كلكم مسؤول
إكرام المحاقري
عندما يصبح الوطن غريباً في ظل وجود شعب عريق وتتجرع أرضه ومقدراته ويلات الاحتلال، ويضيع الشعب مشتتا ما بين هذا الحزب وذاك، ويضيع الحق بين ثقافات تدجينية ضالة خارجة عن إطار الدين والأعراف المحافظة، فليدرك جميعنا هنا بأنا لم نتحمل مسؤولية الدين والوطن كما أراد الله تعالى لنا..
هي تلك المسؤولية المنوطة بالمواطن اليمني سواء الرجل أو المرأة، وكلٌّ بحسب رتبته وثقافته، كذلك بمختلف المكونات السياسية والأحزاب والتوجهات، فدستورنا جميعا قبل أن تكون بنود وطنية هو القرآن الكريم بكل ما فيه من توجيهات إلهية محتمة.
فالمجتمع اليمني ككل قد وجب عليه تحمل مسؤوليته في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر وحقد المحتل بكل ما يملك من قوة ومقدرة، وذلك أمام الله أولا وتجاه الوطن ثانيا، فالمؤامرات العالمية على اليمن لن يدحرها ويبطل كيد سحرها إلا توحد الكلمة والانطلاقة الجادة والتحرك الصائب في مواجهة كل ماسبق ذكره.
فلا مجال للتنصل عن تحمل المسؤولية التي أصبحت قضية ملحة بالنسبة للشعب اليمني، فكلٌّ يجاهد من مترسه، فالجهاد ليس بالسلاح فقط، والمعركة اليوم قبل أن تكون معركة عسكرية هي معركة وعي بامتياز ، وقد شن على الشعب اليمني قبل أن يتخذ الاعداء قرار الاعتداء على اليمن عسكريا في تاريخ منتصف تلك الليلة التي أصبحت وصمة عار في وجه الأمم المتحدة والعالم، الذي اختار لنفسه سبيل الصمت المخزي والمشين.
نعم، المعركة معركة وعي، وما سلاح رجال الرجال في الجبهات إلا منطق للوعي والحكمة والمعرفة، هم من تحمل عظيم المسؤولية، لكن ماذا عن المتنصلين؟!! وماذا عن الذين رضوا بان يكونوا مع الخوالف وكأن الحال لا يعنيهم؟! ألا يستشعرون خطورة ما هم عليه من رفض إلهي لانبعاثهم للجهاد؟!
كذلك النساء فقد بدأن مع الدين والوطن بداية مشرفة بل إنها شمس دافئة أشرقت على اليمن في ظل معاناته الدامس ظلامها، جُدنَ بالمال والرجال والحُلي الغالي منها والنفيس، كما جاد الرجال بالدم، لكن ماذا عن المتخاذلات؟! هل ارتضين لأنفسهن مقام النفاق؟! فبدلاً من نصرتهن للدين يتسابقن لشراء بضاعة أمريكا وإسرائيل!! وبدلاً من مواكبة أحداث الانتصارات وتعزيز الصبر في أفئدة المجاهدين هاهنّ يسارعن لمواكبة أحداث تطور موضة شرعتها اللوبية الصهيونية الماسونية وبكل سخاء!! فأي خزي هو هذا!؟
كذلك أصحاب الرتب العسكرية والمناصب الدبلوماسية والمدنية، لماذا البعض منهم يتنصل عن تحمل المسؤولية؟! هل جهل ما أقسم عليه ولهج به لسانه أثناء تأدية اليمين الدستورية!؟ ولماذا لا يكون المتنصلون – من أصحاب الرتب العسكرية – شجعانا مثل وزير «الدفاع» الذي قد جرع العدوان الويلات حرباً عسكرية ونفسية!!
كذلك أصحاب المناصب المدنية كالوزراء وغيرهم، لماذا لا يتحركون كحركة وزير الصحة الدكتور «طه المتوكل» الذي جسد للعدوان معنى الثبات في خضم أوقات حامية وحساسة، كذلك وزير الإعلام الذي لم يكل ولم يمل عن مخاطبة العدوان باللغة التي يفهمونها، كما أن له إنجازات مشهودة في ظل قصف العدوان للمنشآت الإعلامية وللإعلاميين، فكلاهما قبل ان يكونا رجلي دولة هما رجلا جهاد، نحن لا نزكيهما لكن نتمنى أن يكون البقية مثلهما بل وأحسن.
ختاما: كلكم مسؤول، والوطن مسؤولية الجميع ولنا في حال الجنوب ألف عبرة ولن نوجه إلى مجتمعهم الكلام فهم أدرى بمصلحتهم ومصيرهم، فمن يرتضي لنفسه التقصير لا يرتجي من الله النصر، والنصر حليف الصادقين والصادقات وليس للمتنصلين فيه نصيب «والله عليم بذات الصدور».