الأسرى من منظور إنساني.. ما بين صنعاء والرياض
محمد صالح حاتم
تظل الأخلاق والقيم هي من تحكم، وهي العلامة الفارقة والمميزة بين شخص وآخر أو فئة وأخرى، حتى في الحروب والمعارك لابد أن توجد الأخلاق وأن تحضر القيم الإنسانية بغض النظر عن الدين، فلا تقتل أسيرا أو جريحا أو طفلا أو تعتدي على النساء وكبار السن ،ولا تدمر مستشفى أو مدرسة أو دور العبادة والأسواق والطرقات والمساكن العامة مالم تستخدم في أعمال قتالية، كل هذه محمية ومحكومة بقوانين واتفاقيات عالمية، ولكنها وللأسف الشديد غابت في الحرب والعدوان على اليمن وليست سوى حبر على ورق، وفقاعات إعلامية نسمعها من الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، فمنذ بداية العدوان على اليمن فقد ارتكبت أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين الأبرياء، قتل آلاف الأطفال والنساء دمرت مئات المدارس والمستشفيات والمساجد والأسواق وغيرها، انتهاكات صارخة وواضحة للقوانين والاتفاقيات الدولية الانسانية، مئات الأسرى من الجيش اليمني ولجانه الشعبية تم تعذيبهم وقتلهم في سجون تحالف العدوان ومرتزقته، حتى أسراهم لم يسلموا وتم قصفهم من قبل الطيران السعودي الإماراتي داخل السجون والمعتقلات في صنعاء والحديدة وذمار، وهي عملية تصفية لهؤلاء الأسرى، ودفن الأسرار والمعلومات معهم، كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع من العالم والأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية، في المقابل نشاهد كيف يتعامل الجيش اليمني ولجانه الشعبية مع أسرى العدو ومرتزقته، وحمايتهم وتقديم العلاجات لهم وعدم تعذيبهم، وهي دليل القيم والأخلاق الإنسانية والدينية والثقافة القرآنية التي يتمتع بها الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وبما أن اتفاق السويد والذي أوشك عامه الأول على الانتهاء قد شمل قضية الأسرى وعملية تبادل إطلاقهم بين صنعاء والرياض ولكن للأسف الشديد فقد ماطل وفد الرياض وتهرب عدة مرات، حتى أن التحالف السعودي الإماراتي عمل على عرقلة عدة عمليات تبادل أسرى بوساطات محلية ،وأمام هذا كله فقد بادرت صنعاء بإطلاق مئات الأسرى من الطرف الآخر والتي كان آخر مبادرة عملية إطلاق 350 أسيرا من مرتزقة الرياض بينهم 3سعوديين، وهذه المبادرة جاءت من باب إبداء حسن النوايا من جانب صنعاء ومن باب الحرص على إرسا مداميك السلام، وفي الوقت الذي كانت صنعاء تنتظر الرد بالمثل من قبل حكومة الرياض ،قام المرتزقة بعملية تعذيب ثلاثة من أسرى الجيش اليمني ولجانه الشعبية حتى الموت في سجون مأرب وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم التحالف ومرتزقته على تعذيب وإعدام أسرى لديهم، بل قد سبقتها عدة عمليات تعذيب واعدامات، سوى ًفي الجوف والساحل الغربي والمحافظات الجنوبية، وهذا دليل إفلاسهم أخلاقيا ًودينيا ً ًوإنسانيا ًوانعكاس التربية والتعليم التي تعلموها وتربوا عليها في مدارسهم وتعلموها على أيادي علمائهم وقياداتهم الداعشية الوهابية الصهيونية المتطرفة.
وأن أعمالهم هذه ستكون وبالا ً ودمارا ًعليهم ونكالا ًبهم وستعجّل بالنّيل منهم والنصر عليهم، فأنّات الأسرى ودماؤهم ستكون براكين وصواريخ تتفجر في وجوه تحالف العدوان ومرتزقته، وسيولا ًوفيضانات تجرف عروش المتكبرين من حكام بني سعود ودويلة عيال زايد، إن الله لا يصلح عمل المفسدين .
وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.