تراجع عائدات النفط السعودية بعد هجمات أرامكو

استطلاع يظهر “انتكاسة” لاهتمام السعوديين بالعلاقات مع أمريكا

 

 

الرياض/
ألقى تقرير نشره “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” الضوء على استطلاع حديث لآراء السعوديين، أظهر “انتكاسة” لاهتمامهم بعلاقات متينة للبلاد مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب الاستطلاع، فقد قال 73% من السعوديين إن العلاقات بين الرياض وواشنطن ليست مهمة، فيما قال 25% فقط إنها مهمة.
وتعكس النتائج تراجعا حادا، بعد صعود لاهتمام السعوديين بالعلاقات مع الولايات المتحدة خلال عام 2018م واعتبر معدّ التقرير، الخبير الأمريكي بشؤون الشرق الأوسط، ديفيد بولوك، أن النتائج “ليست مطمئنة على الإطلاق”، لا سيما وأنها تتزامن مع جدل واسع بشأن نظرة السعوديين إلى الولايات المتحدة.
وتفجر ذلك الجدل إثر “هجوم فلوريدا”، عندما قتل متدرب سعودي ثلاثة أشخاص، وأصاب آخرين، في قاعدة “بنساكولا” الجوية التابعة للبحرية الأمريكية، في 6 ديسمبر الجاري.
ولفت “بولوك” إلى أن “النسبة ذاتها (25%) أعربت عن الموقف نفسه حيال العلاقات مع سوريا (نظام الأسد)”.
ومن المثير أيضا أن 36% من السعوديين أعربوا عن اهتمامهم بعلاقات جيدة مع روسيا، علما بأن هذه النسبة لم تتجاوز الـ6% أواخر عام 2017م، بحسب بولوك.
وأكد الخبير الأمريكي، وفق النتائج، “أن الطريق لا يزال طويلا أمام كلا الجانبين، ليس لكسب تأييد الرأي العام الأمريكي فحسب، بل الرأي العام السعودي أيضا”.
ولفت بولوك إلى أن ثلثي السعوديين، كما كان عليه الحال في العامين الماضيين، أيدوا هذه المقولة: “يجب على الدول العربية أن تؤدي دورا جديدا في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع تزويد كلا الطرفين بالمحفزات اللازمة لتبني مواقف أكثر اعتدالا”، وهو ما اعتبره “خبرا سارا”، يشير إلى قبول لوجود دولة الاحتلال.
وأضاف إن نسبة السعوديين الذين يبدون موقفا إيجابيا من حركة “حماس” الفلسطينية لا تتعدى الـ22.
من جانب آخر أظهرت بيانات صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، تراجعاً حاداً في عائدات النفط، خلال الربع الثالث من العام الجاري 2019م، والذي شهد هجمات على منشآت رئيسية تابعة لشركة أرامكو شرق المملكة.
وأفادت البيانات بتراجع قيمة صادرات النفط بنسبة 21.5 % على أساس سنوي، خلال الفترة من يوليو إلى نهاية سبتمبر ، مسجلة 181.3 مليار ريال (48.3 مليار دولار)، مقابل 230.9 مليار ريال في الربع المماثل من العام الماضي 2018م.
وفي سبتمبر وحده، بلغت قيمة الصادرات السعودية 58.1 مليار ريال، مقابل 77.9 مليار ريال في الشهر ذاته من العام الماضي، بانخفاض نسبته 25.4 % كما تراجعت حصة النفط من إجمالي الصادرات من 80.1 % في سبتمبر 2018م إلى 76.1 % في نفس الشهر من العام الجاري، فاقدا 4 %على أساس سنوي.
وفي 14 سبتمبر 2019م، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين وقعا في منشأتي “بقيق” و”خريص” التابعتين لشركة “أرامكو” شرقي المملكة، جراء استهدافهما بطائرات مسيّرة، من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية.
وكانت الهجمات قد أدت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام بنحو 5.7 مليون برميل يوميا، أو حوالي 50 % من إنتاج شركة أرامكو، إضافة إلى ملياري قدم مكعب من الغاز المصاحب.
وأعلنت السعودية بعد 3 أيام من الهجوم، “عودة إمدادات الخام إلى مستوياتها الطبيعية” كما كانت عليه قبل الهجمات، عبر السحب من المخزونات، ووفق وثيقة الميزانية للحكومة السعودية، فقد بلغ متوسط إنتاج السعودية النفطي في أول 10 أشهر من 2019م، نحو 9.8 مليون برميل يومياً.
وأعلنت السعودية، يوم الإثنين الماضي، موازنة العام المقبل 2020م بإنفاق يقدر بنحو 272 مليار دولار، مقابل إيرادات متوقعة بقيمة 222 مليار دولار، ما يشير إلى تسجيل عجز بـ 50 مليار دولار، بينما يقدّر العجز في موازنة العام الجاري بنحو 35 مليار دولار.
و2019م هو خامس عام على التوالي من العجوزات في الميزانية السعودية نتيجة لتراجع أسعار النفط عن مستوياتها منتصف 2014م.

قد يعجبك ايضا