عشرون عاما◌ٍ تمر لتلج الجمهورية اليمنية عاما◌ٍ جديدا◌ٍ ومرحلة جديدة عنوانها المستقبل كأولوية قصوى لاستكمال أسس الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق التطور الديمقراطي الذي سيشهد العام القادم أحد استحقاقاته الهامة بإجراء الانتخابات التشريعية بالتوازي مع المزيد من الإنجاز التنموي لمواصلة ما تحقق خلال 20 عاما◌ٍ من التحولات الشاملة والتي صارت بشواهدها الماثلة على أرض الواقع أبلغ رد على من يريد الوحدة “شور وقول”.
عشرون عاما◌ٍ رسخت في الأذهان عملا◌ٍ متفردا◌ٍ حين أدهش اليمنيون العالم بإعادة وحدتهم المباركة ولا يزال هذا العالم ينظر إلى تجذر هذا الإنجاز في وعي الناس يوميا◌ٍ بمزيد من الإعجاب والمساندة والدعم .. إنه إنجاز يتبدى في أشكاله المادية والمعنوية ليعطي معنى واحدا◌ٍ لاغير وهو أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى لكونها مولودا◌ٍ طبيعيا◌ٍ خرج إلى الحياة من رحم معاناة شعب انتصر لحقه في الحرية والنماء بعد كفاح مرير وتضحيات جسام وقوافل من الشهداء.. ليولد عشية إعادة الوحدة اليمنية وغداتها جيل نمى وترعرع وشب وأضحى فرعا◌ٍ من أفرع شجرة اليمن التي كبرت وصارت تظلل الخارطة من صعدة إلى المهرة¡ جيل شاب هو جيل الوحدة وتفكيره ورؤاه نتاج وعي جمعي صاغته تجربة ثرية تجذرت الآن على كل الص◌ْعد ليصبح هذا الجيل يتنفس هواء نقيا◌ٍ بنقاء اليمن الواحد الموحد وهو على استعداد لأن يضحي بكل غال ونفيس من أجل الحفاظ على هذا الوطن سليما◌ٍ معافى من أدران وشوائب مرضى النفوس الذين فضلوا العيش كأقزام على أن يكبروا بكبر وطن الثاني والعشرين من مايو لقد أدرك هذا الجيل أن حاضره ومستقبله مرتبط ارتباطا◌ٍ مباشرا◌ٍ بالحفاظ على وحدته ومنجزات ثورته الخالدة “26سبتمبر و14اكتوبر” وأنه لا خيار أمامه سوى هذا الخيار وفي ذلك رسالة واضحة لكل من انحرف عن جادة الصواب وضل الطريق السوي مفادها أن اليمن اليوم هو أقوى من أن تناله خفافيش الظلام التي لا تقوى على الحركة في النور فتلجأ إلى الظلام لكي تستر عورات فجورها وخبثها وأحقادها على هذا الوطن.
منافقون ودجالون ومغرورون من يظنون أنهم بإثارة النعرات والترويج لمشاريعهم الصغيرة سيتمكنون من بلوغ أهدافهم الدنيئة غير مدركين أن جيلا◌ٍ وحدويا◌ٍ وفي كل المواقع قد نشأ وترعرع في كنف الوحدة ولا يستطيع أحد ابتزازه أو الالتفاف على ثقافته الوطنية لإيمانه أن من يبيع وطنه مقابل ثمن بخس لن يعوزه أن يبيع أي شيء¡ وأن من لم يتعلم الدروس التي مر بها في ماضيه يصعب عليه أن يتعلم بين عشية وضحاها دروس الحاضر بعد أن أعمى الله بصره وبصيرته ليغدو كالغريق لا يعلم بأية قشة يتسلق. إن منطق الأمور يقول أن هذا الجيل الذي جاء من رحم الوحدة هو من يتمثل تضحيات الآباء¡ ليحولها إلى زاد ينير دربه والطريق التي يسير عليها ليصل بالوطن إلى شاطئ الأمان ومستقبل أزهى وحياة عامرة بالرخاء والنماء والأمن والأمان.
وحين يراهن الخطاب السياسي على هذا الجيل¡ ويشير فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يوميا◌ٍ إلى المسؤوليات التي يتعين على هذا الجيل أن يضطلع بها¡ فلقناعته الصادقة أن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وأن الوطن لن يحميه سوى هذا الجيل المفعم بالحيوية وثقافة الوحدة كما هو حال جيل الثورة الذي صنع المعجزات وقدم التضحيات تلو التضحيات من أجل بلوغ هذه الثورة أهدافها التي كانت مصدر إلهام لكل أبناء الشعب اليمني.
لقد احتل شباب الوحدة حيزا◌ٍ كبيرا◌ٍ في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية¡ وحيزا◌ٍ واسعا◌ٍ في برنامج الحكومة¡ كما أنه يتصدر توجهات الخطاب الرسمي¡ مما يدل على صور الاهتمام المتعددة لتنشئة هذا الجيل ذهنيا◌ٍ وجسمانيا◌ٍ الأمر الذي يعني تماما◌ٍ أن هذا الجيل صار المعني بالرد على الحاقدين والمتآمرين وإسقاط نواياهم الخبيثة ويقينا◌ٍ أن هذا الجيل سيكون في مستوى الثقة به.. ويقينا◌ٍ أن وحدة يحميها شعب بأكمله وفي المقدمة ذلك الجيل الذي نشأ في كنفها وخيرها وتولدت لديه إرادة وطنية عالية تجعله أكثر وعيا◌ٍ بمرامي تلك التعبئة التحريضية ومآرب الأصوات الناعقة بالخراب والتي عادة ما تسبح عكس التيار وإسكات هذه الاصوات النشاز وإخراس ألسنتها ونعيقها الكرية لتكون عبرة لمن يعتبر.
Prev Post
Next Post