الثورة/ ..
الحمد لله القائل (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) صدق الله العظيم، اليوم الثلاثاء الموافق 29 أكتوبر، هو غُرَّة ربيع الأول ، وقد أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين في اتصال مع (الثورة) ، أن اليوم هو أول أيام شهر ربيع الأول 1441 هـجرية، وبهذه المناسبة نهنئ جميع المسلمين في كل أنحاء العالم، سائلين من الله أن يجعل منه شهر الخير والنصر والفرج للمسلمين، وشهر الوحدة والتآخي والعودة إلى الدين الإسلامي الحنيف.
ومع حلول أول أيام ربيع الأول تطل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ففي الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، جاء إلى الدنيا أعظم رسل الله ونعمه على عباده، هي بشرى النبوّة طافت كالشذى سحرا، ففاضت الدنيا بالنور النبوي المتجلي في سماوات الله وأرضه، وبهذه المناسبة العظيمة من عظم ومنزلة صاحبها صلوات الله عليه وعلى آله، يستعد اليمنيون في ربوع البلاد وطولها وعرضها، لأكبر لوحة بشرية احتفاءً ووفاءً والتزاماً وتأسّياً بخاتم الأنبياء، سالكين طريق الأنصار الأُلى الذين نالوا شرف السبق والفضيلة ، فآوَوْا وَنَصَرُوا واستحقوا أن يكونوا خير أهل ودار لأعظم البشر .
يحلُّ علينا اليوم شهر ربيع الأول بما فيه من مناسبة لها دلالات تربطنا بالرسول الأعظم صلوات الله عليه، واليمنيون إذ يستعدون بشكل غير مسبوق لإحياء المناسبة ، فإنهم يجسّدون صورةً ناصعةً لأجدادهم الأنصار الذين حازوا شرف السبق والفضيلة ، يمضون على ذات الطريق سالكين درب “عمّار وسعد” وغيرهما ، يعلون من المقام الرفيع ، وينشدون فضل التأسّي وعظم القدوة الحسنة. نستعد للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلوات والتسليم ، لأن صاحبه نعمة وفضل من الله ، والله أمر المؤمنين بأن يفرحوا لذلك ؛ قال تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) والاحتفال تعبير عن الفرح الذي يقود إلى الاتباع والقدوة والأسوة الحسنة ، فرح يشد الناس إلى صاحب الذكرى ويكرس التأسي والإقتداء به في حياتهم وواقعهم.
ولأن الاحتفال تعظيم وتوقير يمنحنا عوامل ومؤهلات الانتصار على الأعداء ، وما أحوجنا اليوم لكل تلك المقومات : (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
لأنه يوم من أيام الله التي أمر بالتذكير به ، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)، وأيام الله التي تتجلى فيها آياته وصنائعه ، ونصره وخيره وبركاته وفضله العظيم على عباده ، وأي فضل كبير منح الله البشرية بإرسال النذير البشير والسراج المنير عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتسليم.
لأننا شعب عظيم وأمة عظيمة ، فسنحتفل بأعظم عظيم جاء إلى الدنيا ، وخاتم الأنبياء وسيد الرسل محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
لنحيي خلقه العظيم في ووعينا وضمائرنا نهجاً وعملاً وسلوكاً في واقعنا ، ولنلزم أنفسنا تمثل سيرته الحسنة، وأخلاقه العظيمة، وقيمه وفضائله، صلوات ربي عليه وعلى آله ، لنجعل من كل ذلك حياةً وواقعاً تسمو به حياتنا، ويرقى به شعبنا إلى العُلا ، وتنشأ أجيالنا على الهدى والحق والطريق المستقيم ، مستحضرين كل ذلك في القدوة والأسوة والإتباع.
ولنتذكر بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لاقى ما نلاقيه اليوم من عنت وحروب ، وحصار، وعدوان، وتحالف، وتحزّب الأحزاب ، بل ليس هناك مرحلة مرّ بها رسول الله، إلا واليمنيون يمرون بظروف ومراحل مشابهة جداً، وكأن التاريخ يعيد نفسه ، فلنحتفِ بمن احتفت السماوات والأرض بقدومه ومولده ، منشدين قول الشاعر اليماني هوية وانتماء ، الأستاذ عبدالله البردوني رحمه الله:
نحن اليمانين يا ” طـه ” تطيـر بنـا * * * إلـى روابـي العـُلا أرواح أنصـار
إذا تذكّـرت ” عـمّـارا ” و مـبـدأه * * * فافخر بنا : إنّنـا أحفـاد ” عمّـار “