هذا ما تعنيه الهوية اليمنية الإيمانية
عبدالفتاح حيدرة
لا توجد قوة تعادل قوة هوية شعب مؤمن بربه ودينه وذاته ووطنه وتاريخه ، ولا يوجد نظام قادر على حكم شعب إلا برضا هوية هذا الشعب ، وإذا كنا نريد التغيير الحقيقي بهوية يمنية إيمانية ، يجب أن نزرع داخل هذا الشعب فكرة أنه صاحب هوية يمنية إيمانية ، نهندس فكرة أنه شعب قادر بهويته اليمنية الإيمانية ، نغرس فكرة أنه شعب صاحب تاريخ ذو هوية يمنية إيمانية ، نوضح فكرة أن أول شعب بادئ الحضارة هو الشعب اليمني ، نكرس فكرة أنه شعب معلم البشرية الأول معنى الهوية الإيمانية..
هذا ليس خداعا للنفس ولا شيفونية ، ولكنها حقائق تاريخية توثقها كل كتب الرسالات السماوية ومرويات التاريخ ومنحوتات الصخور ، وعلامات الجغرافيا ، هذا ما يجب أن يعلم الشعب اليمني عنه، يجب أن يعلم الشعب اليمني أن هويته الإيمانية ثارت مرات عديدة في تاريخه على ظلم وعنطزة الهويات الصغيرة والقزمة على هويته الإيمانية والجغرافية والتاريخية ، بدءً من طرد الأحباش والرومان والإغريق والفرس ومرورا بكل الإمبراطوريات والدول المتعاقبة التي حاولت أن تمس هويته اليمنية الإيمانية..
الهوية اليمنية الإيمانية ، تعني رفض التبعية والارتهان ، تعني رفض السيطرة والهيمنة ، تعني الثورة ضد الغباء والحقد والتفاهة والسقوط ، وهذا ما يوجب أن يعلم الشعب اليمني جيدا أنه ثار فقط في الدولة الحديثة مرات عديدة ، ضد العثمانيين وضد الإنجليز وضد المصريين وضد السعديين وضد الملكية العائلية وضد الجمهورية الإرتهانية ، وضد صالح والإصلاح وضد هادي ومحسن ، واليوم يثور ضد أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ، فهذا هو وقود وعي الشعب اليمني بهويته الإيمانية..
إن نشر الأمل بهوية اليمن الإيمانية يعني أن التغيير في الخارطة العالمية اليوم هو تغيير يمني بحت ، لكن استمرار التهميش والإحباط يعني بقاء الوضع على ما هو عليه ، فازرعوا الأمل بهويتكم اليمنية الإيمانية ما استطعتم ، فإن لم تقدروا فاصمتوا ، لأن الاستمرار في تضخيم فكرة أن الشعب اليمني شعب غير مؤمن، وغير قادر ، وأنه كسول ، وأنه أقل شعوب الأرض تدينا ووطنية وتعليما وثقافة ، فإن كل ذلك لا يخدم سوى الغازي والمحتل وشرعيات التبعية والارتهان حتى لو لم يقصد قائله أو مروجه ذلك..
شاركوا الشعب اليمني ، بممارسات تجسد له كافة مفاخره واعتزازه بكرامة وشرف وعي هويته اليمنية الإيمانية ، وبتصرفات تعبر له عن قوة عاداته وتقاليده التي تحفظ قيم هويته اليمنية الإيمانية ، وبمعاملات تقدم له هيبة دولته وعدالة مشروع هويته اليمنية الإيمانية، حتى لا تخدموا دول الغزو والاحتلال وأنظمة التبعية وشلل الارتهان التي تطحنكم ، ولا تزرعوا اليأس وتكثفوا الإحباط في نفوس مواطنيكم ، لأن ذلك يصب في صالح بناء منظومات تبعية وارتهان جديدة تسلخ هويتكم اليمنية وتمسخ هويتكم الإيمانية وهي ترتدي عباءتكم وقناع شخصكم وتحمل اسمكم ..