هل يستطيع اليمن ضرب إسرائيل.. وماهي أبعاد تحذير قائد الثورة؟!
زين العابدين عثمان
في خطاب مفصلي هو الأول من نوعه ،قائد الثورة الشعبية سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفي ذكرى المولد النبوي الشريف وجه تحذيرا ساخنا لاسرائيل تضمن عدة محاور أساسية ومنها «أن اليمن اليوم أصبح أكثر قوة واقتداراً على خوض أي سيناريو عسكري ضد اسرائيل كما أن العسكرية اليمنية حاضرة بالفعل لتسديد الضربات الاستراتيجية نحو العمق الإسرائيلي في حال تورطت«حكومة نتنياهو»بأي حماقات عدوانية تجاه اليمن بالمستقبل”.
هذا التحذير والذي يعتبر استثنائياً في مضمونه وتوقيته وأبعاده خصوصا وأنه أتى من قائد الثورة نفسه وفي ظل توقيت فيه إسرائيل تحاول التموضع والبوح بما يكتنفها من رعب ومخاوف متصاعدة ازاء تعاظم القدرات العسكرية والتقنية التي وصل إليها اليمن ،فانه يعتبر نقطة فاصلة في موازين القوة وتغير في استراتيجية اليمن الدفاعية ضد إسرائيل التي انتقلت من المواجهة المعنوية الى المواجهة العسكرية المباشرة ضد اسرائيل .
“هل يستطيع اليمن ضرب إسرائيل”؟
لربما ان الجزئية الاكثر حضورا في سيلاً التساؤلات التي بدأت تطرح وخصوصا بعد تحذير قائد الثورة لاسرائيل هو «ما مدى قدرات اليمن وامكانيته العسكرية في توجيه الضربات نحو العمق الاسرائيلي؟، وماهي الابعاد الاستراتيجية المترتبة ؟ لذا وفي هذا السياق سنحاول ان نستعرض بعض اهم القدرات التي يمتلكها اليمن وهي التي تعتبر الاذرع النارية الطولى والمتمثلة في (القوة الصاروخية _وسلاح الجو المسير) مع ماتمتلكه من خصائص وقدراتها عملانية واستراتيجية:
والبداية “بالقوة الصاروخية الباليستية ”
التي اصبح اليمن يمتلك منها منظومات وأجيالاً حديثة ومتطورة جدا، حيث استطاعت دائرة التصنيع الدفاعية اليمنية في الفترة الماضية بفضل الله وتوفيقه من تطوير وانتاج عدد من المنظومات الباليستية البعيدة المدى «طراز سطح – سطح» التي في طليعتها صواريخ بركان H-2 الجيل الثاني التي تمتاز بمدى عملاني يصل الى 1200 كم وأيضا صواريخ بركان 3 الجيل الثالث والاحدث الذي يصل مداها من 1500 – 1800 كم والتي تم استخدامها في قصف العمق السعودي وبالأخص» منطقة الدمام» ،، كذلك صواريخ كروز المجنحة التي تم الكشف عنها في مؤتمر المتحدث باسم القوات المسلحة والمعروفة باسم قدس(1 (QODDS وهي التقنية الصاروخية المتطورة من طراز كروز التي لها مدايات عملانية استراتيجية تصل من 1000كم الى نحو 1700كم ..لهذا فهذه المنظومات تستطيع الوصول الى كل نقطة ضمن دائرة شعاع قطرها 3600 كم أي انها تستطيع تغطية مساحة دول الخليج الإمارات السعودية البحرين وقطر وغيرها ودول شرق القارة الافريقية كاثيوبيا واريتريا،والوصول الى ميناء إيلات الاسرائيلي في البحر الاحمر الذي لايبعد سوى 1700كم من اقرب نقطة في اليمن.
ثانيا »سلاح الجو المسير«
يمتلك اليمن منظومات متنوعة وحديثة من الطائرات دون طيار، فهناك طائرات ذات مهام قتالية هجومية وأخرى استطلاعية ومخابراتية وجميعها مزودة بالتقنيات المتطورة التي تجعلها ضمن الأجيال منافسة للطائرات دون طيار التي تصنعها الدول الرائدة ،وبالنسبة للقدرات والخصائص العملانية والتقنية، فقد كشف المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن دائرة الصناعات الدفاعية اليمنية انتجت طائرات دون طيار مهاجمة (انتحارية )لها مدايات عملانية تصل الى أكثر من 1800كم كطائرة صماد-3 وأيضا طائرات مقاتلة تعمل بمحركات نفاثة وتحمل روؤساً انشطارية كطائرة قاصف الجيل الثالث ،والذي تم استخدامها في عملية استهداف حقل البقيق وخريص النفطي بالعمق السعودي في 14 سبتمبر الماضي .
وبالتالي فاليمن وعبر هذه الطائرات النوعية البعيدة المدى ومنظوماته الباليستية المحلية الصنع أصبح لديه قوتين ضاربتين عابرة للحدود الاقليمية التي تستطيع أن تنال من أي نقطة في منطقة الخليج وأيضا الوصول الى أهداف حساسة بالعمق الاسرائيلي ،فإسرائيل لا تبعد سوى 2100كم من اليمن وهذه المسافة لم تعد تشكل مانعا عملانيا أمام الصواريخ الباليستية اليمنية والطائرات المسيرة من الوصول للجغرافيا الاسرائيلية وايضا قواعدها العسكرية المنتشرة في دول شرق افريقيا كقاعدة عصب الاريترية.
اسرائيل اليوم تعلم وتدرك حصرا أن اليمن لم يعد يمثل تلك الخطورة المحدودة كما هو حاله قبل بداية عدوان التحالف السعودي الاماراتي في مارس 2015 إذ أنه أصبح اليوم أكثر قوة وامكانات وأصبح لاعبا اقليميا له رقمه وثقله المتميز في موازين القوى الإقليمية، كما أن تحذير قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في خطابه بالمولد النبوي الشريف أتى ليؤكد أن اليمن مستعد وعلى جهوزية كاملة لخوض أي سيناريو عسكري مباشر ضد إسرائيل ومواجهتها بكل الوسائل الممكنة .