14 أكتوبر.. بين الماضي والحاضر
نوال أحمد
ثورة الـ14 من أكتوبر المجيد هي تلك الثورة اليمانية التي فجَّرها الأحرار من شمال اليمن إلى جنوبِهِ غضباً وبغضاً وكُرهاً ورفضاً للاحتلال ؛ وأشعلوها حرباً ضد الاستعمار ؛ليبقى اليمن بلداً واحداً موحداً ؛ ويبقى يمن اليمنيين لا يمن الأجانب والمستعمرين.
ذكرى ثورة 14 من أكتوبر هذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوب اليمنيين والتي يفتخر بمآثرها كل ابناء هذا الشعب الأبي العزيز ؛ ويحتفي بها اليوم كل الأحرار الصامدين الذين بعزتهم مازالوا متمسكين ؛ ولأجل كرامة أرضهم وشعبهم نجدهم بكل شموخ واقفين ضد العدوان، وبوعيهم الإيماني والثوري يتصدون لقوى الغزو والاحتلال ويفشلون مخططاتهم الاستعمارية القديمة الجديدة.
إن ثورة الرابع عشر من اكتوبر هي تلك الثورة الخالدة التي خلـّدها التاريخ في أنصع صفحاته بأحرف نورانية يمانية ؛ وسجّلها كاتب التاريخ بكل فخر في سجِلات الزمن بعظيم ما سجَّله أبطال وثوار الرابع عشر من أكتوبر، ومتباهياً بما سطروه من مواقف نضالية ووطنية مُشرفة وكانت جزءاً من أرشيف التاريخ العظيم الحافل بمنجزات الثورات التحررية الخالدة والمخلدة على مر العصور والدهور و التي كانت قد كسرت القيود ؛ وأزاحت الظلام ؛ وأشرق فجرها حرية وانتصارا في الجنوب والشمال آن ذاك.
عندما نتحدث عن ثورة الرابع عشر من أكتوبر فإننا نتحدث عن أصالة اليمنيين، عن كرامتهم، عن عزمهم وثباتهم؛ عن عزتهم وشهامتهم وإبائهم للذل والانكسار ؛ ورفضهم العبودية والاحتلال ؛ لوحة يمانية رسمها اليمنيون بتضحياتهم في أجمل الصور اليمنية التي تجَسد فيها معالم الثورة الوطنية وحقيقة الإنسان اليمني الصادق في انتمائه لهذا الوطن والذي وضع خطاً صحيحاً ليسير عليه أصحاب الشعارات الوطنية ومن يتغنون بالوطنية في كيفية النضال وكيف تكون الوطنية وأن الحب الحقيقي للوطن هو المصداقية في الحب والولاء لهذا الوطن ورفض الاستعمار وبالتحرر من براثن الاحتلال.
تحل علينا هذه الذكرى العظيمة اليوم ووطننا الحبيب بكل مناطقه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً يتعرض لأخطر مؤامرة وأكبر مخطط استعماري في التاريخ الحديث تسعى لتنفيذها قوى الاستكبار العالمي الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية بأدوات عربية ومحلية ؛ والتي تهدف لاحتلال هذا البلد وإعادة مسلسلهم الإجرامي الخبيث في احتلال اليمن و السيطرة على كل أرضه وإنسانه ؛ متناسين أن اليمن كانت ولا زالت وستبقى مقبرة الغزاة.
وكما أثبت ذلك اليمنيون في الماضي؛ يثبته اليوم رجال وأحرار هذا الشعب من خلال ثباتهم واستبسالهم في معركة التحرر والاستقلال والتي يخوضونها بكل شجاعة ورجولة ،ملَقنين الغازي والمحتل أقوى الدروس في معنى العزة والكرامة وتعليم أولئك كيفية الدفاع عن تراب الأرض اليمنية في التحدي والتصدي لقوى الاحتلال الأجنبي وإفشال مخططاته وإسقاط كافة صوره وأشكاله.
ومن هنا نقول لمن يتغنى بالوطنية ويتشدق بشعارها وهو خائن لتراب وطنه و منبطح لقوى الاحتلال والعمالة عليك اليوم أن تستذكر مآثر وبطولات اليمنيين الوطنيين الصادقين وأن تنهل من مناهل أولئك الأحرار صدق الانتماء لهذا الوطن العزيز والكريم ؛ وإنه لمن المُخزي والمُعيب أن تكون يمنياً وأن تدَّعي الوطنية و تحتفي بهذه المناسبة التحررية وانت تبيع وطنك وكرامتك؛ تُسلِم أرضك للمحتل الأجنبي وعارٌ عليك أن تبقى مسلوب الهوية والإرادة مٌنتَهَك الكرامة تُداس بأقدام المحتلين.
إن من يحِقَ لهم أن يحتفلوا بهذه المناسبة العظيمة هم الذين يدافعون عن هذه الأرض ويذودون عن كرامة أهلها؛ هؤلاء الرجال الأحرار الذين يُثمنون التضحيات الجسيمة في الماضي والحاضر ويتغالونها ولا يساومون عليها وهم يسيرون على خط الحرية والاستقلال، سالكين مسلك الأحرار؛ رافضين الذل والاستعباد؛ الذي لا يوجد ولن يوجد في قاموس اليمن واليمنيين الأُبَاة الأحرار وأبناء الأنصار.
والثورة باقية ومستمرة متَقِدة في قلوب الثوار مادام الأحرار ودامت الإرادة وسيتطهر كل شبر في هذا البلد وقد كتب التاريخ أنه ما دام احتلال ولا دامو محتلين؛ فلن يكون اليمن إلا اليمن وسيبقى واحداً موحداً رغماً عن أنوف المعتدين وسينتصر اليمن بإرادة الشعب وإلتفافه حول قيادته الثورية والسياسية والعسكرية، وبشجاعة وكرامة رجال وأحرار هذا البلد العزيز الطاهر سيزول الاحتلال مُرغماً مدحوراً وسيكون الخزي والعار والشنار لكل خونة اليمن وكل المنافقين.