الثورة نت/.
بعد أن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزارة الخارجية الأمريكية توجهت بطلب رسمي لسلطات كيان الاحتلال الإسرائيلي لتشكيل طواقم للبدء بتطبيق خطة التطبيع مع أنظمة خليجية سمح النظام الإماراتي لأول مرة، بدخول الإسرائيليين أراضيه بجوازاتهم الإسرائيلية دون أي ترتيبات خاصة، وذلك خلال مشاركتهم في معرض الابتكارات الدولية “اكسبو 2020” في الوقت الذي رفض فيه إصدار “تأشيرة دخول” لمفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، لحضور مؤتمر دولي.
وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية في تقرير لها أن الخارجية الأمريكية اطلعت على تفاصيل الخطة التي قدمها وزير خارجية كيان الاحتلال يسرائيل كاتس الشهر الماضي وطالبت بالبدء في تنفيذها.
وبينت القناة أن الخطة تقوم على أساس تطبيع العلاقات الاقتصادية والأمنية بين “إسرائيل” ودول خليجية على قاعدة استغلال المصالح المشتركة كما تشمل اتفاقاً بـ “عدم الاعتداء”.
يشار إلى أن خطوات التطبيع بين كيان الاحتلال وبعض الأنظمة الخليجية كالنظامين السعودي والإماراتي تطورت في السنوات الأخيرة حيث جرى الكثير من الزيارات واللقاءات المتبادلة تحت عناوين مختلفة من بينها الاقتصادية في حين وصلت قيمة التبادلات التجارية التي تتم في الخفاء بين الجانبين إلى أكثر من مليار دولار في العام الواحد وفق ما كشفه معهد توني بلير للتغيير الدولي في وقت سابق الأمر الذي دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الإشادة بهذه العلاقات مرات عدة واصفاً إياها بالمفيدة للغاية لكيانه.
كما لفتت القناة الاسرائيلية إلى أنه تم عرض الخطة المذكورة على وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن الذي زار كيان الاحتلال قبل نحو أسبوعين ورحب بها وطلب مزيداً من التفاصيل حول المقترحات الإسرائيلية في هذا الشأن.
وكان المفتي العام للقدس، قد أكد أن السلطات الإماراتية تعاملت معه دون المستوى الذي يليق بمكانته؛ إثر إصدارها تأشيرة دخول عادية له لأراضيها.
وقال “حسين” في تصريحات صحفية نشرت أمس إن الخارجية الإماراتية أصدرت له تأشيرة دخول إلى أراضيها دون المستوى، ولا تراعي الأعراف الدبلوماسية التي تليق بمفتي القدس.
وأكمل موضحاً: “قمنا بالرد رسمياً على هذه الخطوة الإماراتية، وطالبناهم بإصدار تأشيرة تليق بمكانة المفتي”، مشيراً إلى أنه لم يسافر إلى الإمارات بعد انتهاء الموعد وعدم إصدار التأشيرة المطلوبة.
وكان من المقرر أن يصل مفتي فلسطين إلى الإمارات، يوم الأحد الماضي، لكن عدم حصوله على تأشيرة حال دون ذلك.
وبدا من القرار أن الإمارات لا تعترف بالرجل ومكانة المدينة التي يمثلها، كما ألمح البعض ضمناً إلى أن سلطات أبوظبي تُسلم بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ديسمبر 2017، بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” وقراره لاحقاً بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قد كشفت عن سماح الإمارات للإسرائيليين بدخول أراضيها بجوازاتهم ودون حصولهم على تأشيرات مسبقة، وهو ما يعد تطوراً غير مسبوق بينهما.
وأكدت الصحيفة أن مجموعة من الإسرائيليين دخلوا خلال الأيام الماضية الإمارات؛ للمشاركة في معرض الابتكارات الدولية “إكسبو أبوظبي 2020″، دون أي ترتيبات خاصة.
ويقام المعرض الدولي -المصمم لعرض إنجازات الأمم- مرة كل خمس سنوات، ويستمر لمدة تصل إلى ستة أشهر، ويستقطب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، وسينطلق في إمارة دبي في أكتوبر 2020.
وأوضحت الصحيفة أن المشاركة الإسرائيلية في المعرض ستستمر ستة أشهر، وسيخصص لـ”إسرائيل” جناح خاص بالمعرض، تُستعرَض فيه الابتكارات والتقنيات الإسرائيلية الأكثر تقدماً وتطوراً .
وقالت الصحيفة إنّ إسرائيل رصدت له مبلغ 72 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.5 شواقل).
ورحب محمد خاطر، نائب مدير السياحة في إمارة رأس الخيمة، بالإسرائيليين من خلال قوله: “أهلاً وسهلاً، بروخيم هبائيم (أهلاً وسهلاً بالعبرية)”.
وأضاف للصحيفة العبرية: “الإسرائيليون يمكنهم زيارة إكسبو، وأعتقد أنهم- إن شاء الله- سوف يتمكنون من الزيارة أيضاً بعد المعرض”.
متابعا:”أعتقد أن الإسرائيليين سيأتون للزيارة حتى بعد المعرض، فالآن يزورنا قليل من الإسرائيليين، وسنكون سعداء لاستيعاب جميع السياح الإسرائيليين”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل والإمارات لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، فإن الدولتين تربطهما علاقات اقتصادية ويسمح للإسرائيليين بدخول البلاد إذا ما كانوا يحملون جواز سفر أجنبيا غير إسرائيلي أو باستخدام تأشيرة خاصة.
وقالت إن الإمارات العربية المتحدة اعترفت رسميا العام الماضي بمجتمعها اليهودي الصغير، كجزء من سكان دبي.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مصدر أمريكي مرتبط بالسلطات الإماراتية قوله “إن أبو ظبي لا تسعى لاجتذاب السياح الإسرائيليين فحسب، بل ترغب أيضا في استقطاب المبدعين والمبتكرين الإسرائيليين، ولهذا فإنه يتوقع أن تيسر السلطات الإماراتية عملية دخول من يحملون جوازات سفر إسرائيلية”.
وفي الشهر الماضي ، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن المشاركة في معرض إكسبو دبي “تعكس مكانة إسرائيل المتنامية، ليس فقط في العالم ولكن في المنطقة أيضا”.
وقال المسئول بوزارة الخارجية الإسرائيلية إلزار كوهين، والذي يتولى مسئولية الجناح الإسرائيلي في المعرض، لوكالة بلومبيرغ الشهر الماضي أنه زار دبي عدة مرات طوال نحو عام للإشراف على ترتيبات المعرض.
وأضاف كوهين إنه لم يواجه صعوبات كبيرة مع المنظمين حتى الآن بل أوضح أنه على العكس تماما: “نشعر بالاهتمام من جانبهم. إنهم يحاولون إعطاءنا شعورا بأن كل شيء طبيعي، وأننا مثل أي بلد آخر”.
وحققت دولة الاحتلال مع الإمارات قفزة كبيرة من التطبيع خلال السنوات الأخيرة، وهو ما مهَّد لزيارة وزير خارجية الاحتلال الرسمية لأبوظبي، رغم أن الأخيرة لا تعترف رسمياً بدولة “إسرائيل”.
وفي مارس الماضي، دعا وزير دولة النظام الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
وكشفت دولة الاحتلال، مؤخراً، عن تفاصيل مشروع السكك الحديدية الإقليمي الذي طرحه وزير خارجيتها على مسئولين إماراتيين خلال زيارة له لأبوظبي؛ بهدف “تعزيز السلام الإقليمي ورفع حجم التجارة في المنطقة”.
ونشرت وزارة خارجية الاحتلال، في 25 يوليو، على حسابها باللغة العربية بموقع “تويتر”، فيديو يُظهر تفاصيل الخطة، التي قالت إنها “مبادرة خارقة، هدفها ربط البحر المتوسط بالخليج العربي من خلال مد سكك حديدية”.
وضمن العلاقات المتنامية بين الإمارات ودولة الاحتلال فتحت إسرائيل مكتب تمثيل في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في عام 2015، من أجل النهوض بالابتكارات التكنولوجية بين البلدين.
وأعلنت الحكومة الإماراتية هذا العام بناء معبد يهودي في البلاد ضمن إعلانها اختيار العام 2019 “عاما للتسامح”.
جدير بالذكر أن عدة تقارير غربية ذكرت في أكثر من مناسبة أن دولاً عربية من بينها السعودية والإمارات تقف بقوة خلف “صفقة القرن”، التي تعدها الإدارة الأمريكية الحالية حول خطة سلام مرتقبة للشرق الأوسط.
ويتردد أن الصفقة تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح “إسرائيل”، خاصة بشأن وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة، علماً أن الشق الاقتصادي من الخطة كان كشف عنها مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، خلال مؤتمر استضافته العاصمة البحرينية، المنامة، يونيو الماضي.