مبادرات صنعاء وتجاهل الرياض
محمد صالح حاتم
كثيرة ُهي المبادرات التي قدمتها صنعاء منذ بداية العدوان على اليمن وكلها من باب الحرص على تحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة بشكل ٍعام، وأمام هذه المبادرات سواء ًكانت سياسية أو عسكرية أو انسانية فإنها تقابل بالنكران والجحود والتصعيد من قبل مملكة بني سعود وتحالفها الشيطاني، وكما قلنا المبادرات كثيرة ولعل آخرها واهمها المبادرة التي اعلن عنها الرئيس مهدي المشاط في الذكرى الخامسة لثورة 21سبتمبر والتي تنص على وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة وكافة اشكال الاستهداف ،ودعوته لجميع الفرقاء السياسيين من مختلف الأطراف إلى الانخراط الجاد والفعال في مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً ،فهذه المبادرة جاءت بعد عملية استهداف وقصف معامل شركة ارامكو في البقيق وخريص من قبل الطيران المسير اليمني وهي العملية الثالثة التي تستهدف مصافي ومعامل شركة ارامكو كأهم منشأة اقتصادية سعودية وتعتبر عمود الاقتصاد السعودي وهذه العملية تندرج ضمن عمليات توازن الردع اليمنية، فكل المبادرة التي قدمتها صنعاء لم تأت ضعفا ًواستسلاماً من قبل الجيش اليمني ولجانه الشعبية بل جاءت من مصدر قوة ومن باب حرص القيادة الثورية والسياسية اليمنية في صنعاء على تحقيق السلام ،ولكنها للأسف الشديد لم تلق رداً ايجابياً من جانب الرياض ،بل انها استمرت -أي الرياض- في التصعيد واستهداف المدنيين من قبل طيرانها الذي شن ّمئات الغارات الجوية على صعدة وحجة والحديدة والضالع وغيرها من المحافظات اليمنية مخلفا ًعشرات الشهداء والجرحى ومحدثا ًدمارا ًفي مساكن وممتلكات المواطنين، وبعد هذه المبادرة السياسية والعسكرية جاءت مبادرة صنعاء الإنسانية بإطلاق 350 أسيراً بينهم 3 أسرى سعوديين، وهذه المبادرة الإنسانية من جانب صنعاء تأتي بعد عملية (نصر من الله) والتي تعتبر ملحمة عسكرية سطرها ابطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية حيث تم خلالها أسر قرابة 2500 من مرتزقة الجيش السعودي والعشرات من ضباط وافراد الجيش السعودي، وتم قتل 500 فرد، واغتنام مئات المدرعات والدبابات والعربات والأطقم العسكرية السعودية، فهذه المبادرات التي اعلنت عنها صنعاء كانت قد سبقتها عدة مبادرات وخاصة ًبعد اتفاق السويد بشأن الحديدة والذي اوشك عامه الأول على الأفول دون نتائج سلام تذكر، قدمت صنعاء ممثلة ًفي المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني مبادرة من جانب واحد تمثلت في عملية إعادة الانتشار حيث تم انسحاب قوات الجيش اليمني ولجانه الشعبية من موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف واستبدالها بقوات خفر السواحل اليمنية المخولة في القانون اليمني بحماية وحراسة الموانئ اليمنية، والتي قوبلت بالمماطلة والتهرب من جانب الطرف الثاني المتمثل بوفد حكومة هادي، وبعدها قدمت صنعاء مبادرة انسانية أخرى تتعلق بتوفير مرتبات الموظفين من خلال فتح حساب خاص في فرع البنك المركزي اليمني بالحديدة تورد إليه عائدات موانئ الحديدة الثلاثة( الحديدة ورأس عيسى والصليف)،تخصص هذه الموارد بالإضافة الى موارد موانئ ومنافذ الجمهورية كاملة ًالتي تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي وحكومة هادي، وتكون خاصة بتسليم مرتبات موظفي الجمهورية اليمنية وتكون الأمم المتحدة مشرفة على ذلك، تنفيذا ًلبنود اتفاق السويد ،ولكن للأسف الشديد فالرياض تقابل كل المبادرات بالنكران والتجاهل والجحود والمماطلة والتسويف وهذا دليل على عدم جديتها في انهاء الحرب والعدوان على اليمن وتحقيق السلام، وكذا دليل عدم امتلاكها قرار وقف الحرب والعدوان وإنما هي والإمارات ومن لف لفهما عبارة عن ادوات لأسيادهم الأمريكان والصهاينة الذين بيدهم وقف الحرب، فكما تم اعلان الحرب على اليمن من واشنطن فسيكون اعلان وقفها من واشنطن ايضا ً، وذلك بحكم أن المستفيد من هذه الحرب هي واشنطن من خلال ما تجنيه من مليارات من مبيعات الاسلحة لدول الخليج وما تتقاضاه كذلك مقابل السكوت عن الجرائم والمجازر التي يرتكبها طيران تحالف العدوان بحق اليمنيين ، فبعد كل هذه المبادرات اصبحت الكرة في ملعب السعودية والامارات وأنهما الخاسر الوحيد في حال عدم الرد بالمثل، وأن عليهما أن تتحملا عواقب تعنتهما وغبائهما وعدم استجابتهما لصوت السلام القادم من صنعاء، وعدم مصافحتهما ليد السلام التي مدتها لهما صنعاء، فما بعد مبادرات السلام ليس كما قبلها، وأن على الرياض وابوظبي أن تعلما أن الصبر اليمني له حدود ،وأن جميع مدنهما ومطاراتهما وموانئهما ومنشآتهما الحيوية والاقتصادية أهداف مشروعة للقوة الصاروخية والطيران المسير اليمني.
وعاش اليمن حرا ًابيا ً، والخزي والعار للخونة والعملاء.