قرار منع استيراد البن يهدف لحماية سمعته ومنع خلطه وإعادة تصديره
مدير عام البن في وزارة الزراعة والري لـ”الثورة”: البن اليمني كان يحتل الدرجة الأولى في التصدير العالمي
مشروع لإنتاج مليون شتلة خلال 2019-2020م في ست محافظات
محاولة إدخال 500 طن من البن الخارجي إثناء حصار العدوان تهدف لضرب المنتج المحلي
بحلول 2025م سيرتفع الإنتاج إلى 50 ألف طن وسيصل ناتج التصدير إلى مليار دولار سنوياً
يجب العودة إلى زراعة وانتاج محصول البن حتى يستعيد مكانته العالمية
البن اليمني يتميز بجودته وقيمته العالية وهو المفضل عن بقية أنواع البن العالمي
أكد مدير عام البن بوزارة الزراعة والري على أن تفعيل قرار منع استيراد البن وقشوره هو للمحافظة على سمعة البن اليمني كحبوب وعدم خلطه وإعادة تصديره، حيث واليمن يشتهر بالبن كأحد منتجاته المميزة على مستوى العالم نظرا لجودته وتمتعه بخصائص مميزة تختلف عن باقي أنواع البن في العالم، كما أنه أول محصول محلي يجد طريقه منذ وقت مبكر للتصدير إلى الأسواق العالمية وأن أقل سعر للبن اليمني هو 20 دولاراً للكيلو الواحد، وقال إنه وبسبب بعض الظروف والعوامل حصل تراجع كبير في حجم إنتاج البن ومساحته المزروعة..
تفاصيل أكثر تجدونها في الحوار الذي أجرته “الثورة” مع المهندس/ محمد قائد حارث – مدير عام البن بوزارة الزراعة والري:حاورته/ رجاء عاطف
في البداية حدثونا عن أهمية قرار وزارتي الزراعة والري والصناعة والتجارة بشأن حظر استيراد البن وقشوره إلى اليمن؟
هذا القرار قديم ولكن تم إهماله الفترة الماضية وبعد ورود بلاغات بوجود أكثر من 500 طن من البن الخارجي في المنافذ بدأ تفعيله، فإدخال هذه الكمية بالذات من حبوب البن المستورد كان الهدف منه في الوقت الراهن بموسم جني محصول البن إعادة تصديره للخارج وهذا سيعمل على تشويه سمعة البن اليمني والتقليل من قيمته وجودته، فللبن اليمني ميزة نسبية وسعر عالمي مختلف عن بقية أنواع البن الموجود في بقية دول العالم ويفوق سعره عشر مرات، وبالتالي أي عملية خلط وإعادة تصدير للبن الخارجي باسم بن يمني سيكشف في أي وقت لأن هناك نظماً عالمية متفق عليها لعملية التذوق والمتذوقين يستطيعون معرفة البن اليمني من بقية البن في دول العالم ويحددونه على مستوى أسماء المنطقة، وكثيرا ما نسمع الناس يتحدثون بأن البن والمنتج المحلي سيغطي ولن يغطي، لكننا نمنع استيراد البن الحبوب الذي هو كمنتج زراعي لكن ادخال شحنة البن كمنتج صناعي بعد التحميص وطحنه ويصبح مجهزاً في علب فهذا لا يوجد عليه أي غبار لأنه لا يمكن إعادة تصديره فهو أساسا يعتبر بنّاً مصنعاً، لذلك فتفعيل هذا القرار ومنع إدخال البن المستورد هو للمحافظة على سمعة البن اليمني كحبوب لعدم خلطه وإعادة تصديره وحتى لا يتأثر لأن مرحلة كسب الثقة للبن اليمني صعبة جدا وفقدانها ستكون سهلة.
لماذا جاء هذا القرار متأخراً؟
لم يأت القرار متأخرا فهناك قرار وزاري سابق رقم 331 لعام 2004م، لكن حدث نوع من الخلط واللخبطة كما أنه لم يكن هناك تصاريح لاستيراد البن ولا تمنح وزارة الزراعة ووزارة الصناعة والتجارة التصاريح لاستيراده لكن هناك كميات بسيطة كانت تدخل ما يقارب ثلاثة أو خمسة أطنان إلى عشرة أطنان على اعتبار تغذية للسوق المحلي ولكن إدخال كمية لأكثر من 500 طن في موسم الحصاد فهذا الحجم بالذات هو ما لفت الأنظار وكان لا بد من اتخاذ قرار صريح بتجديد القرار السابق وفعلا صدر القرار رقم 70 لعام 2019م من وزيري الزراعة والري والصناعة والتجارة بمنع استيراد البن وقشوره.
هل بالإمكان أن تحدِّثنا عن البن وجودة البن اليمني ؟
البن اليمني هو أصله اليمن والبن الموجود في اليمن هو (coffee arabica) ويتميز بأنه لا يخلط ولا يعامل بأي معاملات كيماوية ولا تستخدم فيه أي مواد كيماوية سواء في عملية التسميد أو المبيدات حتى في عمليات ما بعد الحصاد فهي عملية تجفيف طبيعي تحت حرارة الشمس وكذلك عملية القشر والفصل تعتبر طرق بدائية وهذا كله أعطى ميزة نسبية للبن اليمني وأن يفضل عن بقية أنواع البن العالمي منذ مئات السنين من القرن الثامن عشر باعتباره المصدر الأول للبن من خلال ميناء المخا، وتحتل اليمن المرتبة الأولى في تصديره على مستوى العالم فهو ذو جودة وميزة خاصة استطاع أن يحافظ على انتاجيته ومكانته على مستوى العالم.
ماذا عن الدعم المقدم من الوزارة وتوفير الشتلات الخاصة بالبن للمزارعين؟
تبنت الوزارة للموسم 2019 و2020م إنتاج مليون شتلة بن في ست محافظات في (إب و صنعاء وذمار والمحويت وحجة وعمران) وهي الست المشاتل المركزية وحاليا نستطيع القول بأننا وصلنا من 70- 80% من العملية الانتاجية لإنتاج المليون الشتلة ولازال العمل مستمراً وسيتم التدشين في الموسم الزراعي، وسنعمل على توفير الشتلات بأسعار رمزية الهدف منها استمرار العملية الإنتاجية لأن وفق تجاربنا السابقة عندما توزع الشتلات مجانا لا يهتم فيها المزارع فعندما يرى المواطن انه مساهم في دفع قيمتها بسعر رمزي سيكون حريصاً على هذا المحصول وإنتاجيته، كما أن لدينا برنامجاً لاستكمال أعمال إنشاء البرك والخزانات في عدد من مناطق الجمهورية خصوصا محافظة صنعاء وعمران وبعض المحافظات التي استكملت عمليتها.
في فترة من الفترات تراجع إنتاج البن في اليمن وكذلك المساحة المزروعة، فلماذا؟
إن تراجع الإنتاجية كان بسبب ظروف وعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وكذلك قلة المساحة المزروعة بسبب الكثافة السكانية وقلة الهجرة وأن انخفاض المساحة الزراعية نتيجة انه لم يكن هناك مردود اقتصادي من محصول البن والمُزارع دائما يفكر في المردود الاقتصادي لذلك قامت الكثير من المناطق بقلع شجرة البن وإدخال محصول آخر محله مثل القات وبعض المناطق وضعت منتجات أخرى من الفواكه وخضروات والأعلاف والحبوب وهذا كان له تأثير في انخفاض الإنتاجية وتدهور كثير من الأراضي الزراعية، وأيضا بسبب قلة المياه وهذه أكبر مشكلة يواجهها المزارع اليمني في مناطق زراعة البن، حيث تم توفير بيانات بأنه كان يُصدر حوالي 50 ألف طن من البن وأما حاليا فيُصدر بحدود 3 آلاف طن وفق المسجل كإحصاءات رسمية، فهذا التدهور الحاصل ناتج من العوامل السابقة.
إلى كم يصل المنتج المحلي للبن اليمني، وكم المساحة المزروعة؟
حالياً ووفقا للتقارير الرسمية للإحصاء الزراعي لعام 2018م أن المساحة المزروعة 33 ألف هكتار، والانتاجية حوالي 19 ألف طن فقط لا غير.
ماذا عن الإيرادات السنوية ؟
لا توجد لدينا أرقام حقيقية في هذا الجانب لكن نتوقع إذا اهتممنا بمحصول البن وكان انتاجنا 50 ألف طن وتم تصديرها مع العام 2025م ويباع الكيلو بـ20 دولاراً هذه ستعطينا مليار دولار سنويا وهذا سيعزز اقتصادنا الوطني، فمحصول البن يعتبر من المحاصيل القومية وليس من المحاصيل المحلية لأنه سيرفد خزينة الدولة بملايين الدولارات التي ستعود علينا وتمكننا من شراء ما تبقى من نقص في بقية المدخلات الزراعية من الحبوب والدقيق وغيرها سنويا من عائدات البن فقط.
ماهي الدول التي يتم تصدير البن إليها؟
هناك الكثيرة من الدول التي يتم تصدير البن اليمني إليها لسمعته وجودته منها دول الخليج وأمريكا وأوروبا سواء بريطانيا أو ألمانيا أو بلجيكا وأيضا كوريا وماليزيا وإندونيسيا واليابان والكثير من الدول الأخرى.
ما مدى تأثر محصول البن وإنتاجه وتصديره بالعدوان والحصار؟
أقول إن الحرب والأزمة نفعتنا أكثر من أن تضرنا والعدوان الغاشم بعدوانيته وبربريته كان يتوقع أن المواطن والمزارع اليمني سينحني ويركع لكن بفضل الله بقينا وازددنا قوة وصلابة وعدنا إلى أراضينا واهتمينا بالزراعة وبيئتنا ونعمل على الإنتاج والتصدير والتوجه بشكل خاص لزراعة محصول البن كما بدأ مجموعة من الشباب مع مجموعة من التجار بالتوسع في الترويج للمنتج وزاد الطلب العالمي لمحصول البن على مستوى الخارج هذا أدى إلى أن قيادة وزارة الزراعة والري تحث بضرورة أن نرتقي بهذا المحصول في الجانب الحكومي وأن تتبنى إنشاء الإدارة العامة للبن التي لم تكن موجودة من قبل إنما مجرد إدارة في إطار إدارة عامة كما تم إنشاء المركز الوطني لبحوث البن، هذان الكيانان مهمتهما بدرجة أساسية إعادة الاعتبار لهذا المحصول في الجانب الحكومي كما سيعمل مركز بحوث البن على تصنيف وتوصيف محصول البن والتقسيم والبصمة الوراثية وأيضا إدخال طرق حديثة للعمل على عملية رفع الانتاجية وتحسين جودته والتقليل من الأمراض، كما ستتبنى الإدارة العامة سياسة الاهتمام بالتوسع في زراعة انتاجية الشتلات على مستوى الجمهورية وكذا العمل على ادخال تقنيات حديثة في مجال تحسين جودة محصول البن ونسعى من خلال التوسع في المساحة الزراعية رفع من إنتاجيته.
ما خطة وزارة الزراعة والري في تطوير زراعة البن؟
قمنا بإعداد استراتيجية لتنمية محصول البن من 2019 – 2025م لمجموعة من البرامج والتدخلات منها إنتاج مليون شتلة سنوياً وسنعمل العام القادم على رفعها إلى 2 مليون شتلة، وكما سيتم إعادة تأهيل المدرجات الزراعية المتدهورة في مناطق زراعة البن وأيضا استصلاح أراضٍ زراعية جديدة في مناطق المرتفعات التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، وكذلك سنقوم بإنشاء البرك والخزانات لمناطق خاصة بمناطق إنشاء الشتلات وإعادة ترميم البرك القديمة وإعادة تأهيل المشاتل القائمة وتشجيع إنشاء المشاتل القروية في مناطق إنتاج البن، إلى جانب التجهيز لدورات تدريبية للمزارعين في الميدان بكل منطقة حتى نستهدف المزارعين بالتقنيات الحديثة وكذا توعيتهم بإحياء الموروث الثقافي والموروث الزراعي لدى المزارعين للممارسات القديمة التي كان يمارسها آباؤنا وأجدادنا في عملية المكافحة وعملية تربية شجرة البن والطرق التقليدية لمكافحة الآفات وخصوصا خارز البن التي كانت تمارس في السابق بعملية التدخين والتبخير بأوراق من الشجر والأثل وبعض المخلفات النباتية في الليالي القمرية لموسم التزهير والإثمار والذي فقدنا هذا الموروث، إلى جانب التفعيل لإنشاء جمعيات خاصة بتنمية محصول البن في الجمهورية ، وهي جمع منتجي البن والجمعيات القائمة حالياً مع المتصدرين وذلك لإنشاء اتحاد منتجي البن وجمعية مصدري البن وهذا سيعزز في أن يكون هناك كيان موحد لمحصول البن في الجمهورية بشكل عام، كما كان من ضمن ما بدأنا تنفيذه من بنود الاستراتيجية إقامة فعالية اليوم العالمي للبن والذي يصادف الأول من أكتوبر في كل عام، هذا أول عام للفعالية تقيمه وزارة الزراعة كان يقام وينفذ عبر قطاع خاص ومنظمات.
هل هناك أي تعاون أو دعم من بعض الجهات أو المنظمات لتطوير زراعة البن؟
جميع الأنشطة التي ذكرناها في الاستراتيجية هي بتمويل من صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي كإنتاجية مليون شتلة بن ودعم الخزانات وإنشاء البرك وسيكون التدريب للمزارعين أيضا بتمويلهم، والأن نعمل على تنفيذ عملية مسح شامل لمناطق زراعة البن وقام المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية مشكورا بمخاطبة الفاو في إمكانية البحث عن التمويل ونحن الآن بصدد التنسيق مع الجهاز المركزي للإحصاء لإعداد الخطوط العريضة وهناك اجتماع قادم للجنة مشتركة برئاسة وزير الزراعة والري لتشكيل فرق العمل المشترك وتحديد الخطوط العامة والمراحل التي سيبدأ فيها تنفيذ عملية المسح، كما أن هناك شركاء نطمح في أن يساهموا معنا في تنفيذ الاستراتيجية سواء من الصندوق الاجتماعي للتنمية أو مشروع الأشغال العامة أو المجلس الأعلى للشؤون الانسانية ونعول عليه الدور الأكبر ودعمنا مع المنظمات الدولية والدول المانحة لتنفيذ مخرجات هذه الاستراتيجية.
ما الهدف من عمل الاستراتيجية لتنمية محصول البن؟
تهدف العملية الاستراتيجية إلى رفع الإنتاجية وتحسين الجودة بحيث يأتي العام 2025م وانتاجيتنا ترتفع من 18 ألف طن إلى 50 ألف طن وهذا الرقم نسعى لتحقيقه، وكما نهدف لأن نرتقي بمحصول البن لنظهر على مستوى العالم ونستعيد مكانتنا القديمة في تصديره والذي وصلنا حاليا رقم 30 في التصدير.
كم عدد الجمعيات المهتمة بإنتاج البن اليمني؟
إن المسجل لدينا أكثر من 40 جمعية لكن في خلال الشهرين السابقين لإنشاء الادارة وجدنا أن هناك حوالي من 10 -15 جمعية هي الفاعلة وتواصلنا معهم لتحفيزهم لإنشاء الكيان (اتحاد منتجي البن والمتصدرين) فبدأت كثير من الجمعيات الخاملة تنشط باعتبار أن تعمل على عملية التعزيز في هذا الجانب.
ما الدور الذي تقوم به هذه الجمعيات إلى جانب وزارة الزراعة ؟
الجمعيات تعتبر منتخبة من المزارعين تهدف للعمل على تحديد احتياجات المزارعين والرفع بها إلى الوزارة وبدورنا نقوم بدراستها والبحث عن مصدر تمويل لتنفيذها مثل الخزانات والبرك والشتلات والتدريب وما يحتاج إليه المزارعون إلى جانب التحفيز للتصدير وتنظيم أعمالهم وهذا الدور الذي نأمله من الجمعيات، فالاتحاد سيكون أشمل لأن هناك بعض المشاتل تتطلب مشاركة مجتمعية من منتجي البن كما لا يمكن أن نجمع كل الجمعيات من جميع الجمهورية في وقت واحد لذلك الاتحاد أو الرابطة سيكون دورها قريباً جدا من وزارة الزراعة في اتخاذ قرار تبني الاحتياجات الحقيقية الميدانية التي يحتاجها المزارع اليمني.
ما العوائق التي تواجهكم في هذا الجانب؟
إن ما يعيقنا هو الجانب المادي فميزانيتنا في الإدارة العامة للبن صفر ولا يوجد لدينا أي مورد مالي وهي إدارة مستحدثة في مرحلة تأسيس ومع ذلك اتخذنا الخطوات وبدأنا أعمالنا رغم الإمكانات المحدودة وسننطلق من خلال الموروث الذي لدينا وسنحقق أهدافاً استراتيجية لتنمية محصول البن وسنبحث لها عن مصادر تمويل.
كلمة توجهونها ختام هذاء اللقاء؟
نريد أن يعي المواطنون أن لدينا محصولاً قومياً مهم جداً يجب علينا أن نهتم به وأن نتكاتف ونصبر فأمامنا تحدي حقيقي لاستعادة مكانتنا التاريخية والعريقة وأمامنا فرصة لاستثمار هذا المحصول ليكون رافداً اقتصادياً يوازي النفط والذي نتمنى أن تتظافر جهود الجميع في الداخلية والجمارك والنقاط وجميع الأماكن معنا في دعمه ومنع إدخال البن الحبوب نهائيا لحماية المنتج المحلي وحتى لا نخسر مكانتنا على مستوى العالم لأن فقد الثقة مع المانحين سيؤدي إلى أن نخسر السوق وبالتالي يجب أن نحافظ عليه بمنع دخول البن الحبوب منعا باتا.