اغتيال «أبو العطا».. هل يبحث نتنياهو عن طوق نجاة؟

 

وكالات/
تزامن اغتيال أجهزة الأمن الإسرائيلية القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا (42 عاما) وزوجته، مع الأزمات الداخلية التي تعصف بإسرائيل، ومنها أزمة تشكيل الحكومة.
وفي ظل دعم جيش الدفاع وعملياته في قطاع غزة- الذي أعلن عنه رئيس تحالف «أزرق أبيض» بيني غانتس- يتكشف عمق التناغم في وجهات النظر الأمنية بين غانتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والاتفاق بينهما على السبل والآليات للتعامل مع هذه الجبهة.
ويتوقع محللون سياسيون وعسكريون أن تقرب الحرب على غزة بين قطبي المشهد السياسي الإسرائيلي، والدفع نحو حكومة الوحدة عبر شرح وبيان الوضع الأمني المعقد لإسرائيل، وهو أحد الأسباب الحقيقية لتشكيل مثل هذه الحكومة.
ويرى هؤلاء أن استمرار التعقيدات الأمنية والتصعيد في غزة- في حال استمر بضعة أيام- سيكون بمثابة طوق نجاة لنتنياهو، ومن شأنه أيضا أن يسهم في تذليل العقبات وتقديم التنازلات في سبيل تجاوز الخلافات حول تشكيل الحكومة، وتجنب انتخابات ثالثة للكنيست.
ويواجه نتنياهو اتهامات في ثلاثة ملفات أساسية كانت وحدة التحقيقات في الشرطة قد حققت معه بشأنها في العامين الماضيين، وخلصت إلى أن ثمة ما يكفي من القرائن لإدانة نتنياهو فيها.
أزمات وتعقيدات
وجزم المحلل السياسي داني زاكين بأن عملية اغتيال أبو العطا نفذت بدوافع أمنية، ورجّح أن تداعياتها على المشهد السياسي قد تقرّب تشكيل حكومة وحدة بالتناوب بين غانتس ونتنياهو، بموجب مقترح الرئيس.
ووفق زاكين فإن ذلك منوط بأن يقدم نتنياهو استقالته ويتنحى في حال وجهت إليه تهم بقضايا فساد، ولا سيما أن أحزاب «الحريديم» تعهدت بالاستقالة من الحكومة إذا اتهم نتنياهو بالفساد.
وعن دوافع إشعال نتنياهو جبهة غزة، قال زاكين لـ”الجزيرة نت” إن «رئيس الوزراء يسعى دون شك لتصدير أزمته الداخلية سواء على مستوى ملفات الفساد أو حتى تعقيدات تشكيل الحكومة، لكن اغتيال أبو العطا وبقرار من المؤسستين الأمنية والعسكرية كان مجرد مسألة وقت، كونه قنبلة موقوتة».
ووفق زاكين، فقد أجرى حزبا الليكود و”أزرق أبيض” مفاوضات سرية قبل أيام، كشف فيها غانتس ورفاقه من الجنرالات معلومات أمنية حول ما يحدث في جبهة غزة والتحديات الأمنية والوجودية التي تواجهها إسرائيل في ظل الظروف الإقليمية.
السياسي والأمني
ويتفق المحلل السياسي عكيفا إلدار مع طرح زاكين، ويتساءل: لماذا تصّدر اسم أبو العطا العناوين الإسرائيلية في هذا الوقت تحديدا؟ ألم يكن بإمكان الأجهزة الأمنية تأجيل عملية الاغتيال شهرا أو شهرين حتى تتضح الصورة بخصوص ملفات فساد نتنياهو؟
وقال إلدار لـ”الجزيرة نت” إن عملية أبو العطا تخدم أجندة سياسية لمن لديه مشاكل قضائية وصعوبات في تشكيل الحكومة.
ولا يستبعد إلدار أن يكون نتنياهو قد أطلع غانتس على عملية الاغتيال وتداعياتها حتى قبل تنفيذها، في جزء من التفاهمات وبناء جسور الثقة بين الجانبين، وهو ما من شأنه أن يؤدي لتشكيل الحكومة.
استهداف
من جهته أوضح المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» يوآف زيتون أن أبو العطا أول قيادي عسكري يتم اغتياله منذ 2014م، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول تصفيته مرات عدة لكنه فشل.
وقال زيتون إن أبو العطا نجا من محاولة اغتيال خلال العملية العسكرية «عمود السحاب»، كما تم قصف وتدمير منزله خلال عملية «الجرف الصامد»، وفي أبريل 2019م نشر الجيش الإسرائيلي صوره، في رسالة تحذير وتهديد للجهاد الإسلامي.
مسألة وقت
ورجّح المحلل العسكري للموقع الإلكتروني «واينت» رون بن يشاي أن اغتيال أبو العطا كان مجرد مسألة وقت، ولفت إلى أن إسرائيل لم تغتله لضلوعه في قتل إسرائيليين في سلسلة هجمات وعمليات مسلحة سابقا، وإنما بسبب سعيه لتنفيذ عملية في المستقبل القريب.
وكان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) صادق في سبتمبر الماضي على اغتيال وتصفية أبو العطا.
وقال بن يشاي إن القرار نفذ اليوم بعد اكتمال عملية الاستخبارات لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وفي ساعات الفجر أتت الفرصة لـ»قطع الرأس».
ورأى أن ما يشغل المؤسسة الأمنية في إسرائيل هو ما إذا كانت إيران وحزب الله سيفتحان النار على الجبهة الشمالية.
الخيارات العسكرية
ومع التركيز على الجبهة الداخلية والمواجهة مع الجهاد الإسلامي في غزة أوضح المحلل العسكري للموقع الإلكتروني «واللا» أمير بوحبوط أن أبو العطا استحوذ بنفوذه العسكري على مناطق واسعة في القطاع.
وأضاف أنه تفوق على سيطرة حماس في بعض المناطق، وغالبا ما كان يصطدم بمحاولات المخابرات المصرية لفرض تهدئة على الفصائل بالقطاع.
ونتيجة لذلك أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي التوصيات باغتيال أبو العطا، ولذلك فإن عملية الاغتيال ليست ذات دوافع سياسية.

قد يعجبك ايضا