عندما يتفق المرتزقة
طارق مصطفى سلام
مما لاشك فيه أن العملاء وبائعي الأوطان دائما إلى زوال في كل زمان ومكان وتكون نهايتهم وخيمة، بل إنهم طوال مسيرة الارتهان والعمالة يتعرضون لمختلف أصناف الإهانة والتوبيخ على يد اسيادهم بصورة مقززة .
تابعنا جميعا ما سمي باتفاق الرياض ومراسيمه التي تمت على عجل وسط تخوف من انعكاسات سلبية تحدث أثناء ذلك بين قادة العدوان أو بين قطبي الارتزاق إلا أنه ورغم إجراءات الحيطة والحذر التي اتخذت أثناء تلك المراسيم المرتبكة إلا أنها لم تكف لإنقاذ هذا الاتفاق الهزلي والهش الذي لم يدم ساعات ونقض بحروب تسببت بقتل وإصابات العشرات من فرقاء عملاء الارتزاق وترويع المواطنين الآمنين في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية المحتلة .
ولاشك أن أبعاد تغييب معالم السيادة الوطنية عن بنود اتفاق الرياض الخياني وعلاقته بالمشهدين القائمين اليوم في عدن والرياض ليست مجرد مصادفة طارئة – إبقاء حكومة هادي (بالأمس) تعمل من فنادق الارتهان والرقابة الاستخبارية المستفزة في الرياض وتحت العلم السعودي, يقابله (اليوم) عودتها إلى معسكرات الاحتلال للقتل والاعتقال سيئة السمعة والصيت في عدن- ليست مجرد مصادفة عابرة بل هي رمزية مقصودة المعاني والأبعاد وعمل ممنهج من صناعة سلطات الاحتلال السعودية الإماراتية واجندتها الخبيثة في تنفيذ الأهداف الرئيسة للسيناريو الأساسي للغزو والاحتلال في نشر الفوضى العارمة للنهب والتمزيق والفرقة والدمار. من خلال تغييب ما تبقى من ملامح السيادة الوطنية وطمس معالم الهوية اليمنية .. فالاحتلال في أي زمان ومكان يستهدف دائما وابتداء قيم المجتمع العميقة والأصيلة في إيمانه، بوحدته وحريته وتمسكه بعزته وكرامته لضرب روح المقاومة لديه (سياسة “فرِّق تسد” وتمزيق عرى ووشائج النسيج الاجتماعي) .
نترقب وبأسف شديد المآلات المؤلمة والخطيرة التي تنتظر مستقبل الوطن المشهود لاسيما أن الهدف من هذا الاتفاق هو إذكاء نار الفتنة والقتل وإشباع غريزة التوحش في المحافظات الجنوبية المحتلة من خلال رمي الكرة في ملعب المرتزقة وتكليفهم بمهام المحتل وتحميلهم مسؤولية ما ستؤول إليه أوضاع تلك المحافظات في حال رغب المحتل في ترك تلك المحافظات للمرتزقة ليقتتلوا فيها ويعبثوا بحضارة وثروات الوطن المكلوم.
ولا عزاء للعملاء الأغبياء في الداخل والخارج ،في الماضي والحاضر فهم من فرطوا كثيرا وباعوا رخيصا وعلى مر الزمن ..
*محافظ عدن