الإمام زيد ووهج الثورة السبتمبرية
عبدالفتاح علي البنوس
مثلت ثورة الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام إمتدادا لثورة جده الإمام الشهيد الحسين بن علي ، ثورة ضد الظلم والطغيان والفساد والمجون والانحلال والتفسخ والسفور الذي جسده الطاغية المجرم هشام بن عبدالملك ، حيث خرج الإمام زيد ثائرا لتغيير ذلكم الواقع المرير ، متسلحا بالإيمان ، من أجل دين الله ، وسنة رسوله المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وآله ، لم يداهن أو يجامل أو يخنع أو يخضع ، بل خرج مجاهدا ، شاهرا سيفه ، مقارعا لقوى الظلم والطاغوت التي بغت في البلاد وأساءت للدين الإسلامي وللمنهج المحمدي ، لم يخرج من أجل سلطة زائلة ، ولا من أجل مال مدنس ، ولا من أجل مصالح دنيوية ، بل خرج لإعادة الإعتبار لدين الله ، الذي أساء له هشام بن عبدالملك وأذنابه ، غير مبال بالمصير الذي يصير إليه ، فالحياة عنده ليست مطمعا ، ولا تستحق القتال من أجلها ، فهو صاحب المقولة المشهورة ( من أحب الحياة عاش ذليلا ) خاض المعركة بشجاعة وإقدام ، سجل ملحمة بطولية خلدها التاريخ في سفر الخالدين العظماء ، ليرتقي بعد ذلك شهيدا بعد أن نكل بأعداء الله ، فاز بالوسام الرباني الأغلى ، الذي لا يليق إلا بأمثاله من العظماء ، بعد أن أسس مدرسته ومنهجه الثوري التحرري التنويري ، الذي تحول إلى خط ومسار ومذهب إيماني تنهل من معينه الأجيال المتعاقبة ، هذا المنهج القويم الذي سيظل محتفظا بألقه ووهجه الثوري ووسطيته واعتداله التي يشهد بها الجميع.
ونحن إذ نحيي ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام فإننا نحيي السيرة المحمدية التي كان عليها ، والخط الجهادي الذي سار عليه ، والفكر الثوري الذي جسده في حياته ، والذي نعيش هذه الأيام زخمه ونحن نواجه تحالف قوى العدوان السلولي ، ونحتفل بالذكرى الـ 57 لثورة الـ26 من سبتمبر التي جاءت من أجل الحرية والاستقلال وبناء الوطن ، وخدمة للمواطن ، الثورة الأم لكل الثورات اليمنية ، التي تحل علينا ذكراها اليوم ، ومن وقفوا ضدها ، وعملوا على محاربتها ، وسعوا لإجهاضها بشتى السبل والوسائل عقب تحقيقها في 1962م، هم أنفسهم اليوم من يسعون للقضاء عليها ومكتسباتها والنيل من الوطن برمته في إطار مخططهم الإجرامي التدميري التآمري القذر من خلال عدوانهم السافر الذي دخل عامه الخامس.
أعداء ثورة سبتمبر بالأمس هم أعداؤها اليوم ، وذات الأدوات المحلية العميلة التي تحالفت معهم في الماضي هي من تتحالف معهم اليوم ، ضد وطنها وشعبها ، ومثلما صمدت الثورة والثوار في الماضي ، هاهي الثورة والثوار يواصلون مسيرة الصمود في وجه قوى العدوان والإجرام والوحشية ، بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين ، يواصلون السير على خطى ثورة الـ26من سبتمبر ويسعون بكل طاقاتهم لاستكمال ما تبقى من أهدافها كي تترجم على أرض الواقع حقائق معاشة ، ينعم بخيرها الوطن والمواطن على حد سواء.
بالمختصر المفيد في ذكرى ثورة الـ 26من سبتمبر المجيدة ، والتي تأتي متزامنة مع ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام ، نؤكد لأعداء الثورة السبتمبرية الخالدة ، وللسائرين على منهج وسيرة قتلة الإمام زيد ، بأننا في يمن الإيمان والحكمة ، أخذنا قرارنا ، وحددنا مسارنا ، فلا عودة للوصاية والتبعية السعودية ، ولا تراجع عن المنهج الثوري الجهادي للإمام زيد ، لن نقبل بالظلم والطاغوت ، ولن نعيش حياة الذل والمهانة ، سندافع عن أرضنا وعرضنا وسيادتنا وكرامتنا وجمهوريتنا ومكتسباتنا الثورية والوطنية ، هذه ثوابتنا التي لن نفرط بها ، ولن نساوم عليها ، سنصرخ بالموت لأمريكا وإسرائيل ، وسنهتف بالروح بالدم نفديك يا يمن.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.