مصرع “الفغم” وتداعيات (نصر من الله )
عبدالفتاح علي البنوس
في ظروف وملابسات يكتنفها الغموض سقط الحارس الشخصي لملك الزهايمر السعودي سلمان بن عبدالعزيز اللواء الصريع عبدالعزيز الفغم ، الرواية التي صدرت عن الداخلية السعودية بدت غير منطقية ، ولا يمكن أن يصدقها أي عاقل ، حارس سلمان يزور صديقا له في جده ويترك الملك ، وفي منزل الصديق يدخل الفغم في شجار مع صديق له ، وعلى إثره يخرج هذا الصديق ويعود بسلاحه ليقتل الفغم ويصيب صاحب المنزل وعاملاً فلبينياً ، قبل أن تتدخل القوات الأمنية والتي اشتبكت مع القاتل ليسقط صريعا بعد إصابة خمسة منهم ، بالله عليكم من المغفل الذي يصدق هذه الرواية العبيطة المضحكة ؟!! الكثير من التسريبات تناولت هذه القضية بروايات متعددة ، هناك من تحدث عن محاولة اغتيال تعرض لها سلمان داخل قصره وعلى إثر ذلك قتل حارسه الشخصي عبدالعزيز الفغم وعدد من أفراد الحراسة ، وهناك من تحدث عن مقتل الفغم على يد الاستخبارات السعودية التابعة لمحمد بن سلمان كخطوة استباقية لتنحية والده من السلطة والتربع على عرش المملكة ، وأن الفغم الضحية الثانية للمهفوف السعودي عقب الضحية الأولى الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، وهناك من يرى في مقتل الفغم نتاج تصفية الحسابات والصراع الدائر بين أفراد الأسرة الحاكمة ، حيث يعتبر الفغم ذاكرة الملك سلمان ، ومخزن أسراره ، وإذا ما هلك سلمان فإن الفغم سيكون مصدر إزعاج لهم ، ومصدر خطر عليهم وخصوصا إذا ما تم اعتلاء محمد بن سلمان عرش المملكة ، وقرر الأخير الاستغناء عن خدمات الفغم ، والمجال يطول في سرد الروايات التي تتناقل عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، والتي جاءت عقب الإعلان عن عملية (نصر من الله) والتي استهدفت ثلاثة من ألوية المرتزقة وفصيلاً من الجيش السعودي في وادي آل أبو جبارة بمحور نجران والتي أسفرت مرحلتها الأولى عن أسر أكثر من 2000ومصرع وجرح أكثر من 500بينهم العديد من الجنود والضباط السعوديين ، علاوة على تدمير واغتنام العديد من الآليات والمدرعات . وهنا يبدو أن المهفوف السعودي كان يظن بأن خبر مقتل الفغم سيجلب اهتمام وسائل الإعلام وسيبعدها عن متابعة تفاصيل عملية ( نصر من الله) ولكن ما حصل هو العكس من ذلك تماما ، فالعملية حظيت بمتابعة عالمية واسعة ، شاهدنا خلالها استماتة أبواق السعودية ومرتزقتها والقنوات الممولة منها في إنكارها ونفيها ، وبعد عرض مشاهد منها عادوا للتشكيك في مصداقيتها ، والغمز واللمز حولها ، وذلك بهدف التغطية على فضيحتهم المجلجلة الموثقة بالصوت والصورة ، ولعل المضحك في سياق ردود الأفعال على عملية ( نصر من الله) الاستبيان الذي قامت به قناة روسيا اليوم ،السعودية السياسة والدعم والتمويل ، والذي منح نسبة 64% من المصوتين لصالح عدم واقعية المشاهد التي عرضها متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع مقابل %36من المؤكدين لها ، وهو ما يدعو للسخرية ، في السابق كانوا يتذرعون بإيران ، وعندما تم رصد وتوثيق عملية نصر من الله ذهبوا للنفي ومن ثم الحديث عن فبركات وتشكيك في صحة المشاهد ، رغم أن المشاهد واضحة وموثقة بالصوت والصورة ولا تحتاج للنقاش أو الأخذ والرد .
بالمختصر المفيد، العملية ليست سهلة ، ووقعها على السعودي والمرتزقة مؤثر جدا ، ولذلك من الصعب على المهفوف أن يعترف السعودي بها ، لأن اعترافه يعني ضرب نفسيات جيشه ومرتزقته ، ويعني أنه يتاجر بأرواح المرتزقة ويستهين بهم ، وأنهم عنده بلا قيمة ، وإلا لكان سارع إلى نجدتهم وانقاذهم من الحصار والقتل والأسر ، وهو ما يدفعه نحو المكابرة والعناد ، ولكنه سيضطر للاعتراف ورفع الراية البيضاء فور الكشف عن بقية تفاصيل العملية ، وسيجد نفسه محاصرا من الرأي العام العالمي الذي لن تنطلي عليه تخرصات وخزعبلات وسخافات العربية والحدث وبقية فضائيات العهر والعمالة والارتزاق ، ومهما بلغ حجم الضخ السعودي لشراء الذمم وكسب الولاءات ، فما (يصح إلا الصحيح).
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .