القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء حسين القاضي لـ”الثورة “: المؤسسة عملت رغم الضغط المتزايد على الارتقاءبمشاريعها وبرامجها الى أعلى المستويات
الثورة /
محمد الروحاني
أكد القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء لرعاية وتأهيل أسر الشهداء حسين عبدالوهاب القاضي ان المؤسسة عملت رغم الضغط الكبير والمتزايد على الارتقاء بمشاريعها والارتقاء ببرامجها الى اعلى المستويات خلال السنوات الماضية .
وقال القاضي في لقاء مع “الثورة “ إن الاستعدادات جارية لإحياء الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام وسيتم تدشين مشاريع إضافية إلى جانب المشاريع الرئيسية التي تقدم كل عام وهي هدية المناسبة وتجهيز الروضات وتوفير سلال غذائية لأسر الشهداء وصرف راتب شهري .
واشار القاضي إلى أن المؤسسة تعتمد على تفاعل المجتمع والخيرين وبعض المساهمات غير الثابتة وغير المستقرة المقدمة من الحكومة ولا توجد لدى المؤسسة موازنة مرصودة فهي تعمل حسب الممكن والمتاح .
ونحن على موعد مع حلول الذكرى السنوية للشهيد 1441هجرية حدثونا عن التحضيرات والتجهيزات التي تقوم بها مؤسسة الشهداء لإحياء الذكرى؟
– المؤسسة وكعادتها لديها اهتمامات خاصة ببعض المشاريع ولديها تطلعات الى إضافة بعض مشاريع الرعاية لأسر الشهداء أو الخدمات الاساسية لأسر الشهداء ولكن أهم المشاريع تتركز في اعداد هدية المناسبة ، والاهتمام بالروضات وتوفير سلال غذائية لأسر الشهداء كما هو المعتاد.. هذه أهم المشاريع التي تعمل المؤسسة على توفيرها بصورة رئيسية.. كما أن هناك بعض المشاريع وبعض التطلعات وكثيراً من المشاريع يتم تدشينها ، واستغلال أو الاستفادة من تفاعل المجتمع ومن تفاعل أسر الشهداء ومن الزخم الكبير الذي يحصل في هذه المناسبة لتدشين الكثير والعديد من المشاريع مثل مشاريع كفالة الايتام أو صرف الراتب الشهري الذي يصرف أو تكريم أبناء الشهداء أو الاعمال الثقافية والابداعية والفنية والتشجيع على هذه الاعمال سواء لدى أسر الشهداء أو غيرها.. والمشاركة في الفعاليات ومعارض الشهداء والكثير من المشاريع.
بالنسبة لصرف راتب شهري للشهداء.. هل يصرف الراتب لأسر الشهداء بشكل شهري؟
– بحسب قرار القيادة ممثلة بالرئيس المشير مهدي المشاط يجب أن يصرف الراتب شهرياً لأسر الشهداء ولكن للظروف المادية التي يعيشها البنك والبلد تم صرف راتب حتى شهر يونيو بالنسبة للعام 2019م.. وإن شاء الله تستقر الأوضاع وتتحسن ويتم الصرف شهرياً بحسب القرار.. وهذا القرار هو قرار استثنائي يخص أسر الشهداء وليس قراراً لكافة موظفي الدولة وانما يخص الشهداء فقط.
بالنسبة لجوانب الرعاية التي تقدمها المؤسسة لأسر الشهداء ماهي هي هذه الجوانب؟
– المؤسسة تعمل على عدة اتجاهات، الاتجاه الفني فيما يتعلق بالنقل والتوثيق والتبليغ عن الشهداء وتشييعهم ودفنهم ونقلهم الى محافظاتهم وهذا جانب كبير وواسع وهو كان كبداية في العمل.. بعد ذلك جوانب الرعاية المختلفة كالرعاية التربوية والرعاية الصحية والرعاية الطارئة سواء كانت مادية أو صحية أو رعاية اجتماعية فهناك رعاية اجتماعية تتمثل في دعم وحماية اسر الشهداء وفي مشاريع الزواج وفي دعم المشاريع لأبناء الشهداء ، وهناك مشاريع كثيرة للمؤسسة والحمد لله تتسع عاماً بعد عام وذلك باتساع المسؤولية التي تقع على عاتق المؤسسة.
العرس الجماعي حدثونا عن هذا المشروع بشكل أوسع؟
– العرس الجماعي هو مشروع ينطوي تحت مشاريع دعم وحماية اسر الشهداء وهناك في هذا البرنامج التي اطلقته المؤسسة قبل اكثر من عامين قسم لمساعدة ابناء الشهداء على الزواج فأي ابن شهيد يتقدم للزواج يتم تقديم مساعده له ما بين 150 – 250 الف ريال بحسب الظروف وتطور المشروع بفضل الله عز وجل ، وبفضل الداعمين وجهود القائمين على البرنامج إلى اقامة اعراس جماعية تهدف إلى مساعدة ابناء الشهداء بمبلغ مادي أكبر مما تتم مساعدتهم في الأيام العادية وتحمل نفقات كافة العرس واثارة مشاعر البهجة والفرح والسرور لدى أبناء المجتمع ولدى ابناء الشهداء بعرس جماعي ولفت انتباه الداعمين وفاعلي الخير إلى هذه البادرة الطيبة وفتح المجال امام فاعلي الخير الراغبين بالانفاق في مثل هذه المشاريع لأن مشروع الزواج يتم دعمه باستمرار لأبناء الشهداء ولكن عبر العرس الجماعي يكون للداعمين ويكون للجهات الفاعلة الحق في تبني هذا العرس أو تبني نسبة منه حيث يصل مبلغه احياناً إلى ما بين 200 – 300 مليون ريال والحمد لله تم تزويج اكثر من ستمائة ابن شهيد خلال 2019م في الاعراس الجماعية وثلاثمائة في غير الاعراس الجماعية.
هل هناك عرس جماعي قادم؟
المشروع يتم بناء على استقراء الوضع في المحافظات بخصوص عدد الابناء الراغبين في الزواج لأن المشروع تتحكم فيه الرغبة لدى الابناء حيث يتم استقراء البيانات لدى المحافظات ويتم الرفع بها من خلال مندوبين في المديريات وفي العزل وفي القرى الى المركز الرئيسي في المحافظة بعدد الراغبين في الزواج في شهر محدد ومن خلال البيانات نستطيع تحديد كم العدد المقرر للراغبين في الزواج بحيث يكون عدداً فعلياً حتى يتم تقديم مشاريع للجهات الداعمة أو تمولها المؤسسة ونبني على بيانات صحيحة من خلال الواقع.
هل تغطي المؤسسة جميع المحافظات؟
– المشروع يشمل جميع المحافظات والذي يحدد النسب هو عدد الابناء الراغبين في الزواج في كل محافظة.
وبالنسبة للرعاية هل تغطون جميع المحافظات؟
– المشاريع التي نقوم بها مركزية ففي الرعاية الصحية لدينا قسم في مستشفى الكويت يقوم برعاية الحالات الطارئة والمستعصية في جميع المحافظات رعاية شاملة لكافة المحافظات وهناك برنامج آخر حيث يتم صرف مبالغ عهد للمحافظات للرعاية الصحية، بسيطة جداً ولكن هذه العهد هي لمواجهة الحالات الطارئة في كل محافظة إلى جانب ما يقدم لهم من المحافظات، نعول على ما يقدم لهم من المحافظات ولا نقول اننا نستطيع تغطية الجانب الصحي في المحافظات.. والآن نحن نتحمل في القسم الذي تم فتحه في مستشفى الكويت تكلفة عالية جداً تصل في الشهر إلى أكثر من مائة مليون ريال لأنه يستقبل اكثر من الفي حالة في الشهر، واحياناً تصل الى اربعة آلاف حالة في الشهر الواحد من جميع المحافظات كافة الأمراض التي لا تجد لها علاجاً في المحافظات يتم استقبالها في قسم الشهداء في مستشفى الكويت ولدينا كادر كفؤ ومتخصص ونظام طوارئ يعمل أربعاً وعشرين ساعة.
هل لديكم خطط لتحسين الإداء والتطوير في القادم؟
– بالتأكيد نحن نستشعر قصورنا امام المسؤولية الملقاة على عاتقنا وإن لم نستشعر ذلك فلن ننجح في العمل ومن خلال هذا الشعور تتاح لنا الفرصة بأن نبني انفسنا وأن نكون بالمستوى المطلوب إن شاء الله.. عملية البناء دائمة ومستمرة، لدينا بناء على مستوى المركز ولدينا بناء على مستوى فروع المؤسسة.. والمؤسسة بما انها أنشئت قبل العدوان في محافظة صعدة كان عدد الشهداء قليلاً والمسؤولية محدودة ومنذ بداية العدوان كانت المؤسسة قبلة للشهداء عموماً في صعدة وغير صعدة ولم نحسب حساب العدد الكبير والهائل الذي سيكون على المؤسسة أن تتحمل مسؤوليته، اعداد ضاعفت المسؤولية اضعافاً على المؤسسة في ظل العدوان ولم تكن المؤسسة مبنية بناء هيكلياً متكاملاً من قبل وابناء الشعب جميعاً واجهوا العدوان بهذه الطريقة نحن جزء من أبناء هذا الشعب ونحن في مقدمة الصفوف ضمن من يواجهون هذا العدوان.. موقف المؤسسة موقف واضح وحتمي ولكنها عملت رغم الضغط الكبير والمتزايد على ان تواكب قدر المستطاع وتم فتح الفروع وفتحنا سبعة عشر فرعاً بحمد الله.. فالمؤسسة تعمل بقوة ألف عامل حالياً على مستوى المركز الرئيسي والفروع.. ما بين مسؤولي فروع، وماليين ، ومعلومات، اعمال فنية ، واقسام أخرى في المركز.. حاولنا استيعاب اعمال الفروع وما يتناقص في الفروع يتم استيعابه مركزياً ونحاول في الفروع ان يبدأ فتح بعض الخدمات وبعض الانشطة المرادفة للمركز.. عملية البناء مستمرة وسنظل نبني حتى نواكب بالصورة التي تليق بالشهداء إن شاء الله.
بالنسبة للتمويل كيف تغطون النفقات وهل هناك تفاعل من المجتمع مع المؤسسة؟
– تعتمد المؤسسة على تفاعل المجتمع والخيرين وبعض المساهمات غير الثابتة وغير المستقرة المقدمة من الحكومة ولا توجد لدى المؤسسة موازنة مرصودة لا من الجهات الحكومية ولا من غيرها وإنما مواجهات فقط , ومهما بلغ إجمالي هذه النفقات أو التبرعات فإنها تعتبر مسمى مواجهة ، والماليون يعرفون انك تعمل بنفقة غير ثابتة وغير مستقرة وغير مرصودة اطلاقاً ولذلك انت محكوم في مشاريعك وفي عملك بالرصيد الموجود لديك.. لكن لم نعمل بتلك الاطر وانطلقنا في مشاريعنا من باب الموازنة الكبيرة وهي الثقة بالله عز وجل كانت موازنتنا وكانت الرصيد الكبير جداً الذي انطلقنا من خلاله للعمل فسمينا المشاريع وتلمسنا الاحتياجات وانطلقنا نحمل هذا الرصيد ونسحب من هذا الرصيد الذي لم ينفد ولن ينفد ، وواجهنا إلى حد اليوم.. ومن عام إلى عام ونحن نواجه بشكل افضل واكبر واكثر كلفة ونفقاتنا تزيد اضعافاً عن كل عام وخدماتنا تزيد وبحمد الله عز وجل وهذا رصيد كبير جداً وثقتنا بالله وما النصر إلا من عند الله ولكن هذا لا يعفي الجهات المسؤولة عن ان يكون لها تدخل بما يخص الشهداء اطلاقاً فنحن واثقون بالله ولكن الله سبحانه وتعالى لم يعف اولئك عن الانفاق ولم يعف الناس جميعاً عن هذه المسؤولية رغم ان الله غني عن العالمين.
ماهي ابرز العراقيل التي تواجهونها حالياً وكيف تغلبتم عليها؟
– ما ذكرته سلفاً هو أكبر العراقيل فإذا ما جئت إلى مؤسسة عمالقة كمؤسسة الشهداء فإنها تحسب من خلال الموازنة وخطة ترفع بموازنة مالية للعام المقبل ومن هنا ترصد مشاريعها ويمكن ان تحدد ماهي المشاريع التي ستنفذها وماهي الاطر التي ستصل اليها، كم ستغطي وكم ستعمل في جميع الاتجاهات سواء كانت مشاريع بناء أو تطوير أو مشاريع رعاية لأسر الشهداء ومن هنا تستطيع ان تحسب حسابها في هذا المجال.. فالمؤسسة لا تمتلك هذه المعلومة اطلاقاً وانما كما ذكرت ننطلق من باب اوسع وهو ثقتنا بالله عز وجل فعندما لم نجد ذلك الرصيد وتلك الارقام وتلك الموازنة الثابتة كما يليق بالشهداء تكون تغطيتنا بحسب الممكن والمتاح فقط، ولا نستطيع ان نرصد دراسة منظمة ومسبقة للمشاريع اطلاقاً وهذا اكبر ما يعيق المؤسسة عن أداء مهامها ويمكن أن يعيقنا عن فتح بعض المشاريع الجديدة والهامة والتي يحتاج اليها اسر الشهداء في ظل ارتفاع عدد الشهداء المتزايد والمستمر والمسؤولية اصبحت على المؤسسة أكبر من مسؤولية وزارة، تبدأ الخدمات من النقل ومن ثم رعاية أسر الشهداء وابنائهم وهذه رعاية مستمرة لم تتوقف يوماً من الايام.
رسالة اخيرة توجهونها عبر صحيفة الثورة؟
– نشكر صحيفة الثورة على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء وعلى فتح مجال للكلام عن اسر الشهداء والكلام عن أسر الشهداء يطول وعن الشهداء يطول وبعظمة الشهداء وبشوقنا للشهداء لا نمل الكلام عن الشهداء.. ولكن رسالتي إلى المجتمع وإلى كافة المقتدرين ان يكون هناك- كما أكد على ذلك السيد عليه السلام -تلمس لأوضاع أسر الشهداء إن لم يكن عبر المؤسسة فكل إنسان مؤسسة في ذاته وهو جهة بذاتها يستطيع ان يعمل ويستطيع أن يخدم ويستطيع ان يعبر لأسرة الشهيد عن امتنانه ولو بالابتسامة ولو بالكلمة الطيبة فهم ليسوا بحاجة دائماً إلى المادة.. هم بحاجة أن يشعرهم المجتمع بأنهم أكرم الناس واكرم الأسر وأن لهم علينا حقاً وواجباً، واسر الشهداء انا اثق تمام الوثوق انهم اكرم من ينفق حالياً واكرم من يقدم فالقوافل منهم مستمرة والعطاء منهم مستمر ويقدمون الشهيد تلو الشهيد لأن من قدم الشهيد لن يبخل بما دون الشهيد فليسوا بحاجة إلى عطفنا وإلى رحمتنا هم اكرم من ذلك هم أكبر من ذلك، هم اعظم منا جميعاً، هم بحاجة الى تقديرنا واحترامنا وأن يشعروا بأن الشعب هذا لن ينسى لهم حقهم، هذا اكبر ما تحتاجه أسر الشهداء، وباستطاعة كل مواطن وكل يمني، كل إنسان شريف وكل إنسان يقدر هذه التضحيات ان يقوم بهذا العمل بل وبكل بساطة وسيحصل على الاجر والثواب والامتنان من افضل شرائح المجتمع وهم أبناء وأسر الشهداء، سيحصل على ذلك منهم هذه اول نصيحة.
والنصيحة الثانية لأسر الشهداء انفسهم أو صل لهم رسالة كالتالي: “نحن في مؤسسة الشهداء نتلمس منكم العذر.. نخجل ان نتكلم عن اسر الشهداء ونحن لم نقدم لكم شيئاً مما تستحقون ان يقدم لكم ولكن ثقوا ان اخوانكم في مؤسسة الشهداء وكافة المندوبين وكافة العاملين وكافة المتطوعين يعملون ليل نهار من أجل تقديم ما يستطيعونه من خدمات لأسر الشهداء ونحن جميعاً نعلم اننا نخدم افضل واكرم الاسر وهم سيعذرونا وعذرنا مقبول امامهم وان شاء الله تصل خدمات هذه المؤسسة وستكون هي البيت الأول والراعي الاول والحضن الأول والمستقبل والمتلقي الأول وستقدم برامجها على ارقى مستوى لأسر الشهداء وستكون الرائدة بل والسباقة لكل ما يقدم لأسر الشهداء سواء كان عبر الجهات الرسمية أو غيرها من الجهات المجتمعية بل انها ستعمل على الارتقاء بكافة مشاريعها الى اكبر قدر ممكن وبالشكل الذي يرضي الله عز وجل قبل اسر الشهداء”.