أربع جرائم رداً على المبادرة تكفي لردع العدوان

منير إسماعيل الشامي
جاء رد نظام الرياض المجرم على مبادرة فخامة الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى- التي أعلنها في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة لعيد ثورة الـ21 من سبتمبر الخالدة والمتضمنة إعلان وقف عمليات القوة الصاروخية والطيران المسيَّر على الأهداف السعودية مقابل وقف غارات طيرانه- جاء رده سريعاً برفض المبادرة جُملة وتفصيلاً..
تمثل الرد السريع من قبل نظام الرياض صباح الثاني والعشرين من شهر سبتمبر وبعد ساعات قليلة من إعلان المبادرة بقصف طيران تحالف العدوان سيارة في منطقة العادي بمديرية حرف سفيان وقتل مواطنين اثنين كانا في تلك السيارة..
تلا ذلك صباح يوم الاثنين الماضي بشن سبع غارات على منطقة السواد في مديرية حرف سفيان سقط على إثرها 7 قتلى اكثرهم أطفال ونساء بقصف مسجد هربوا إليه ، وأعقبها بغارة على محافظة حجة سقط فيها مدنيان اثنان لتكون الجريمة الثالثة خلال 48 ساعة..
وصباح أمس الأول ارتكب النظام السعودي مجزرة جديدة في مديرية قعطبة باستهداف طيرانه منزل المواطن عباس الحالمي نتج عنها 16 قتيلاً وبضعة عشر جريحاً..
إذن أربع جرائم هي الحصيلة الأولية لرد نظام الرياض على مبادرة أحادية الجانب أعلنها الرئيس المشاط، ويبدو أن الرد السعودي لم ينته بعد وأنه لن يكتفي بهذه الجرائم البشعة التي ارتكبها حتى الآن..
هذه الجرائم وجَّه بها نظام الرياض رسالة لقيادتنا الثورية والسياسية مفادها أنتم تريدون من مبادرتكم وقف سفك دماء أطفالكم ونسائكم ونحن نرفضها ولا تعنينا ولن نتوقف عن ذلك..
غرور هذا النظام وعنجهيته واستكباره وغباءه هو مصيبته الكبرى وهو الذي يُعمي بصره وبصيرته عن إنقاذ نفسه والتفكير في مصلحته، واتخاذ القرار الذي يتوافق معها..
وغروره واستكباره هو ما يدفعه أيضاً نحو أخذ العزة بالإثم والإعراض عن نصائح السيد القائد وتحذيراته، التي كان آخرها ما ورد في بيانه بمناسبة ذكرى ثورة 21 من سبتمبر..
النظام السعودي ليس مغفلا أبدا، فهو يعلم صدق السيد القائد في نصحه ، وتحذيراته، ويعلم ايضا أنه أعظم القادة وفاء بوعده ووعيده ، ورغم ذلك يهملها ، في محاولات متعمَّدة للهروب من أن يعترف بالحقيقة المَّرة ويقر بأنه أصبح الطرف الأضعف والأكثر خسارة في العام الخامس من عدوانه، وأن ثروته وتحالفه وترسانته ونفوذه وحلفاءه من أسياده اليهود والنصارى لم تحقق له شيئا أمام صمود الشعب اليمني الذي تتضاعف قوته طرديا في ظل استمرار العدوان بفضل الله، وبحكمة قيادته، وبسالة رجاله وشجاعتهم وإقدامهم..
وما اتهامه إيران بتنفيذ عملية البقيق وهجرة خريص إلا دليل قاطع على تهربه المتعمَّد من الاعتراف بالحقيقة ، فحتى لو أقنع نفسه بذلك فهل سيقنع العالم بدجله وزوره وهو يعلم من أقصاه إلى اقصاه أن اليمنيين هم من نفذوا العملية وليست ايران؟..
رهانه على تحرك امريكا وبريطانيا للرد على عملية بقيق خسر، وأعلنوها – أمريكا وبريطانيا – صراحة أنهم غير مستعدين للدخول في حرب مع ايران، وكذلك اعتماده عليهما في ايجاد حل لصد هجمات الطيران المسيَّر ضاع وذهب ادراج الرياح برد رئيس أركان الجيش الأمريكي الذي أكد فيه عدم قدرتهم على صد هذا النوع من الهجمات بهذه الأسلحة..
وبالتالي فإن رفضه التعاطي مع هذه المبادرة التي يرى معظم المختصين والمحللين أنها كانت الفرصة الثمينة التي لن تتكرر وإعراضه عن التعاطي الجدي مع تحذيرات السيد القائد خصوصا بعد تلقيه الضربة القاسية في بقيق وهجرة خريص التي أفقدته توازنه وقصمت ظهره، وهو ويعلم أنه لن يتعافى منها إلا بعد سنوات وفي حالة واحدة فقط هي إذا توقفت هذه العمليات عليه توقفاً نهائياً ، كل ذلك يؤكد أنه اصبح في حالة هيستيرية وغير متزن اطلاقا لا يعرف ماذا يريد ولا ماذا يعمل..
وبوصوله إلى هذه الحالة فإنه لم يترك امام قيادتنا الثورية والسياسية سوى خيار واحد لا ثاني له هو المضي في تنفيذ العمليات التي حذر السيد القائد هذا النظام المجرم من تنفيذها إذا ما اصرَّ على عدوانه وجرائمه، فلتمض سيدي قائد الثورة، فشعبك فوَّضك وقد أكملت الحُجَّة عليهم، ولتكن معادلة هذه المرحلة الدم اليمني مقابل النفط السعودي فهو لا يساوي دم طفل من أطفال شعبك.

قد يعجبك ايضا