرق المتحدثون إلى أهمية الموضوع الذي يركز عليه البرنامج الفكري للعام الحالي والمتمثل في جوهر العملية التعليمية وهي الإدارة التعليمية التي تٌعد المفتاح الحيوي لتطوير التعليم برمته وبالتالي تحقيق دوره المحوري الذي يٌعتبر أهم مرتكزات التنمية بمفهومها الشامل وتحقيق الازدهار للوطن.
واستعرضت الكلمات الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد واستحقاقات السلام القادمة ورؤية المجتمع المدني بهذا الخصوص فضلا عن عدد من القضايا الأخرى ذات الصلة بتداعيات العدوان والحصار على الشعب اليمني.
بدورها تناولت الباحثة زينة عبداللطيف ضيف الله، الاتجاهات العامة للموسم الفكري لتطوير الإدارة التعليمية (الفصل السعيد).
تخلل الحفل قصيدة للشاعر محمد إسماعيل الأبارة، إضافة إلى فقرة فنية قدمتها زهرات الفصل السعيد أبهجت الحضور.
وفي ختام حفل الافتتاح كرم رئيس الوزراء ومعه نائبه الفريق الرويشان والدكتور أبو حليقة والمناضل العرشي، أعضاء مجلس إدارة مركز منارات بالشهادات التقديرية عرفاناً وتقديراً بجهودهم في العمل الثقافي والمعرفي العام.
سبأ