دمشق/وكالات
على خط الحدود السورية التركية، ترتفع اصوات الاليات العسكرية المتجهة لتثبيت نقاطها، ضجيج وقع الجنود السوريين غاب عن هذه الجبهات بعدد سنين الحرب، وعاد الجيش السوري بعملياته لينتشر، هناك شمالأ وشرقاً، عابراً القامشلي شرقا بمسافة تقدر بأكثر من 60 كم، مع تثبيت نقاطه من القامشلي إلى المالكية، في خطوة تعتبر الابرز في سياق انتشار الجيش في ظل استمرار الدوريات الامريكية في تلك المنطقة، وسعيها لإقامة قواعد جديدة، بالإضافة الى نشر جنودها في آبار وحقول النفط والغاز.
آليات ثقيلة ومدافع وعتاد عسكري، ومئات الجنود نفذوا هذا الانتشار للجيش السوري، والذي جاء لتأمين المنطقة في الريف الشرقي لمدينة القامشلي، والتي تضم عدة نقاط ومخافر حدودية، لوقف التهديدات التركية، وأي عمل عسكري يهدد الاراضي السورية من تلك الجهة، الانتشار اكتمل بشكل ملاصق للحدود تماماً، في ظل استمرار القوات الامريكية بتسيير دوريات في المنطقة الشمالية الشرقية من محافظة الحسكة، وتحديدا في المنطقة الممتدة بين دير غصن ومعبر سميالكا النهري غير الشرعي مع العراق، وجولات اضافية للعسكريين الامريكيين على حقول النفط والغاز في المنطقة، في مناطق متعددة ابرزها بين منقطة الشدادي والحدود العراقية، ومنطقة هجين، والتركيز على مناطق الرميلان والمالكية، كون تلك المناطق تحوي ابار نفط وغاز، وترجح مصادر خاصة بقناة العالم انها المرشحة للانتشار الامريكي الجديد في ريف الحسكة.
مصادر خاصة لقناة “العالم” اكدت ان نشاط القوات الامريكية، يأتي في اطار اعادة الانتشار في المنطقة، وتحديدا في محيط حقول النفط، وان الاعتقاد انه مجرد دوريات لاثبات الوجود غير صحيح، والدليل على ذلك اعادة التمركز في قواعد قديمة، والعمل على انشاء قواعد جديدة في المنطقة، يترافق ذلك مع الانسحاب الكلي من ريف حلب الشمالي وريف الرقة، لتركيز جهود تلك القوات حول حقول النفط”.
بالطبع تأتي تلك التحركات بنظر المصادر كصفقة استقدمت من اجلها واشنطن جنودها على الارض، لاحداث جدار صوت سياسي، لضمان التشويش على انتشار الجيش السوري في المناطق، ومحاولة عرقلة تنفيذ اتفاق سوتشي بين الروسي والتركي.
ذلك كله متلازم مع التركيز على محافظة دير الزور، التي اكدت المصادر الخاصة ان القاعدة الاولى التي يعمل الامريكي على التمركز فيها هي في بلدة الباغوز الشرقي، على مقربة من الحدود العراقية، في حين ستكون القاعدة الثانية داخل اللواء 113 في منطقة الشهابات، وتمركز آخر في بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي. واضاف المصدر ان معلومات شبه مؤكدة تتحدث عن بناء قاعدة امريكية كبرى في منطقة تتوسط حقول التنك والعمر وكونيكو بريف دير الزور، والتي تعتبر من اكبر حقول وآبار النفط السورية على الاطلاق .
هذا التحرك الامريكي على مساحة جغرافية واسعة، وبالذات في محافظة دير الزور، يمكن فهمه على انه جزء من منظومة التنافس الدولي في تلك المنطقة، حيث تعتبر محافظة دير الزور محور مهماً في الجغرافيا السياسية والعسكرية على مستوى كل سوريا، لعدة اسباب، يمكن تلخيص ابرزها، بكونها المحافظة الحدودية مع العراق وفيها معبر البوكمال الحدودي، الملاصق لمحافظة الانبار العراقية، وغنى تلك الارض بالموارد الطبيعية، ويعتبر احتياطي النفط فيها هو الاغزر، وهذا يفسر قرار الرئيس الامريكي ترامب، الذي شدد على بقاء قوات بلاده في محافظة دير الزور وقاعدة التنف، فما يسعى اليه الرئيس الامريكي هو الاستمرار كرابح في معادلة الحرب على سوريا، ضمن مفهوم اقتصادي بحت، ويستغل بذلك امل جماعة قسد بعودة الدعم الامريكي لهم، في ظل التطورات المتسارعة في شمال البلاد.
إن محافظة دير الزور بكافة مواردها الطبيعية، سيكون لها دور مهم في تحديد مستقبل العلاقات الدولية، وتحديدا بين اقطاب السياسية في العالم، وان تضارب المصالح واهداف الفاعلين على الارض في تلك المنطقة، لن يقلل من اهمية الحالة المحورية للمحافظة، ولن يستمر او يطول قرصنة الامريكي للنفط السوري، ولن تنفع القواعد في الجغرافيا السورية، بحسب المعطيات التاريخية لتواجد الامريكي في اي منطقة من العالم.
من جانب آخر قالت وكالة سانا إن اللجنة عقدت أمس جلستي عمل صباحية ومسائية تتخللهما استراحة، مشيرة إلى أن جلسات اللجنة كانت مغلقة أمام الإعلام.
وعقدت اللجنة أمس الأول جلستين حيث أعلنت مصادر مقربة من الأمم المتحدة أنه تم اعتماد جدول أعمال هذه الدورة من أعمال اللجنة والمقترح من قبل الوفد المدعوم من الحكومة السورية.
يشار إلى أن اللجنة المصغرة مؤلفة من 45 عضوا بواقع 15 عضوا للوفد المدعوم من الحكومة السورية و15 عضوا لوفد الأطراف الأخرى و15 عضوا لوفد المجتمع الأهلي.
واتفقت الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور يوم الجمعة الماضي على أعضاء اللجنة المصغرة وأقرت ورقة مدونة السلوك والإجراءات التي تحكم عمل الهيئتين الموسعة والمصغرة.