التطبيع الخليجي الإسرائيلي والموقف اليمني
عبدالفتاح علي البنوس
لم يجد المسخ الإماراتي عبدالله بن زايد وزير خارجية الكيان الإماراتي أي حرج في التباهي بالتقارب الخليجي الإسرائيلي والحديث عن تشكيل ما أسماه بالتحالف العربي الإسرائيلي والذي رأى هذا المسخ أنه البداية الحقيقية لما أسماه (إصلاح الإسلام ) وكأنه مركبة معطَّلة وبحاجة إلى ميكانيكي متخصص ، متناسيا أن سياسة بلده القائمة على العهر والفساد والرذيلة ، هي من تحتاج إلى إصلاح وتغيير جذري تام ، أما الإسلام فلا غبار عليه ، ولا خلل فيه.
فالبلاد العربية ما تزال متمسكة إلى حد كبير بتعاليم دينها وأخلاق نبيها باستثناء دول الخليج العربي وعلى وجه الخصوص مثلث العمالة والتطبيع والانحطاط الممتد من السعودية إلى البحرين وصولا إلى الإمارات ، فهذه الدول الثلاث تمارس أقذع صور الانحطاط والتفسخ الأخلاقي ، ففي السعودية ومع رؤية بن سلمان الإنفتاحية ضاع الدين برمته وتحولت بلاد الحرمين إلى قبلة للمجون والسفور والخلاعة والدياثة والعهر تحت يافطة الترفيه ، وكل ذلك ليرضى الأمريكي عن المهفوف السعودي ، وفي الإمارات حدِّث ولا حرج عن دبي وأبو ظبي وما عليه الحال فيهما بعد أن تحولتا إلى مدن للمجون والعري والتفسخ والانحلال وأضحى الإسلام مجرد ديانة تكتب في الهوية الشخصية وجواز السفر ، شواطئ للعراة ومراكز للدعارة وأسواق حرة لبيع الخمور والمخدرات ، وبناء معابد للوثنيين وتعديل للتشريعات التي تتيح للمواطنين حرية الدين ، أما البحرين فقد تحولت إلى بؤرة لتجارة الجنس ومرتعا للرذيلة التي تمارس على مرأى ومسمع السلطات البحرينية ، علاوة على انفتاح هذه الدويلة الصغيرة الواقعة تحت الحماية والوصاية السعودية على الكيان الإسرائيلي وسيرها العلني نحو التطبيع مع هذا الكيان والتفاخر والتباهي بذلك على لسان وزير خارجيتها.
هذا التقارب الخليجي الذي عبر عنه المسخ الإماراتي قوبل بترحاب واحتفاء إسرائيلي ، حيث عبر رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً : «أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل وكثير من الدول العربية، لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام»، هذا التقارب الذي يسعى الإسرائيلي إلى أن يتوج بتمرير ما يسمى بصفقة القرن والتي تمثل الضربة القاضية للقضية المصيرية لكل العرب والمسلمين ، القضية الفلسطينية التي يعكف السعودي والإماراتي والبحريني مع الأمريكي والإسرائيلي على حشد كل الطاقات وبذل كل الجهود من أجل تمريرها ، وهي المؤامرة التي كان لنا في اليمن شرف مناهضتها والوقوف ضدها وتعرية الأطراف التي تعمل على تمريرها ، فكان العدوان الرد على هذا الموقف الصلب والثابت والذي شن من قبل السعودي وأذنابه بأوامر أمريكية إسرائيلية.
واليوم يتمادى الإسرائيلي في غيِّه وغطرسته ويرد على تهديدات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي له في الكلمة التوجيهية بمناسبة المولد النبوي الشريف ، ويذهب بالتفكير في شن عدوان إسرائيلي على بلادنا حيث أعد مركز يروشليم للإستراتيجيا والأمن الإسرائيلي المقرَّب من دوائر صناعة القرار داخل الكيان الإسرائيلي ورقة بحثية ، استعرض خلالها العديد من الحيثيات والتي لم يستبعد فيها قيام تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن ، في ظل المخاوف الإسرائيلية من تعرضها لهجوم يمني مفاجئ في أي لحظة ، استنادا إلى الرسالة التي أرسلها قائد الثورة لهذا الكيان الغاصب ، في حال استمراره في إسناد العدوان على بلادنا وحشر أنفه في الشؤون الداخلية اليمنية.
بالمختصر المفيد، ( إذا تورَّط العدو الإسرائيلي في أيِّ حماقةٍ ضد شعبنا؛ فإنَّ شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدو، كما لن نتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحسَّاسة جداً لكيان العدو الإسرائيلي )، هذه رسالة السيد القائد ، وهي رسالة قول وفعل ، وعلى الإسرائيلي أن يعي كثيرا بأن أي حماقة قد يرتكبها تجاه اليمن ستكتب نهايته وتطهير المنطقة من دنسه ورجسه ، وستكون المعركة الفاصلة والمرتقبة والتي ينتظرها كل الأحرار في اليمن بكل شوق ولهفة ، على اعتبار أن الخلاص من هذه الغدة السرطانية التي زرعتها الاستخبارات البريطانية في المنطقة ، هدف وغاية لكل الغيورين والأحرار وفي مقدمتهم أنصار الله الذين يمثلون بالنسبة للكيان الإسرائيلي الخطر الذي يتهدد وجودهم ، ودولتهم المزعومة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.