ديسمبر.. وتمّ الجرد المبارك

أشواق مهدي دومان
لتزر المحلّات التجاريّة في هذا الشّهر، شهر الطوارئ إن صحت لنا تسميته ، فمنذ بدايته يظلّ أصحاب البقالات والمحلّات التجاريّة يتقاضون الديون ممن استدانوا منهم بمبرر وحقيقة عملية لا بد أن تتم ليتم التّشييك على نسبة الأرباح والخسائر خاصة لوكان العمل بين شركاء ،
وقبل عامين كان جرد شهر ديسمبر مميزا فقد تمّ جرد وإخراج متسوّلي السياسة وهناك في ديسمبر قد ماز اللّه الخبيث من الطّيّب ، وأخرجه بشكل منتفض ( كما سمّى نفسه ) ، وقد تم جرده وإخماده كناعورة خيانة وفساد وفتن وعمالة وارتهان ، لم يكن له من شراكته مع الأنصار إلّا الاسم.
ولأنّ رجال اللّه يشعرون بل يؤمنون بثوابت لا يمكن التّنازل عنها فالعقيدة والوطن والعرض هي أهم ما للإنسان أن يحفظه ويذود عنه ، وحين تتعرّض هذه الثوابت للخطر فقد وجب تقصّي وتتبع بؤرة هذا الخطر لردمه كي يعود الوطن سالما بعقيدة وقيم وحقوق وأعراض مواطنيه ،،
وأمّا المرتزقة الفرّارون إلى الرياض وأبوظبي وغيرها فهم أولى بؤر العمالة وباعة المواقف الذين فضّلوا التّرف والتّنعّم بثمن بيع وطنهم وأهل وطنهم ، وقد دعوا للفتن والتّشرذم لأبناء الوطن الواحد ، وبفرارهم اختاروا تشرّد بني إسرائيل بينما بقي كبيرهم الذي علّمهم الخيانة منذ أول يوم حكم فيه ، فقد باع نجران وعسير وجيزان شاهد ولاء منه لبني سعود الذين زيّنوا له قتل الحمدي ، بينما ظلّت أعينهم على مقدّرات وخيرات اليمن وهو يمضي بأوامرهم كدمية أو كعبد لا يقدر في أمره على شيء .
نعم، ارتضى أن يقبع على الكرسي كرئيس لليمن البريء منه ؛ فقد اختارته سقيفة بني سعود وجها من وجوهها والحقيقة أنّه وهم ليسوا سوى مجرّد دمى أمريكبريطانية لا تملك من أمرها شيئاً … هم أذرع للصهيونيّة العالمية في قلب العروبة والإسلام ..وبالتالي فخونة اليمن هم محتلّون تقنّعت بهم الدول الاستعمارية ، فالوجه والاسم والدّم يمني لكنّ الهوى والهويّة أمريكيّة بريطانيّة بامتياز ، وقد حفروا خندقا في اليمن فألقوا فيه أحرارها وفي كلّ مرّة يشعلون النّيران في الأخاديد التي صنعوها للأحرار بداية من الحمدي ثمّ يذرون رماد هؤلاء الأحرار في عيون الشّعب المختنق من فوضى وغبار وتراب مغامرات وهمية حقيقية ،فوهمية لأنّها لم تكن ضد المحتل السعودي أو الاماراتي ومن خلفه الأمريكي البريطاني ، وحقيقية لأن جيوش تلك البطولات الكاذبة كانت لقمع الأحرار ، وكانت عمالقة وحرسا وفرقا موجّهة بعددها وعتادها في نحر الشّعب اليمني وما حرب الانفصال وحروب صعدة إلّا شاهد عيان يثبت ويؤكد أن عفّاش وأمينته لم يحاربوا إلّا أحرار اليمن من أي فصيل أو حزب أو جماعة كانوا ، بينما يربتون على كتف من ينقاد لهم ، ولمّا لم ينقد الأنصار لهم فقد طفح كيلهم ، ونفد صبرهم فسقط القناع عنهم، وأُمِروا بالخروج لإثارة الشّقاق والنفاق فتنة وإرضاء وخنوعا للمحتلّين المعتدين المنهزمين الموجوعين من انتصارات رجال اللّه ، كانت دعوة عفّاش للفوضى متناسقة مع شهر الجرد ، وقد تمّ تحذيره فاستهان واعتبر تقديم الحجج من السيّد القائد ضعفا فما كان إلّا قمع فتنته وسقوطه خائنا عميلا ،
نعم ، في ديسمبر قبل عامين لم يكن التاريخ يحتمل كذب العملاء ،فقد كذبوا على مدى عقود من الزّمن إلى أن ضجّت الحقائق ، وصرخ التاريخ معها ضاجرا متبرئاً منهم في بداية ديسمبر 2017م ، وانتهت مرحلة المرتهنين ، وكانت مرحلة السّيادة والاستقلال ، وتنقية الجو اليمني من شوائب الارتزاق ، وستستمر التنقيّة لكلّ شائبة تظهر ، ولكل طفيليّة تريد أن تنشب في الارض الفتن والفساد.
فشكرا سيّدي القائد /عبدالملك بن البدر الحوثي، وشكرا رجال اللّه وقبلا : شكرا للّه وحمدا ، و يا ديسمبر حللت أهلا ونزلت سهلا ففيك قد تمّ الجرد بنجاح ، وفي الموعد المناسب ، ولا نامت أعين العملاء .

قد يعجبك ايضا