اكتست صنعاء حلة خضراء
إكرام المحاقري
لم يتبق إلا القليل لقدوم ذكرى يوم مولد النور النبي الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله، وهاهي العاصمة صنعاء تستقبل الذكرى بحلة خضراء زاهية لها بريق نوراني وعطر محمدي وعبق يماني، فمن صنعاء الإباء إلى صعدة الصمود إلى ربوع اليمن الحبيب، للنبي محمد مكانة عظيمة تجسدت معانيها في مواقف الشعب اليمني نحو نبي الرحمة، فلتزدهي يا صنعاء إنه يوم عيد..
صنعاء اليوم بحلتها الدينية قد خطت الرسائل لكل من يتعامل مع هذه المناسبة العظيمة بدون اهتمام، فحلة صنعاء ليست إلا حبا وتصديقا وتمسكا وتعظيما وتقديسا لمحمد ورب محمد ورسالة محمد؛ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”..
هناك من ينظر إلى صنعاء وما حولها بعظيم الوقار والتعزير، وهناك من مريضي النفوس من ينظرون إليها بأنها بدعة، فهل حقا بأن المبتدعين هم من يتأسّون بنبيهم ويجلوا ذكراه؟!!
مفارقات عجيبة طابعها ديني وسياسي تصب في مصلحة أعداء الأمة ونبيها، ومن هنا تتجلى حقائق منهم أهل المناطقية والمذهبية ومنهم أصحاب المنطق القرآني ذو التوجه نحو وحدة الكلمة والرأي والاعتصام بحبل الله تحت لواء الأنبياء منذ خلق الله آدم إلى يومنا هذا..
أرادوا للأمة الضياع، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فقد كرهوا للمسلمين الاحتفاء بمولد نبيهم بينما أردوا لهم ورغبوهم في إحياء مناسبات هي رضى للشيطان واستخفاف بالعقل المسلم كعيد الكريسماس ورأس السنة وعيد الحب وغيرها من المناسبات الخارجة عن إطار الدين بشكل عام، لكن الالتفات إلى الدين أصبح بالنسبة للمخدوعين بدعة!! وتزيين الطرقات والمنازل تبذير، ويأتي الدور بالعذر بأن الفقراء أولى بذلك إلى غيرها من الافتراءات التي ظاهرها النصح وباطنها البغض والحسد.
نعم، فقد كاد الشيطان كيده ونفث سمه، لكن أهل اليمن هم أرفع من أن يسقطوا في مستنقع التشكيك، فمحمد يجري في دمائنا جهادا وصمودا وأسوة حسنة، فقبل أن تكتسي العاصمة صنعاء حلتها الخضراء فقد أكتست قلوبنا حلة خضراء زاهية هي هداية وبصيرة ودراية وثقافة قرآنية أصيلة اعتززنا بها بعزة محمد ورب محمد “العزة لله ولرسوله وللمؤمنين”
نعم.. فلتزدهي يا صنعاء إنه يوم عيد.