هل تقوم تركيا نيابة عن إسرائيل؟
العلاَّمة / سهل إبراهيم بن عقيل
ليس مفاجئا ذلك الهجوم الكاسح من قبل تركيا على سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان تقريبا.. مناصرة ومعاضدة للقوات الأمريكية وإسرائيل في فت عضدها وقد كان ذلك من بعد حرب أكتوبر حين رفض (حافظ الأسد) التوقيع على اتفاقية (كامب ديفيد) للصلح مع إسرائيل، والتي أعقبتها حوادث كثيرة يطول شرحها.
وقد توفي (حافظ الأسد) وقام بالنيابة عنه ولده الطامح والوطني الغيور على أمته وتراثها (بشار) ويا له من (بشار) أقر أعين جميع الوطنيين في العالم العربي والإسلامي بصموده وحكمته تجاه قيام هذا الطوفان العنيف الذي يعصف بأعظم الدول قدرة ومكانة.. ولكن سوريا كانت الصخرة العظيمة في تهشيم كل المؤامرات والعدوان لا على سوريا فقط، بل على العالم العربي والإسلامي.
وهنا نقول: إن سوريا لازالت علماً مميزاً في دول الشرق الأوسط وفي العالم العربي منذ بداية التاريخ الإنساني للبشرية.
وهذا لا يستطيع أن ينكره أحد أو يزايد عليه وهنا نقول: إن ما حدث في سوريا طيلة مدة ليست بالقصيرة من حروب- وليس خافيا علينا ما حدث في (حلب) وفي غير (حلب) من سرقات المصانع وغيرها وتهريبها إلى تركيا- من هجوم تركي في هذه الأيام بالأخص وخاصة في الظروف الحالية التي ستغير مجرى تاريخ العالم وخاصة في المنطقة العربية والإسلامية على مستوى الخريطة.
وهذا واضح جدا من تفاعل الأحداث الحالية وخاصة من مضيق هرمز إلى باب المندب، وعلى مستوى طول البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، وسيكون ذلك إلى المغرب العربي ودول الغرب بصفة عامة.. وهذا الذي يتكلم عنه الواقع من اضطرابات شملت (فرنسا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا) وغيرها من الدول.. إنها نار تختفي تحت الرماد.
أمريكا وأنيابها
لقد كان لأمريكا في الماضي القريب منذ القرن العشرين أنياب حادة تستطيع أن تغير بها مجرى حياة الشعوب وأن تستغل ذلك في نهب ثرواتها استغلالا فظيعا، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وإذلالها وقد مضى ذلك الزمان وتوفي أقطابه (إيزن هاور) و(دالس وزير الخارجية) و(تشرشل) وغيرهم من أقطاب الاستعمار – الغربي والسكسوني كالسكسونية البريطانية والماسونية والصهيونية الماسونية الأمريكية.. وإنها أحلام يقظة- لا يستطيعون أن يعيدوا الماضي ليكون حاضرا في الآن والمستقبل وهذه سنة التاريخ.
تدمير الجزيرة العربية وما حولها
إن ما يحدث الآن بالنيابة عن أمريكا وبريطانيا والصهيونية والماسونية العالمية، هو الحاصل على أرض الواقع، لأنها تعلم – استباقيا- أنه لن يكون لها موضع في هذه البلدان أو في دول العالم الثالث بصفة عامة، والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة,, وأن ذلك يحتاج إلى تكاليف باهظة لأن صفحات التاريخ والواقع تنبئ بتغيير كل شيء عملا وتوثيقا.. ولذا فهي تريد التخلص من التكاليف الباهظة التي ستكون ثمنا ماديا ومعنويا لأمريكا تريدها أن تكون بين غيرها.. ولكن غيرها أضعف وأقل قدرة..سواء من الناحية العلمية أو المادية- للقيام بمثل هذا العمل التخريبي .. لأن التخريب في حد ذاته – وخاصة في العصر الحالي من القرن العشرين- هو حرب تعتمد على العلم والمعرفة لتخطيط المستقبل بين الدول في كل المجالات.
وهنا نقول:
وهنا نقول إن ذلك يحتاج إلى عقول تستطيع العمل في هذا المجال أو تعطيل ما يفكر به الجانب الآخر.
* مفتي محافظة تعز