أحمد محيي الدين
من يتابع تطورات الأحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقة ومستجداتها ويُمعن النظر فيها لا يجد صعوبة في استنتاج أن المستهدف الأول من الحرب العدوانية التي يتعرض لها بلدنا وشعبنا وتتعرض لها سوريا الشقيقة وشعبها واستهداف حزب الله في لبنان عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً واستهداف إيران بالحصار والحرب الاقتصادية هو القضية الفلسطينية وجوهرها قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..
كما لا يجد صعوبة في استنتاج أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني وأنظمة الخيانة والعمالة والتبعية في المنطقة وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي هي الأطراف الرئيسة التي تشن الحروب العدوانية الظالمة بأشكالها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية التي تستهدف اليمن وسوريا والعراق ولبنان وإيران سواء بشكل مباشر عبر قواتها وأسلحتها المختلفة بما فيها الأقمار الاصطناعية، وعبر وزارات خارجيتها وبعثاتها الدبلوماسية ووسائلها الإعلامية المختلفة، أو بشكل غير مباشر عبر التنظيمات والجماعات الإرهابية التي صنعتها وتقوم بتسليحها وتدريبها وتمويلها وتحريكها في الاتجاه الذي تريد والتوقيت الذي تختار لخوض معاركها والقتال نيابة عنها وتنفيذ مخططاتها الإجرامية ومشاريعها التدميرية وتحقيق أهدافها.. وهذا ما ظهر بوضوح أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب العدوانية الظالمة التي يتعرض لها بلدنا وشعبنا للعام الخامس على التوالي، فقد كشفت وقائع الحرب ومجرياتها وتطوراتها مع مرور الوقت ومن واقع ما نشرته وبثته وسائل الإعلام الأمريكي والأوربية والصهيونية نفسها مشاركة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني في هذه الحرب العدوانية الظالمة بشكل مباشر ليس من خلال تزويد السعودية والإمارات بمختلف أنواع الأسلحة باعتبارها من يتصدر واجهة الحرب وإنما من خلال مشاركة الطيارين والطائرات في شن الغارات الجوية، ومشاركة الخبراء والمستشارين العسكريين الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة في إدارة الحرب من داخل غرف العمليات والقيادة والسيطرة بل ومشاركة القوات الأمريكية الخاصة المعروفة باسم «القبعات الخضراء» والقوات البريطانية الخاصة المعروفة باسم «إس. أ. إس» في العمليات العسكرية الميدانية على الأرض .. كما كشفت وقائع الحرب ومجرياتا مع مرور الوقت مشاركة عصابات القاعدة، وداعش الإرهابية في القتال وخوض المعارك إلى جانب ما يسمى بالتحالف في أكثر من «11» جبهة من جبهات القتال في الداخل وما وراء الحدود..
كما ظهرت مشاركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني وأنظمة الخيانة والعمالة والتبعية والتنظيمات والعصابات الإرهابية بكل أسمائها وتسمياتها ومسمياتها في الحرب العدوانية الظالمة التي تعرضت لها سوريا على مدى أكثر من ثمان سنوات متواصلة..
وقد ظهرت مشاركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا في الحرب بشكل مباشر في الغارات الجوية المكثفة على دمشق والتي عُرفت في التداول الإعلامي بالعدوان الثلاثي .. وليس خافيًا على كل من تابع وقائع ومجريات وتطورات الحرب العدوانية الظالمة على بلدنا وشعبنا المتواصلة للعام الخامس على التوالي والحرب العدوانية الظالمة على سوريا وشعبها المتواصلة منذ العام 2011م حتى الآن أن هاتين الحربين تندرجا في إطار تنفيذ المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة وتحقيق أهدافه.. وهي الأهداف التي يأتي على رأسها تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل وتكريس الاحتلال الصهيوني لفلسطين من البحر إلى البحر ليتحول الكيان الصهيوني إلى الدولة المهيمنة على المنطقة عسكرياً واقتصاديًا.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تسعى الإمبرالية العالمية وعلى رأسها أمريكا إلى تقويم الكيان الصهيوني الذي يمثل رأس حربتها في المنطقة من خلال تجزئتها وتقسيمها إلى دويلات وكانتونات صغيرة على أسس عرقية ودينية ومذهبية وطائفية وزرع بذور الفتنة فيما بينها بعد تفتيتها بما يحولها إلى كيانات متقاتلة ومتناحرة وساحات للفوضى والاضطرابات والحروب والاقتتال، أو إضعافها خلال شن الحروب العدوانية الظالمة وفرض الحصار والعقوبات الاقتصادية عليها تحت ذرائع ومبررات واهية ومفضوحة لا يقرها العقل والمنطق ولا يمكن أن يصدقها عاقل.
وهذا ما سعت وتسعى إليه الإمبريالية العالمية عبر شن الحرب على بلدنا وعلى سوريا وقبلها على العراق .. وهي الحروب التي لم يعد خافيًا على أحد أن في مقدمة أهدافها تقسيم وتجزئة وتفتيت اليمن وسوريا والعراق وإضعاف الدول الثلاث عسكرياً واقتصادياً لمصلحة الكيان الصهيوني.. وهو ما سعت وتسعى إليه أيضًا من وراء فرض الحصار الخانق والحرب الاقتصادية الشرسة على إيران منذ انتصار الثورة الإيرانية وسقوط نظام الشاة الذي كان يلعب دور شرطي الإمبريالية في المنطقة .. وذلك بعد أن فشلت واشنطن في إسقاط نظام الثورة ووأده في مهده عبر حرب عدوانية ظالمة تصدر واجهتها النظام العراقي السابق وتولت أنظمة الخيانة والعمالة والتبعية تمويلها والاتفاق عليها على مدى ثمان سنوات متواصلة 1980- 1988م وهي الحرب التي كان أحد أهدافها أيضًا إضعاف العراق وصولًا إلى تقسيمه وتفتيته إلى جانب هدفها الرئيسي المتمثل في إسقاط نظام الثورة الإيرانية ليس لشيء إنما لأن إيران أعلنت العداء لأمريكا والكيان الصهيوني منذ اليوم لانتصار الثورة عام 1979م وقام النظام الجديد بتسليم مبنى سفارة الكيان الصهيوني في طهران للبعثة الدبلوماسية الفلسطينية وتحويله بالتالي إلى سفارة لفلسطين..
ولم يعد خافيًا على كل المراقبين السياسيين المتابعين للمشهد عن قرب أن هذا الموقف المبدئي الثابت الذي لم يتغير هو السبب الرئيس والأول للهجمة العدوانية الشرسة الصهيوأمريكية على إيران على مدى أكثر من أربعين عامًا متواصلة .. كما أن وقوف حزب الله اللبناني في وجه الكيان الصهيوني ومقاومته وطرده من جنوب لبنان صاغرًا ذليلًا وهو يجر أذيال الهزيمة والخزي والعار عام 2000م وهو السبب الرئيسي والأول للهجمة الصهيو أمريكية الشرسة على الحزب.
وهي الهجمة التي وصلت ذروتها في يوليو 2006م بشن الحرب العدوانية الظالمة على لبنان التي كان هدفها البارز والمُعلن كما جاء على لسان عدد من المسؤولين الصهاينة حينذاك وتناقلته وسائل الإعلام العالمية هو سحق حزب الله هكذا «سحق حزب الله».
وهذه الهجمة على الحزب لا تزال متواصلة بطرق ووسائل وأشكال مختلفة حتى اليوم ولم تتوقف يومًا واحدًا.
وهكذا يصبح واضحًا من خلال هذا العرض السريع والموجز أن القضية الفلسطينية هي المستهدف الأول والاقتصادية والسياسية والإعلامية التي تعرضت ولا زالت تتعرض لها بلادنا وسوريا والعراق ولبنان وإيران.
لكن من يمعن النظر في تطورات الأحداث ومستجداتها في الآونة الأخيرة لا يجد صعوبة في استنتاج أن تحالف الشر والبغي والعدوان الأمريكي – البريطاني – الفرنسي- الصهيوني – السعودي- الإماراتي، يسير من فشل إلى فشل..
ومن بين أهم وأبرز المستجدات على هذا الصعيد باختصار شديد:
1 – صفقة القرن:
على الرغم من كل الجهود الحثيثة والاستثنائية التي بذلتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأدواتها الرخيصة في المنطقة في سبيل تمرير صفقة ترامب المسماة صفقة القرن إلا أنها فشلت على الأقل حتى الآن في تمريرها.
وقد وصلت الجهود الصهيو أمريكية التي بُذلت في سبيل تمرير الصفقة حد التهديد باستخدام القوة وشن الحرب ضد الدول التي تعارض ‑«صفقة القرن» وهو ما بدا واضحًا في قيام الولايات المتحدة الأمريكية في فبراير الماضي بالدعوة لعقد «مؤتمر وارسو» الذي سبقته حملة إعلامية ودعائية مجموعة تمحورت حول الحديث عن أن الهدف الرئيس من عقد المؤتمر هو إعلان تحالف عسكري موجه ضد إيران تحت اسم «ناتو الشرق الأوسط» وفي إطار تلك الحملة الإعلامية جرى الحديث عن أن مؤتمر وارسو هو مؤتمر إعلان حرب وأنه يمثل الشرارة الأولى للحرب في المنطقة بين محورين الأول محور أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهما الذين تمت دعوتهم إلى العاصمة البولندية «وارسون» للمشاركة في المؤتمر .
والمحور الثاني محور إيران وحلفائها في المنطقة أوما بات يُعرف بمحور المقاومة..
واستبق رئيس وزراء الكيان الصهيوني «بنيامين نتنياهو» إنعقاد مؤتمر وارسو بنشر تغريدة أعلن فيها أنه يستعد للحرب مع إيران..
وقد اختارت الولايات المتحدة التي دعت إلى عقد المؤتمر وتولت رعايته شعار «الأمن والسلام في الشرق الأوسط» كشعار رسمي للمؤتمر وهي إشارة واضحة إلى أن حشد التأييد الإقليمي والدولي لصفقة «ترامب» والتلويح بالقوة في وجه من يعارضها هو الهدف الرئيس وراء عقد المؤتمر .. وقد ظهر هذا الهدف بوضوح في أن إدارة «ترامب» وجهت الدعوة لحضور المؤتمر لجميع قادة الدول الأوروبية وعلى رأسهم قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقيادة الاتحاد الأوروبي إضافة إلى أنظمة المنطقة التي تدور في الفلك الصهيوأمريكي بما في ذلك ما تسمى بالشرعية التي مثَّلها في المؤتمر وزير خارجيتها حينذاك المدعو «اليماني» الذي ظهر في القاعة متوسطًا رئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» ووزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو».. كما سبقت ورافقت إنعقاد المؤتمر والتي أشرنا إليها في السطور السابقة..
وكان «ترامب» وفريقه الصهيوني الذي يتصدره زوج ابنته وميتشاره «جاريد كوشنر» ومعهم «نتنياهو» قد أعدوا العدة لإعلان الصفة رسميًا عقب «مؤتمر وارسو» لكنهم فشلوا في ذلك للمرة الثالثة.
2 – استهداف إيران
ومن بين آخر المستجدات التي تشير بوضوح بل وتؤكد أن تحالف الشر والبغي والعدوان يسير من فشل إلى فشل نجاح إيران في إسقاط طائرة الاستطلاع والتجسس الأمريكية الحديثة والمتطورة بعد دقائق من اختراقها للأجواء الإيرانية في شهر سبتمبر الماضي الأمر الذي لم تكن تتوقعه الدوائر العسكرية والاستخباراتية والسياسية الأمريكية بأي حال من الأحوال نظرًا لنوعية ومواصفات تلك الطائرة والمميزات التي تتمتع بها من ناحية، ولأن الأمريكيين ربما كانوا على ثقة بأن إيران لا تمتلك الرادارات التي تستطيع كشف أو اكتشاف هذه الطائرة أو الأسلحة القادرة على التعامل معها وإسقاطها من ناحية ثانية.. وهذا ما بدا واضحًا في حالة التخبط والارتباك التي سيطرت على الدوائر الأمريكية عقب إسقاط الطائرة وعلى وج الخصوص بعد قيام إيران ببث ونشر المشاهد التلفزيونية التي تصور عملية رصد الطائرة وإسقاطها.. كما بدا واضحًا أيضًا في تراجع حدة اللهجة الأمريكية على صعيد تهديد إيران باستخدام ما يسمى بالخيار العسكري ضدها وشن الحرب عليها خاصة خلال الفترة التي سبقت ورافقت وأعقبت مؤتمر «وارسو» ..
ومن المستجدات الأخرى التي تؤكد أن تحالف الشر الشيطاني يسير من فشل إلى فشل نجاح إيران في إجبار بريطانيا على إطلاق سراح سفينة النفط الإيرانية، التي قامت باحتجازها في جبل طارق تحت ذريعة أنها تحمل النفط لسوريا، وهي ذريعة لا تستند إلى أي مسوغ قانوني بل أن احتجاز السفينة يمثل خرقًا وانتهاكاً صارخًا وفاضحًا لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وشكلًا من أشكال القرصنة التي لا تختلف عن سلوك القراصنة واللصوص وقطاع الطرق.ز وقد قامت إيران من جانبها باحتجاز سفينة بريطانية رداً على احتجاز سفينتها إلا أن إيران إستندت في احتجاز السفينة البريطانية إلى مبرر قانوني تمثل في أنها –أي السفينة- قامت بإطفاء بعض أجهزتها واصطدمت بقوارب صيد إيرانية في مخالفة صريحة للقوانين الدولية ذات العلاقة بالملاحة البحرية..
وعلى الرغم من لغة التهديد والوعيد التي قابلت بها بريطانيا احتجاز السفينة إلا أن إيران لم تلق بالًا للتهديد والوعيد ولم تفرج عن السفينة إلا بعد إتخاذ إجراءات قانونية ضدها وصد بحارتها وبعد فترة من إطلاق سفينة النفط الإيرانية ووصولها إلى وجهتها وفقًا لسيناريو لا يتسع المجال لسرد تفاصيله كان الهدف الواضح منه حفظ ماء وجه بريطانيا حتى لا تظهر بمظهر المهزوم.
3 – استهداف المقاومة الفلسطينية
لا يكاد يمر يوم دون أن تقوم سلطات الاحتلال الصهيوني باعتقال وملاحقة عدد من الشباب الفلسطينيين في القدس وعدد من مدن الضفة الغربية المحتلة بتهم وذرائع ومبررات واهية ومكشوفة وذلك في إطار ممارساتها الإجرامية التي لم تتوقف الهادفة إلى تركيع وإخضاع أبناء الشعب الفلسطيني الذين يرفضون الاحتلال ويقاومون بكل الطرق والوسائل ..
وبالتوازي مع حملات الاعتقال في الضفة الغربية تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها العسكرية المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي تفرض عليه حصاراً خانقًا وجائرًا منذ أكثر من أحد عشر عامًا..
لكن على الرغم من كل هذا هاهي التطورات الميدانية تؤكد بما لا يقبل الشك أن فصائل المقاومة الفلسطينية ومن خلفها الشعب الفلسطيني المجاهد الصابر تزداد قوة وصلابة مع مرور الوقت في حين تسير سلطات الاحتلال الصهيوني ومن خلفها أمريكا تسير من فشل إلى فشل.
ومن بين آخر المستجدات التي تؤكد هذا الرد القوي والحاسم للمقاومة الفلسطينية على العدوان العسكري الصهيوني الأخير ضد قطاع غزة عبر استهداف مستوطنات غلاف غزة وعدد من المناطق الاستراتيجية المهمة في المدن المحتلة على 1948م بالقصف الصاروخي بصورة لم يكن يتوقعها قادة الاحتلال وبأنواع جديدة من الصواريخ يتم استخدامها من قبل الأمر الذي أجبر السلطات الصهيونية على وقف عدوانها على غزة وتوسل وساطة مصر لدى فصيل المقاومة التي هددت بقصف تل ابيب وما بعدها لكي توقف قصفها الصاروخي.
4 – استهداف حزب الله
ومن بين آخر المستجدات على هذا الصعيد قيام حزب الله بالرد السريع والحاسم على قيام الكيان الصهيوني بقصف أحد المقرات التي يتواجد فيها بعض كوادر الحزب في ضواحي العاصمة السورية دمشق ما أسفر عن استشهاد اثنين منهم، وكذا قيام كيان الاحتلال باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت بطائرتين مسيرتين في عدوان سافر لم يتم الكشف حتى الآن عن تفاصيل كاملة.
وتمثل رد حزب الله في تنفيذ عملية نوعية استهدفت بصواريخ موجهة مضادة للدروع وتدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، وأدت العملية إلى قتل وجرح من فيها، وكان حزب الله قد أطلق على اسم المجموعة التي نفذت العملية باسم الشهيدين حسن زبيب وياسر ظاهر اللذين استشهدا في الغارة الإسرائيلية في ضواحي سوريا.
5 – الحرب العدوانية على بلادنا
وفي آخر المستجدات التي تؤكد أن تحالف الشر يسير من فشل إلى فشل على صعيد حرب العدوانية الظالمة على بلدنا وشعبنا قيام أبطال الجيش واللجان الشعبية بتوجيه عدد من الضربات القوية والموجعة نحو عمق العدو السعودي التي كان آخرها الضربة القوم والموجعة التي استهدفت بعشر طائرات مسيرة في الـ 14 من سبتمبر الماضي مصفاتي أرامكو في بقيق وهجرة خريص شرق مملكة قرن الشيطان السعودية..
وهي الضربة التي ارتفع معها صراخ وعويل النظام السعودي وحكامه المجرمين ومن يقف خلفهم ويدعمهم بصورة غير مسبوقة وجعلهم جميعًا يعيشون حتى الآن حالة من الصدمة والذهول التي لن يفيقوا منها بسهولة.
ومن بين آخر المستجدات على ذات الصعيد عملية «نصر من الله» بمرحلتيها الأولى والثانية وهي العملية التي أذهلت الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الذين وصفوها بأنها واحدة من العمليات العسكرية الكبيرة والنادرة في التاريخ العسكري الحديث والمعاصر على مستوى العالم.. وذلك بالنظر إلى النتائج التي أسفرت عنها والتي كان من أبرزها تطهير أكثر من خمسمائة كيلو متر مربع ووقوع أكثر من ألفين مقاتل من جيش العدو السعودي ومرتزقته أسرى بيد الجيش واللجان الشعبية واغتنام عدد كبير من الدبابات والعربات المدرعة والآليات العسكرية وكميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة..
هذه باختصار شديد بعض المستجدات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة التي تؤكد في مجملها أن قوى الشر والبغي والعدون تسير من فشل إلى فشل وصدق الله العظيم القائل: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُون)[آل عمران:111].