إيقاف العدوان أو خيار الصفر
عبدالله الأحمدي
في الندوة التي أقامها مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية اليمني في أكتوبر الفائت، أفاض الكثيرون في الحديث عن عمليتي ( ابقيق ونصر من الله) ودور العمليتين في كسر هيبة السلاح الأمريكي وعنجهية المال السعودي ، وكنت أحد المتحدثين في تلك الندوة.
في الحقيقة أن تلكم العمليتين كسرتا العمود الفقري للاقتصاد السعودي (أرامكو ) وجعلت الأمير المغامر محمد بن سلمان يعيد حساباته تجاه اليمن ألف مرة ، فإيقاف أكثر من٥٠٪ من صادرات النفط يعني إيقاف الضخ المالي الذي يمول الحروب والمؤامرات ليس في اليمن فحسب،بل وفي كثير مناطق في العالم للنظام السعودي يد في خرابها ، على أن تجربة اليمنيين في مقاومة العدوان السعو/امريكي تشبه إلى حد كبير تجربة الشعب الفيتنامي في مقاومة العدوان الامبريالي الأمريكي/الفرنسي، وخاصة في عملية ( نصر من الله) التي تشبه معركة ( دان بيان فو ) التي قادها الجنرال جياب، وهزم فيها القوات الفرنسية في هذه الموقعة ، وقد شكلت تلك المعركة نقطة فاصلة ومحطة تحول في هزيمة العدوان الفرنسي ورحيله.
هزيمة الجيش السعودي ومرتزقته في عملية نصر من الله أجبرت الحاكم السعودي على الرضوخ وطلب التهدئة في الحد الشمالي ، ولكن بشكل تكتيكي، فالطيران السعودي لازال يدمر المنازل ويقتل النساء والأطفال ، الحاكم السعودي أخذته العزة بالإثم فهو لا يريد الاعتراف بالهزيمة ، بل ويحاول ان يعوض هزائمه انتصارات في غزوه للجنوب واحتلال عدن وقبلها المهرة ، كل هذا أمر معروف، وما نريد قوله هو ماذا بعد هذا الانتصار الساحق في هاتين العمليتين؟
وحتى لا يأخذنا العدو بغفلة ونحن في لحظة فخر بالانتصار مثلا ، فإننا في صنعاء معنيون بالعمل على تعزيز هذا الانتصار وذلك على مستوى الداخل والخارج، وصولا الى إيقاف العدوان وإحلال السلام الشامل ، في الداخل يجب تمتين الجبهة الداخلية على المستوى العسكري والاقتصادي والسياسي والتصدي لمؤامرات العدوان وألاعيبه ، فالحرب أساسها الاقتصاد، وهي امتداد للسياسة. وفي المقام الأول بناء الدولة الحديثة كنموذج يحتذى به.
على المستوى الخارجي ينبغي التواصل مع حركات المعارضة في الجزيرة، وبالذات في نجران وجيزان وعسير، وتشجيع هذه الحركات على التمرد المسلح لإسقاط المناطق التي يترندع فيها المرتزقة من كل جنس ، مؤخرا سمعنا عن قيام جيش الحرمين الحر من جنود وضباط ما يسمى بالجيش السعودي، الذي حدد مهامه في إسقاط نظام بني سعود والتنسيق مع أحرار اليمن، وتلك معلومة – لو صدقت – فهي بشارة خير، فزوال الأسرة السعودية يعني عودة السلام إلى كل أقطار الجزيرة العربية وغيرها من أماكن الحروب والصراعات التي أججتها هذه الأسرة الإرهابية.
في حالة لم يوقف الحاكم السعودي عدوانه على البلاد لابد من ردع نهائي ، وفي رأينا فان الحاكم المغرور لن يوقف العدوان ولن يخضع للسلام إلا في حال انطفأت الكهرباء وانقطع الماء وتوقف تصدير النفط ، ذلك هو خيار الصفر ليعود ابن سعود إلى الصحراء يرعى الأغنام والإبل ويحلب الشاة.