مع صاحب المشروع الرسالي
عبدالله الاحمدي
تحتفل الأمة الاسلامية بمولد صاحب أعظم مشروع كوني الكل مبتهج عدا قلة من خوارج الأمة ينكرون هذه المناسبة بغير علم أو هدى، أو كتاب منير.
الاسلام هو أعظم مشروع للعرب ، وقبله كانوا عبارة عن شراذم رعاع يتبعون هذا، أو ذاك من الاقوياء في الأرض، كما هم عليه اليوم.
المشروع الرسالي المحمدي حمل في طياته بناء أمة حضارية، وتوحيدها على كل المستويات، وأوجد حلولا لإشكاليات العصر في كل مجالات الحياة. إنه تنظيم متكامل لكل شؤون الحياة. قابل للتطور والتجديد. والقرآن نص مفتوح على الحياة ، وأهم ما انجزه المشروع الاسلامي في عهد المصطفى هو مسألة العدالة والحرية ، وبالذات حق المرأة التي كانت عبارة عن سلعة ، أو جارية، أو أمة ( عبدة) تباع في أسواق النخاسة.
لقد فتح الاسلام بابا لإلغاء الرق والعبودية وتحرير الانسان من الاستغلال، وربط ذلك بمسألة التنظيم الاجتماعي وبالمثوبة في الآخرة ( تحرير رقبة ).
لقد كان المشروع الاسلامي ثورة غيرت وجه التاريخ، ونقلت الانسان الى مرجلة من التطور والتنظيم والحقوق والحريات.
المؤسف في الأمر هو الانقلاب على هذا المشروع ومحاولة الانحراف به عن مضامينه الاجتماعية من قبل قوى الاستبداد والتسلط والهيمنة الجاهلية التي انقلبت على الاسلام، والمتمثلة حينها بجماعات الارتداد الأموي التي فتكت بقوى الاسلام الحقيقة التي رفعت دعائم المشروع ونشرته في أنحاء الارض، ومازالت قوى الردة والاستبداد مستمرة في حربها على الاسلام الرسالي المحمدي والمسلمين الاحرار حتى اليوم.
ومنذ ذلك الانقلاب والأمة تسير في مجاهل التيه والتشرذم ، وكلما قامت دعوة، أو ظهرت شخصية، أو مصلح، أو مجدد لإعادة قاطرة المشروع الاسلامي الى جادة الصواب انبرت لها قوى الاستبداد والهيمنة والارتداد بالحروب والقتل والتصفيات والتشويه.
الغرب الامبريالي الذي لا يريد للإسلام عودة تلقف مشاريع الاستبداد، وصنع جماعات اسلامية لمحاربة الاسلام باسم الاسلام؛ فالمخابرات البريطانية صنعت الاخوان والوهابية النجدية، والمخابرات الامريكية صنعت داعش والقاعدة، وكل هؤلاء يذبحون الاسلام والمسلمين باسم السنة والجماعة. وتقوم امريكا برعاية هذه الجماعات لتنفيذ أجندة ضرب الاسلام الرسالي المحمدي الثوري التحرري حتى لا تقوم له راية وباسم الاسلام يحرقون الحرث والنسل ويصطفون في جبهة أعداء الاسلام من يهود وصهاينة ومستغلين.
حال الأمة لا يسر؛ مسلم يقتل مسلم، واستباحة للدماء والاعراض ،وتهتك للنسيج المجتمعي تحت شعار حماية الطوائف والجماعات كل ذلك نتيجة للابتعاد عن الإسلام المحمدي ورسالته الكونية.
كل قوى الشر والهمجية اصطفت لمحاربة الاحرار في اليمن ، لا لشيئ إلا لأن اليمنيين رفضوا الوصاية والاذلال وانتهجوا خط المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله في الحرية والعدالة والاستقلال والسيادة والمساواة التي ارسا دعائمها المصطفى بحديثه الشريف: ( كلكم سواسية كاسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) ( وكلكم لآدم وآدم من تراب ).
قوى الهيمنة الامبريالية والاستعمار ومعها الرجعية العربية لا تريد للعرب والمسلمين تحررا، فقد حاربوا كل المشاريع التحررية؛ الوطنية والقومية والاشتراكية والاسلامية.
الأحرار في اليمن يحيون هذه المناسبة بكل حفاوة وهم على ثقة بالنصر المبين ومعهم رب العالمين.
وصلوات وسلام على سيد المرسلين محمد الصادق الامين وآله الاخيار وصحابته المنتجبين.