فرنسا وألمانيا توقفان صادرات الأسلحة إلى تركيا

شمال سوريا.. بعد الغزو التركي

أنقرة/ دمشق/ وكالات
شنت قوات الجيش التركي والجماعات الإرهابية الموالية لها قبل أربعة أيام هجوماً عسكرياً للسيطرة على مناطق شمال سوريا التي تتمركز فيها الميليشيات الكردية المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية.. يذكر أن العمليات العسكرية التركية بدأت يوم الأربعاء الماضي بعدما اخذ الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الضوء الأخضر من البيت الأبيض وقد تم إطلاق اسم “نبع السلام” على هذه العملية العسكرية التركية.
وحول هذا السياق كشفت العديد من المصادر الاخبارية أن وحدات المدفعية والصواريخ والمقاتلات التركية استهدفت في البداية مواقع الميليشيات الكردية والبنية التحتية لتلك المناطق السكنية في هجمات عنيفة لتفتح الطريق أمام تقدم المشاة والجنود الاتراك والجماعات الارهابية الموالية لها.. وفي هذا الصدد أعلنت الميليشيات الكردية قبل عدة أيام بأن الأمريكيين تركوهم يواجهون مصيرهم ولفتت تلك المليشيات أن واشنطن طعنتهم من الخلف، ولم تبذل أي جهد أو محاولة لمنع الجيش التركي والإرهابيين من احتلال أراضيهم.
وذكرت العديد من المصادر الميدانية أن العمليات البرية لقوات الجيش التركي وعناصر الجماعات الإرهابية الموالية لها لا تزال مستمرة في الضواحي الشمالية الغربية والشمالية الشرقية من منطقة “تل ابيض” الواقعة شمال محافظة الرقة ومنطقة “رأس العين” الواقعة شمال غرب محافظة الحسكة، كما لفتت تلك المصادر إلى أن القوات التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها وبدعم من وحدات المدفعية والمقاتلة نجحوا بعد معارك عنيفة في طرد القوات الكردية من تسع قرى والسيطرة عليها، وتلك القرى هي “مشرفة الشيخ، والجنداوي العيساوي، وبئر العاشق، وأبو قُبر، والديك الشرقي، والدادات، واليابسة وتل فندر” وتقع هذه القرى على المحورين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي لمدينة “تل أبيض”.
وفي السياق ذاته كشفت -تلك المصادر الميدانية- أن المسلحين الأكراد تمكنوا من استهداف وتدمير دبابة وسيارة عسكرية تركية خلال الاشتباكات في قرية “اليابسة” مع تلك القوات التركية والعناصر الارهابية الموالية لها، وذكرت المصادر أن القوات العسكرية التركية والعناصر الإرهابية الموالية لها شنت عملية أخرى على مشارف مدينة “تل العروس” بعدما احتلوا قرية “اليابسة” الواقعة في الضواحي الغربية لمنطقة “تل أبيض”، وبعد معارك عنيفة تمكنت القوات التركية والعناصر الارهابية الموالية لها من السيطرة على بلدات “أبو قبر وبئر العاشق” وبهذا تمكنت تلك القوات من قطع الطريق أمام المسلحين الأكراد للانتقال من مدينة “تل أبيض” والوصول إلى مدينة “السلوك”.
وفي الضواحي الشرقية لرأس العين الواقعة في الشمال الغربي من محافظة الحسكة السورية، ذكرت المصادر الميدانية أن القوات التركية والعناصر الارهابية الموالية لها تمكنوا من احتلال بعض المناطق الحدودية، بما في ذلك أجزاء من منطقة “علوك” الغربية وشمال منطقة “أبو حجر”، كما تمكنت القوات التركية والعناصر الارهابية الموالية لها من احتلال منطقة “كشتو التحتاني” الواقعة في المحور الغربي لمدينة رأس العين وطرد القوات الكردية منها..
وفي سياق متصل ذكرت مصادر ميدانية أن تقدم القوات التركية والعناصر الارهابية الموالية لها من الضواحي الغربية لمنطقة رأس العين نحو بلدة “تل الأرقم” أدى إلى قطع الطريق أمام القوات الكردية للانتقال من منطقة “رأس العين” والوصول إلى منطقة “تل أبيض”.
كما أكدت المصادر الميدانية أن قوات الاحتلال التركية والعناصر الارهابية الموالية لها قامت بعملية أخرى على المحور الشرقي لمدينة “رأس العين” وذلك من أجل احتلال المدينة الصناعية، لكن الميليشيات الكردية تتصدى حتى الآن لتلك الهجمات، وقد تسبب التقدم السريع للقوات التركية والجماعات الإرهابية الموالية لها في قيام عدد من قادة الميليشيات الكردية بالتخفي بين الناس العاديين الساكنين في مناطق النزاع.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد تسببت تلك الهجمات التركية على مناطق شمال سوريا في إيقاظ الخلايا النائمة التابعة لجماعة داعش الإرهابية التي قامت بدورها بالتعاون مع الجيش التركي للسيطرة على تلك المناطق. ووفقًا لمصادر ميدانية نفذت عناصر سرية تابعة لتنظيم داعش الارهابي عملية عسكرية على أطراف قرية “التويمية” الواقعة جنوب مدينة “رأس العين”، لكن القوات الكردية تمكنت من صد تلك الهجمات، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام أن قوات الجيش التركي والعناصر الإرهابية الموالية لها هاجمت مطار مدينة “القامشيلي” الدولي الواقع في شمال مدينة “الحسكة”، وهو ما نفاه مصدر ميداني في مقابلة صحفية، حيث قال إن مدينة القامشلي لا تزال تحت سيطرة قوات الجيش السوري.
تظهر التطورات الميدانية أن الأولوية القصوى للجيش التركي والجماعات الإرهابية الموالية له هي احتلال ضواحي مدينتي “تل أبيض” و”رأس العين”، وهنا يمكن القول إنه إذا تمكنت قوات الاحتلال التركية والعناصر الارهابية الموالية لها من احتلال هذه المناطق، فإنه سيتم قطع جميع الطرق بين هاتين المدينتين وستتم محاصرتهما بشكل كامل..
يذكر أن مدينة “رأس العين” تقع في الشمال الغربي من محافظة الحسكة ومدينة “تل أبيض” تقع في شمال مدينة الرقة وهاتين المدينتين تعتبران قاعدتان أساسيتان للقوات المسلحة الكردية، وإذا تم احتلالهما، فإن القوات التركية والعناصر الارهابية الموالية لها سوف يتمكنون من احتلال المدن الأخرى الواقعة شمال سوريا.
من جانب آخر قال وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” إن الحكومة الألمانية ستوقف صادرات الأسلحة إلى تركيا، على خلفية العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد مواقع الكرد في شمال شرق سوريا.
ونقلت صحيفة “بيلد إن زونتاغ” الألمانية عن ماس قوله “بناء على الهجوم العسكري الذي تقوم به تركيا في شمال شرق سوريا لن تصدر الحكومة الفيدرالية تصاريح جديدة لتصدير أسلحة ومعدات عسكرية يمكن لتركيا أن تستخدمها في سوريا”.
من جهتها أعلنت فرنسا في بيان مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية تجميد كل صادرات السلاح إلى تركيا، واعتبر البيان أن الهجوم التركي في شمال سوريا يهدد أمن أوروبا.
هذا وعبَّر رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في اتصال مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن قلقه العميق تجاه العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وحثه على إنهاء الهجوم وبدء حوار.

قد يعجبك ايضا