طبيعة العلاقات اليمنية الإيرانية

 

 زيد البعوة
اليمن دولة عربية مسلمة حرة مستقلة لا تقبل بالوصاية والهيمنة الخارجية من أي طرف كان، ومن الطبيعي جداً في مثل هذه الظروف التي يمر بها اليمن خلال هذه السنوات في ظل العدوان الأمريكي السعودي ان تحصل حالة تباين وتشكيك وتمييز في معرفة العدو من الصديق خصوصاً ان دول تحالف العدوان صنعت لها مبررات وهمية وحجج واهية في عدوانها على الشعب اليمني الى درجة انها شككت في عروبة اليمنيين وانتمائهم للإسلام، ولفقت الكثير من التهم الباطلة حتى تصنع حالة من الزيف في أوساط المجتمعات وتبرر عدوانها وجرائمها، وسعت الى تصوير ما تقوم به من طغيان واستعمار انه تحرير، وعمدت الى تصوير الصراع انه إقليمي عربي واسلامي سياسي وطائفي مع ان الحقائق اثبتت انه استعمار خارجي تقوده أمريكا وإسرائيل وينفذه آل سعود وعيال زايد ومرتزقتهم منذ بداية العدوان على اليمن عام 2015 ، ودول تحالف العدوان تتهم الشعب اليمني انه إيراني فارسي مجوسي، وعندما تم تعيين سفير لصنعاء في طهران استغل الأعداء ذلك وجعلوا منه دليلاً على مبرراتهم السخيفة مع انهم يعتدون على الشعب اليمني بشكل واضح وصريح جنباً الى جنب مع امريكا وإسرائيل، ولأن المعركة مع العدوان شاملة سياسية وإعلامية وفكرية وثقافية واجتماعية فأن العدوان يستغل أي تحرك او توجه ويشغل وسائله إلإعلامية للتشكيك والتضليل وتزييف الحقائق.
من الغباء والسطحية والسذاجة ان يأتي الأعداء ليحددوا لنا طبيعة وأنواع العلاقات سواء بشكل مباشر او بشكل غير مباشر، وان يحرموا علينا العلاقات مع المسلمين ويحللوا لنا العلاقات مع اليهود والنصارى، ومن الخزي والعار ان نسمح للأعداء ان يصنعوا مساحة في انفسنا لتقبل ما يريدون الوصول اليه في صناعة عدوات وصداقات تتوافق مع أهدافهم ورغباتهم من خلال ما يروجون له في وسائل اعلامهم ومنابرهم المضللة، يجب ان نكون اذكياء على ارقى ما يكون في تحديد مسارنا في ما يتعلق بمعرفة العدو من الصديق بعيداً عما يسعى اليه الأعداء ووفق ما ارشدنا اليه الله في القران الكريم ومن خلال المعطيات والتوجهات والمشاريع والأهداف والاحداث التي تحصل اليوم في الساحة العالمية نستطيع التمييز ونستطيع الاختيار.
قبل حوالي 40 سنة قامت الثورة الإسلامية في ايران وطردت الأمريكان والصهاينة من طهران وجعلت السفارة الصهيونية سفارة لفلسطين عكس البعض من العرب، وقامت ايران بدعم فلسطين ودعم لبنان ودعم قضايا الأمة كواجب ديني وشرعي إسلامي بعيداً عن النزعة الاستعمارية والاهداف السياسية، وايران هي من اقوى المعارضين والمناهضين للعدوان على اليمن لهذا من الطبيعي جداً ان نسعى إلى تعزيز علاقتنا بها سياسيا واقتصادياً وحتى عسكرياً وامنياً، لما لا وايران هي عدو أمريكا وعدو إسرائيل اللدود وليس لها أي مواقف عدائية تجاه الشعب اليمني.
وايران دولة إسلامية لها مواقف مشرفة في خدمة قضايا الأمة واعمال عظيمة في مناهضة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف الإسلام والمسلمين، لهذا من غير المنطقي ان يأتي البعض ليقول لليمنيين لا يجوز لكم ان تعززوا علاقاتكم بالإيرانيين المسلمين في الوقت الذي هم فيه ينبطحون ويجعلون من انفسهم احذية وجسورا لخدمة اهداف الأمريكان والصهاينة الاستعمارية في بلداننا العربية والإسلامية.
من الطبيعي ان يحصل امتعاض وغضب في اوساط الكثير من العملاء والخونة وقاصري الوعي والمرضى والحاقدين من أي تقارب بين اليمن والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأن الأمريكان والصهاينة عمدوا خلال السنوات الماضية على تشويه صورة إيران في أوساط المجتمعات العربية والإسلامية، وحاولوا ان يصنعوا منها عدواً حقيقياً للإسلام والمسلمين بدلاً من أمريكا وإسرائيل الذين يشكلون خطراً حقيقياً على هذه الأمة من خلال منابر التضليل والتدجين والانحراف ووسائل الإعلام والاستخبارات والعمل على حرف بوصلة العداء والولاء من الصح الى الخطأ ومن الحقيقة الى الوهم، وقد استطاع أعداء الأمة الى حد الآن ان يصوروا في اذهان الكثير من الناس ان ايران هي اخطر من أمريكا وإسرائيل، بينما الواقع يثبت العكس من خلال الأعمال والمواقف والأحداث والمتغيرات.
علاقة اليمن مع ايران شخّصها السيد عبد الملك حفظه الله بشكل دقيق وقال انها علاقة ايمانية اخوية دبلوماسية تجمعنا مواقف وقضايا واحدة في مقدمتها مناهضة المشاريع الأمريكية والصهيونية التي تستهدف الإسلام والمسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين ومواجهة مشاريع الأمريكان والصهاينة التي تستهدف الأمة بشكل عام وهذه هي طبيعة العلاقات اليمنية الإيرانية.

قد يعجبك ايضا