سياسيون جنوبيون لـ”الثورة ” : “اتفاق جدة” لذر الرماد في العيون ونحن أمام مرحلة أشد خطورة من ذي قبل

 

• محافظ عدن : ما عجزت السعودية عن تحقيقه منذ عقود تريد تحقيقه في ظل هذا الانفلات الذي يشهده الجنوب
• محافظ لحج : ما يجري الآن من اتفاقات وتفاهمات بين طرفي الارتزاق ليس إلا إخراج تحالف العدوان من مسؤولياته

لا أفق للحل أو للاتفاق بين طرفي الارتزاق المتناحرة في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة ، مع تبادل للأدوار بين قوات الاحتلال الإماراتي سعودي وإحلال طرف بدلا عن آخر .
تقول الإمارات إنها غادرت عدن وسحبت قواتها المتواجدة هناك إلا أنها لم تمض سوى ساعات حتى وصلت قوات المحتل السعودي بعتادها وأسلحتها الثقيلة الى عدن لتحل محل القوات الإماراتية المغادرة ،، أسئلة تطرح نفسها على الواقع الجنوبي اليوم ما المصير الذي ينتظر ابناء المحافظات الجنوبية المحتلة في ظل المستجدات الأخيرة التي تشهدها عدن والمحافظات المحتلة.

الثورة / مصطفى المنتصر

البداية كانت مع محافظ عدن طارق مصطفى سلام والذي بدوره حذر من خطورة الأوضاع التي ستؤول إليها عدن جراء تزايد الأطماع عليها وعلى المحافظات الجنوبية المحتلة من قبل قوى العدوان والاحتلال وبمساندة قوى ارتزاقية منحلّة من الأخلاق والقيم وتحرض على تدمير أوطانهم واحتلالها مقابل حفنة من المال المدنس يحصلون عليها .
واضاف سلام : المحتل اليوم لا يختلف عن غازي الأمس الذي يدعي بمغادرته عدن السيناريو مختلف لكن الهدف واحد وهو إخضاع اليمن واركاعها وبقائها تحت رحمة العدو وقتل شبابها وهدم تاريخها وبنيتها التحتية واستنزاف الثروات وتسخيرها لمصالحهم الأطماعية الدنيئة كل ذلك ومرتزقة العدو لا يجرؤون ان يحركوا ساكناً أمام أيّ انتهاك يحصل أو إهانة بحقهم بل يخضعون بشكل مهين ومذل لكل أوامر المحتل وقراراته .
وأشار سلام في حديثه الى التحركات السعودية الاخيرة ، وتموضعها العسكري في مدينة عدن، حيث تسلمت قيادة «غرفة التحالف العدواني» في المدينة والمطار، وعدد من المواقع والمؤسسات التي كانت تتواجد فيها قوات إماراتية منذ أربع سنوات، وتم أرسال قوات سعودية، تساندها أخرى سودانية، إلى قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج لأهداف تتعلق بأطماع السعودية التوسعية في اليمن واستكمال مسلسل النهب والقتل والتشريد الذي مارسته الإمارات من قبل بحق أبنائنا في عدن والجنوب المحتل .
وقال سلام : ما عجزت السعودية عن تحقيقه منذ عقود من احتلالها وسيطرتها الكاملة على محافظات جنوبية بعينها تريد اليوم أن تحققه وفي ظل هذا الانفلات التي تشهده تلك المحافظات ، تحاول المملكة العودة إلى تحقيق تلك المطامع التوسّعية القديمة بموجب اتفاق جدة الذي رعته الرياض أخيراً بين حكومة الارتزاق وما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، والذي يمنح الرياض حق التدخل الكامل في شأن تلك المحافظات أمنياً وعسكرياً الأمر الذي يبعث على القلق من أن تسعى السعودية إلى هدم معالم وتاريخ تلك المحافظات وجرف هوية ابنائها المسالمين بطبيعتهم وزرع بذور التفرقة والاقتتال حتى تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة وتحقيق رغباتها الدموية والسلطوية القبيحة .
وقال سلام : عدن يحكمها الفوضى وما آلت إليه الأوضاع يجعلنا نقف أمام تحدِ كبير كوننا نحمل هم وطن ونحرص على وحدة أراضيه وسلامة أبنائه ويتطلب منا جميعا أن نستشعر حجم هذه المسؤولية الوطنية التي تتوجب علينا انتشال الوضع في عدن من قبضة المحتل ورفع المعاناة عن أهلنا هناك .
ولاشك أن المفارقات بين احتلال الأمس واليوم هو اختلاف الأدوات وتنوع أهدافها إلا أن الهدف الأسمى يتجلى في زعزعة الاستقرار والاستحواذ على المكتسبات والموارد الهامة للبلد والسيطرة على الممرات والموانئ ناهيك عن الشرخ الكبير الذي يتركه المحتل على المستوى الثقافي والاجتماعي للمجتمع وخطورته على النسيج العام بما يشكل خطراً كبيراً على حياة وواقع المجتمع ومستقبل الأجيال القادمة الذي هو مهدد أيضاً بالدمار كونه تأسس في ظل ثقافة غربية تبنى على الكراهية والهدم والدمار وتنال من أواصر المحبة والسلام بعيدة عن الولاء للوطن.
عن ذلك يتحدث محافظ لحج الشيخ احمد جريب عن مستجدات الاحداث في الجنوب وحقيقة انسحاب المحتل الإماراتي وترحيب مرتزقة العدوان بهذه الخطوة معتبراً أن ما يحدث الآن هو استحداث لمعارك أشد ضراوة من ذي قبل بعد أن فرغت الإمارات وجودها واحلت مملكة الشر بدلاً عنها وهو ما سينعكس على واقع الأمر بخطورة اشد من ذي قبل كون الإمارات ستعزز دعم مرتزقتها عن بعد وتمكنهم من استهداف قوات هادي والإصلاح بطرق غير مباشرة يضع الإمارات بعيدا عن الإحراج أو الاتهام وهو ما يفاقم من خطورة المرحلة المقبلة على مستقبل الأوضاع الأمنية والإنسانية في الجنوب المحتل .
وأكد جريب على ان ما يجري الآن من اتفاقات وتفاهمات بين طرفي الارتزاق ليس إلا إخراج التحالف من اتهام قد يوجه لهم فيما سيحدث من دمار وخراب ودماء أبرياء تسفك وسيكون القتال يمنياً بين طرفي مرتزقة لا يحملون أيّ هدف أو قضية سوى يقاتلون من أجل تحقيق اهداف المحتل على حساب كرامة وعزة شعبنا اليمني الصابر وهو ما يتطلب وقوف ابناء الجنوب ككل في وجه قوى الاحتلال ومرتزقتهم الاذناب الذين يريدون هدم تاريخ وحضارة وطننا الحبيب ونهب ثروات شعبة .
جريب أشار الى أن تداعيات الاتفاق في أوساط الجنوبيين اليوم سلبية وهم يعرفون نتائجه مسبقا ولا يحتاجون لتجريب المجرب وقد سبق وان حدثت اتفاقات وتفاهمات سابقة الا انها لم تثمر ولم تنحح كونها فارغة من مضمونها الأساسي ولا يوجد لهم أيّ هدف أو قضية مشروعة يتفقون عليها سوى المال المدنس فيما أبناء الجنوب اليوم ينتظرون عودة الخدمات والدولة الى وطنهم بعدما سلبهم المحتل ابسط حقوقهم واستنزف ثرواتهم وقتل ابناءهم بصورة رخيصة لم يسبق لها مثيل .

قد يعجبك ايضا