الثورة / صنعاء
ليست الأولى وقد تكون هي الأخيرة التي يمعن فيها تحالف العدوان في منع دخول المشتقات النفطية ووصولها إلى ميناء الحديدة ، خمسون يوما من احتجاز السفن التجارية المحملة بالوقود في ميناء جيزان السعودي قد تتسبب بأسوأ كارثة إنسانية في اليمن ، حصار يتعمد تحالف العدوان استخدامه ورقة ضغط ومساومة ضمن أساليب حربه على الشعب اليمني منذ مارس 2015م.
واعتبر محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى بأن استمرار الحصار باحتجاز سفن الوقود والغذاء لا يمثل نوايا إيجابية، ولا يدل على توجه عملي نحو السلام ، وقال بأن على العالم أن يدرك أن مفاقمة الوضع الإنساني من خلال زيادة الحصار لا ينتج الا كارثة إنسانية ، فاليمن معروف عنه بأنه يمر بأسوأ أزمة إنسانية صنعها العدوان» وأضاف ، نأمل أخذ الموضوع بجدية كاملة كونه موضوعاً إنسانياً بحتاً.
تشير التقديرات إلى أن كل المرافق الصحية والمستشفيات مهددة بالتوقف عن العمل ، وقد تعجز عن استمرارها في تقديم خدماتها بسبب عدم توفر الوقود ، ما يهدد حياة الآلاف من المرضى الذين لن يجدوا بعد أيام خدمات صحية في كل المحافظات والمدن ، وأشارت التحذيرات الصادرة عن وزارة الصحة والمياه والزراعة والنقل والثروة السمكية والكهرباء إلى أن استمرار تحالف العدوان في احتجاز سفن الوقود في ظل الصمت الدولي والأممي يعد سابقة تكشف عن أزمة حقيقية في الضمير الإنساني العالمي ، مطالبة بسرعة التدخل العاجل لمنع وقوع أسوأ كارثة إنسانية على مستوى العالم.
وأعلنت شركة النفط اليمنية أمس عجزها الكامل عن توفير أي كميات من مادة الديزل للمستشفيات والقطاعات الخدمية الأساسية، محملة تحالف العدوان كامل المسؤولية ، وحذّرت من أسوأ كارثة إنسانية وشيكة جراء تعمد العدوان حجز أكثر من 185 ألف طن من مادتَي البنزين والديزل منذ أكثر من 50 يوماً، لافتة إلى أن آخر سفينة مُحمّلة بمادة الديزل وصلت إلى ميناء الحديدة كانت قبل 50 يوماً. وتوقعت الشركة توقف مختلف خدمات القطاعات الحيوية بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة، بسبب عدم توفر المواد البترولية الكافية لتغطية احتياجاتها.
واعتمد تحالف العدوان منذ مارس 2015م ، على استراتيجية التجويع والحصار الغاشم ، من خلال منع دخول السلع والوقود وإغلاق كل المنافذ البرية والبحرية أمام الشحنات التجارية والإمدادات الأساسية ، كما أن إغلاق مطار صنعاء الذي قد يكون وسيلة لإدخال بعض السلع الإنسانية الإغاثية والتجارية فاقم معاناة المرضى المحتاجين للأدوية والمحاليل الطبية ، ومنذ اليوم الأول للحرب العدوانية على اليمن ألقى تحالف العدوان ثقله من أجل السيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية ، من خلال تحريك القطع العسكرية والبارجات الحربية نحو السواحل اليمنية ، وإغلاق كل المنافذ البرية والسيطرة عليها ، كما عمد إلى منع المرور في كامل الأجواء اليمنية والهبوط في مطارات لجمهورية اليمنية ، وبات الحصار الإنساني ورقة العدوان الأساسية في إخضاع الشعب اليمني ، لذلك يعيد السيناريوهات السابقة في استخدم هذا النوع من الحرب ، متلذذا بمعاناة اليمنيين في مختلف المحافظات.
يلجأ تحالف العدوان إلى وسائل التجويع والحصار ونشر الأوبئة لدفع الشعب اليمني للاستسلام ، وكذلك استخدام القوة النارية الغاشمة على المدنيين والسكان ، ترافق ذلك منذ اليوم الأول مع إعلانه لحصار بري وجوي وبحري ، ولاحقا منع حركة المرور وتدفق الإمدادات والشحنات التجارية إلى الموانئ ، ثم أوقف رحلات الطيران وأغلق المنافذ البرية ، فضلاً عن اتباعه أسلوب الحرب البيولوجية وعمد إلى نشر الأوبئة القاتلة ، وبفرضه حصارا مطبقا ومنع وصول الإمدادات الأساسية ، متزامنا مع ما يتعرض له من انتكاسات وهزائم في مختلف الجبهات يحاول العدوان من خلال حرب التجويع والحصار تحقيق انتصار يغطي فشله وانهياراته المتتالية في أكثر من صعيد كما يقول مراقبون.
تحذيرات صحية وبيئية للقرصنة السعودية الأمريكية لسفن النفط في ميناء جيزان يواجه أكثر من 120 مستشفى و3000 مركز صحي ومستشفيات خاصة وصيدليات ومختبرات وبنوك دم كارثة وشيكة جراء استمرار منع وصول المشتقات النفطية ، واحتجاز السفن في ميناء جيزان ، جاء ذلك في تصريح لناطق وزارة الصحة يوسف الحاضري والذي أكد فيه تقليص ساعات العمل في المستشفيات بسبب انعدام الطاقة وشح المشتقات النفطية، الأمر الذي يهدد بشكل مباشر حياة المرضى.
وطالبت وزارة الصحة الأمم المتحدة بالقيام بواجبها الإنساني تجاه ما يواجهه اليمن من كارثة انسانية في ظل استمرار منع تدفق الوقود ، واعتبرت تقاعس الأمم المتحدة وصمتها عاراً يحملها المسؤولية عن الكارثة.
في السياق ذاته، أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الكهرباء، أحمد عبد الكريم، أن محافظة الحديدة معرضة لكارثة جراء شح وقود المازوت الذي يزود المحافظة التي تتعرض لموجة حر شديدة بالكهرباء، محذرا من تبعات خروج منظومة الكهرباء عن الخدمة من تفشي وباء الكوليرا من جديد.
فيما أكد المدير التنفيذي لصندوق النظافة المهندس محمد شرف الدين أن انعدام المشتقات النفطية سيؤدي إلى كارثة بيئية نتيجة توقف 400 إلى 450 سيارة نظافة عن العمل.
منظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني، وجهت نداءً عاجلا للمنظمات الإنسانية والإغاثية والحقوقية الدولية والمحلية والأمم المتحدة وعلى رأسها أمين عام الأمم المتحدة وحذرت من كارثة إنسانية وبيئية نتيجة احتجاز قوات التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي لسفن المشتقات.
وحذرت منظمة تهامة من كارثة حقيقية صحية وبيئية وإنسانية مشيرة إلى أن كافة القطاعات الاقتصادية والزراعية والنقل وخاصة بمستلزمات الإغاثة الإنسانية والقطاعات الخدمية وقطاعات الصحة العامة ستتوقف خلال اليومين القادمين.