ترجمة/ أحمد الأسد
استقبل العالم الغربي أحداث قصف أهم الحقول البترولية السعودية منتصف شهر سبتمبر من العام الجاري بإعلان حرب اقتصادية عالمية بانعكاساتها المباشرة على سوق الطاقة العالمية خصوصاً وإنها تُعد من أكبر الحقول النفطية العالمية التي تنتج نحو (%70) من إجمالي الإنتاج السعودي و(5 %) من الإنتاج العالمي، أي أن ذلك يعني وقف إنتاج 5.7 مليون برميل نفط يومياً يشكل نصف إنتاج السعودية أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم وهذا سيكون له انعكاسات جسيمة على سوق الطاقة العالمي.
وأشارت صحيفة العالم الإسبانية (El MUNDO) في تقريرها الأسبوعي لشهر أكتوبر الجاري الى أن الولايات المُتحدة الأمريكية سارعت الى وضع احتياطاتها النفطية في الخدمة بالسوق الأمريكي بغرض تحقيق استقرار بأسعار النفط عالمياً والعمل مع حليفتها السعودية على سرعة صيانة الحقول النفطية التي تعرضت للاستهداف من قبل الطيران المُسير والصواريخ البالستية التي تبنت إطلاقها اللجان الشعبية والجيش اليمني كردٍ على استمرار القصف الجوي لطيران التحالف السعودي على الأراضي اليمنية على مدى خمسة أعوام مُتتالـية، الأمر الذي غيّر موازين القوة في الصراع اليمني – السعودي وانتقلت اليمن من موقع الدفاع عن النفس الى الهجوم باختراق الدفاعات الجوية السعودية المُتطورة والوصول الى العمق السعودي وضرب أهداف استراتيجية سعودية.
كما تطرقت الصحيفة الإسبانية الى موقف الإدارة الأمريكية من تلك الهجمات التي سارعت الى تغيير بوصلة الاتهام الى طهران وحملتها مسؤوليــة الهجوم رغم إعلان اللجان الشعبية والجيش اليمني مسؤوليتهما عن تلك الهجمات كرد على قصف طيران التحالف السعودي للأراضي اليمنية, وذلك استنادا الى معلومات استخباراتية عسكرية إسرائيلية أكدت بأن مصدر القصف على الحقول النفطية السعودية من العراق، الأمر الذي دفع بواشنطن الى مُضاعفة عدد جنودها على الأراضي السعودية إلى 3 آلاف جندي , بالإضافة الى صفقة أسلحة جديدة للرياض ممثلــة بمضادات باتريوت لتعزيز الدفاعات الجوية السعودية ضد الصواريخ البالستية وكذا سرب من الطيران الحربي الأمريكي الحديثة بالإضافة الى العرض الروسي لتزويد الرياض بدفاعات جوية مُتطورة (اس 400) مع أن المملكة العربية السعودية هي البلد الثالث عالمياً من حيث الاستهلاك العسكري.
وعلى الرغم من كل هذه الترسانات من الأسلحة الحديثة والدعم اللوجستي والعسكري الأمريكي والغربي بشكل عام إلا أن الرياض أصبحت غير قادرة على حماية حدودها من ضربات الجيش واللجان الشعبية اليمنية بالطائرات المُسيرة والصواريخ البالستية في العمق السعودي وشل حركة أكبر دولة نفطية في العالم وذلك بفضل تعزيز القدرات العسكرية اليمنية وتطويرها بأقل تكلفة لتصبح قوةً عسكريةً صاعدة بالمنطقة لا يمكن تجاهلها مُستقبلاً.
ونوهت الصحيفة الإسبانية الى الفشل الذريــع الذي وقع فيه التحالف السعودي الإماراتي في اليمن عسكرياً ومحاولته البائسة في تقسيم البلد لتسهيل مهمة السيطرة عليه، مُشيرة الى الأحداث الأخيرة بجنوب اليمن التي استأثرت بها الإمارات العربية المُتحدة إلا أن ذلــك أدى إلى تصدع التحالف وبدأت الإمارات بالخروج من التحالف والانسحاب من الأراضي اليمنية كما حدث مع كل من مصر والمغرب وقطر وغيرها، وهذه هي بداية النهاية للتحالف ولا تستطيع السعودية مواصلة الحرب بمفردها رغم الدعم الأمريكي اللامحدود في تموينها عسكرياً ولوجستياً وحمايتها دبلوماسية وسياسياً وتغطية جرائم الحرب التي ارتكبتها ضد المدنيين العُزل بالقصف الجوي للأحياء السكنية والمُخيمات والمنشآت الصحية والتعليمية والخدمية وذلك انطلاقا من أن الأسلحة المستخدمة هي أمريكية والمسؤولة عن قتل آلاف اليمنيين وتدمير البنية التحتية لليمن.
المصدر :الكاتب /خوانيلو جونز اليس.
صحيفة العالم الاسبانية (EL MUNDO).