العدوان التركي يخلف عشرات الضحايا من المدنيين وإدانات واسعة عربياً ودولياً على العملية العسكرية
أكدت سورية أن تصريحات رئيس النظام التركي حول حرصه على حماية الشعب السوري وحقوقه لا تخرج إلا عن شخص منفصل عن الواقع مشددة على أنها ستواجه العدوان التركي الغاشم بمختلف أشكاله في أي بقعة من البقاع السورية وبكل الوسائل والسبل المشروعة.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا اليوم: بعد دعمه المستمر للإرهاب والإرهابيين في سورية وتدريبهم وتسليحهم وحمايتهم وإرسالهم لقتل السوريين يظهر علينا اليوم رئيس النظام التركي بتصريحات لا تخرج إلا عن شخص منفصل عن الواقع يتحدث فيها عن حرصه على حماية الشعب السوري وهو الأرعن القاتل الغارق بدم هذا الشعب عبر نظامه الاخونجي المجرم الداعم للإرهاب الراعي للتنظيمات الإرهابية التي قتلت وما زالت تقتل السوريين في أكثر من منطقة في سورية.
وأضاف المصدر إن تصريحات المجرم أردوغان اليوم وحديثه عن خوفه على الشعب السوري وحمايته وصون حقوقه وهو الذي يعتدي على السكان الآمنين في الشمال السوري تحت ذريعة محاربة الإرهاب لا تنم إلا عن نظام مرتكب للمجازر يرقص على كل الحبال ويتلطى بالشعارات الإنسانية وهو الأبعد عنها.
وتابع المصدر إن الجمهورية العربية السورية التي ردت على العدوان التركي في أكثر من منطقة عبر ضرب وكلائه وإرهابييه وهزيمتهم تؤكد أنها ستواجه العدوان التركي الغاشم بمختلف أشكاله في أي بقعة من البقاع السورية وبكل الوسائل والسبل المشروعة وتشدد على أن قافلة مكافحة الإرهاب في سورية تسير ولن توقفها تصريحات أردوغان أو أمثاله وإن حماية الشعب السوري هي مهمة الجيش العربي السوري والدولة السورية فقط.
إلى ذلك قتل 8 مدنيين وجرح 20 آخرون جراء العدوان التركي على القامشلي والدرباسية ورأس العين بريف الحسكة والذي استهدف المرافق الخدمية والبنى التحتية المهمة كالسدود ومحطات الكهرباء والمياه التي تروي ملايين السكان.
وذكرت وكالة الانباء السورية نقلا عن مراسلها في الحسكة أن الجيش التركي وسع عدوانه على مدينة رأس العين بالريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة وعدد من قرى وبلدات ريف المحافظة وعلى منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وأشارت إلى قيام القوات التركية بقصف جوي ومدفعي عشوائي ومكثف على الصوامع والبنى التحتية في مدينة رأس العين ومواقع لمسلحي قسد في قرى المشرافة وخربة البنات والأسدية وبير نوح وعلوك ونستل والعزيزية ومدرسة العزيزية وعين حصن والري وتل حلف والكاطوف وتل خنزير وتل بطانة وقرية أبو الصون وثمود في محيط المدينة وعامودا بالتوازي مع قصف الأحياء السكنية في مدينة القامشلي مع قصف بسلاح المدفعية طال بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
ولفتت في وقت لاحق إلى أن قوات العدوان التركي واصلت عدوانها واستهدفت بالمدفعية والطيران مركزاً لمسلحي قسد في قرية ملا عباش شمال بلدة القحطانية وبلدة عين ديوار بريف المالكية مجددة قصفها بالقذائف الصاروخية صوامع الحبوب في مدينة رأس العين موقعة فيها أضرارا كبيرة.
وركّزت القوات التركية قصفها على البنى التحتية مستهدفة خط كهرباء محطة مياه علوك بريف رأس العين والذي يغذي مدينة الحسكة وسد المنصورة في محيط مدينة المالكية شمال شرق المدينة والذي يوفر مياه الشرب لمليوني شخص.
ولفتت وكالة الأنباء السورية إلى أن العدوان التركي بدأ بالاتساع حيث استهدف بسلاحي المدفعية والطيران تل جهان وقرية زورافة بالقحطانية والاسماعيلية وخراب رشك والمالكية والصالحية والجارودية والدرباسية بريف محافظة الحسكة.
وتابعت أن جيش النظام التركي قام بإزالة عدد من الكتل الإسمنتية من الجدار الفاصل على الحدود مع سوريا فيما يشير إلى احتمال عدوان بري.
واعتدى الجيش التركي أمس الأول على مناطق بريف الحسكة الشمالي الشرقي واستهدف مواقع قرب معبر سيمالكا غير الشرعي على الحدود السورية العراقية وتل طويل بريف منطقة المالكية حيث تتواجد نقاط قسد.
من جهة أخرى تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً، غداً السبت، على مستوى وزراء الخارجية لبحث “العدوان التركي” على الأراضي السورية.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إنه “تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، يوم السبت المقبل، بناء على طلب جمهورية مصر العربية وتأييد عدة دول، وذلك لبحث العدوان التركي على الأراضي السورية”.
وأكد أن العملية العسكرية التركية تمثّل “اعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة، استغلالاً للظروف التي تمرّ بها والتطورات الحالية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي”.
وتابع إن الاجتماع جاء بالتشاور مع وزير خارجية العراق رئيس مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته الحالية.
وتواصلت الإدانات العربية والإقليمية والدولية للعدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكدة أنه انتهاك سافر للقانون الدولي والسيادة السورية.
وطالبت إيران اليوم النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية فورا وإخراج قواته من سورية. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها “نعرب عن قلقنا حيال العمل العسكري التركي داخل الأراضي السورية ومع الاخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني والمخاطر التي تواجه المدنيين في مناطق المواجهات العسكرية نؤكد على ضرورة وقف الهجمات فورا وخروج القوات التركية من الأراضي السورية”.
وشددت الخارجية الإيرانية على أن هذا العدوان “لن يسهم في إزالة مخاوف النظام التركي بل سيؤدي إلى أضرار مادية وإنسانية واسعة النطاق” موضحة أن “إزالة التوتر والمشكلات بين سورية وتركيا لا تتم إلا بالسبل السلمية واحترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وتطبيق اتفاق أضنة”.
وأشارت إلى أن الظروف التي تعيشها المنطقة ناجمة عن تدخل عدد من الدول في شؤونها ولا سيما الولايات المتحدة.
الصين: يجب احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها
إلى ذلك أعربت الصين عن قلقها إزاء العدوان الذي يشنه النظام التركي على الأراضي السورية. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في مؤتمر صحفي أن “الصين تؤمن دائماً بأنه يجب احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.. وبالتالي يجب على جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي تجنب إضافة تعقيدات جديدة للوضع في هذا البلد”.
وأشار قنغ إلى أن جميع الأطراف تشعر بالقلق بشأن العواقب المحتملة للعدوان التركي، داعياً جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي إلى العمل سوياً لتهيئة الظروف المؤاتية لتشجيع الحل السياسي للأزمة في سورية وتجنب إضافة عوامل جديدة ومعقدة إلى الوضع فيها.
الهند: ينطوي على إمكانية التسبب بأزمة إنسانية
بدورها أعربت الهند عن قلقها العميق إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية مشددة على ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان صحفي “إن تصرفات تركيا يمكن أن تقوض الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب كما أن عملها ينطوي على إمكانية التسبب بأزمة إنسانية” داعية النظام التركي إلى احترام سيادة سورية ووحدة اراضيها.
مصر تجدد إدانتها العدوان التركي على سورية: ليس له أي تبرير
كما جدد وزير الخارجية المصري سامح شكرى إدانة بلاده العدوان التركي مؤكداً أنه خرق سافر للقانون الدولي. وقال شكري في تصريح تلفزيوني: “العدوان التركي على سورية ليس له أي تبرير ويعد خرقا للسيادة السورية وهو خرق واضح وسافر لمقررات الشرعية والقانون الدولي”.
وأشار شكري إلى أن بلاده حذرت مراراً في أكثر من محفل دولي من السلوك التوسعي العدواني التركي ضد سورية، مشدداً أن على النظام التركي “مراجعة نفسه في ظل الإدانات الدولية الواسعة لهذا العدوان”.
بدورها أدانت وزارة الخارجية الأردنية العدوان التركي وطالبت بوقفه فوراً. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وفق ما ذكرت وكالة عمون الإخبارية: “نطالب تركيا بوقف هجومها على سورية فورا ونرفض أي انتقاص من سيادتها وندين كل عدوان يهدد وحدتها” مجدداً التأكيد على أن حل الأزمة في سورية سياسي بما يحفظ وحدتها ويخلصها من الإرهاب وخطره.
وأعرب العراق عن قلقه البالغ إزاء العدوان الذي يشنه النظام التركي على الأراضي السورية. وأوضحت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها إن هذا العدوان سيتسبب بالمزيد من التعقيد في الأوضاع في سورية ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين ما يزيد حجم المعاناة الإنسانية ويهدد بتعقيدات وتأثيرات مباشرة أيضا على الأمن بالعراق.
ودعا البيان إلى الحفاظ على سيادة الدول وتبني الحلول السياسية لكل المشاكل والأزمات التي تشهدها المنطقة.
بدورها أدانت الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتي إن هذا “العدوان يمثل تطورا خطيرا واعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي”.
كما أدانت قبرص العدوان التركي داعية إلى وقفه فوراً، ودعت النظام التركي إلى الالتزام بشكل كامل بسيادة ووحدة أراضي سورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزارة الخارجية القبرصية قولها في بيان إن العدوان التركي على الأراضي السورية “يشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة كما يقوض التقدم الذي تحقق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وأدان اتحاد النقابات العالمي العدوان التركي، معتبراً أن الأهداف الحقيقية لهذا العدوان تتمثل بتهيئة الظروف للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية.
وقال الاتحاد في بيان صدر من مقره في العاصمة اليونانية أثينا إننا “باسم الطبقة العمالية العالمية نرفض السياسات الإمبريالية التي أفسحت المجال عملياً للتغاضي عن العدوان التركي ونضم صوتنا لأولئك الذين يدعمون حق الشعب السوري في اتخاذ قراره بشأن حاضره ومستقبله دون أي تدخل أجنبي” والتوقف عن شن حروب إمبريالية.
وعبر الاتحاد عن تضامنه مع الشعب السوري لافتاً إلى أنه “ومرة أخرى تجلى في هذا العدوان دور المنظمات الدولية ونفاقها الواضح في التعامل مع القضايا العالمية”.
المفوضية الأوروبية وفنلندا تدينان
وأدانت المفوضية الأوروبية وفنلندا وعدد من دول العالم العدوان التركي. ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن رئيس الوزراء الفنلندي أنتي رين الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي قوله في بيان إن “فنلندا تدين العملية العسكرية التركية ضد سورية وتدعو لوقف هذه الأعمال العدائية” مضيفا إن تصرفات تركيا “تزيد من حدة الأزمة المعقدة بالفعل في سورية”.