حسن الوريث
خلال زيارتي الأخيرة لمحافظة ذمار وأثناء مروري من مدينة معبر لم أكن أتوقع أن أشاهد- ما أطلق عليه خلال وضع حجر الأساس له “مشروع إستاد مدينة معبر” بأنه مازال في الأيام الأولى له لم يتغير فيه سوى أنه ربما أصبح مرعى للأغنام أو مأوى للكلاب الضالة تسرح وتمرح فيه كما تشاء دون حسيب أو رقيب.
مدينة معبر التي تخرَّج منها عشرات اللاعبين في مختلف الألعاب الرياضية وفي المقدمة منهم نجوم اليمن في ألعاب القوى الذين كانت ومازالت لهم صولات وجولات ويرفعون اسم وعلم اليمن عالياً في كل مشاركاتهم، هذه المدينة تستحق أن نكافئها ونكافئ نجومها بالاهتمام بهم وبالبنية التحتية الرياضية التي تعتبر أساساً لتطور الرياضة وليس هذا الإهمال الكبير وإلا فماذا يعني عدم استكمال ملعب رياضي بسيط في هذه المدينة؟ وماذا يعني أن تظل هذه المدينة وناديها الوحيد سلام معبر من الأندية المهملة بهذا الشكل؟ وماذا يعني أن يبقى النادي محروماً من المشاريع الاستثمارية مثل الأندية الأخرى سواء في محافظة ذمار أو في غيرها؟، وهناك الكثير من التساؤلات التي يرددها الجميع حول هذا الاستهتار، ولماذا نبني هذه الملاعب ثم نهملها هكذا ولا نستكملها ونتركها للغنم كي ترتعي فيها؟.
قبل سنوات عندما بدأ صندوق رعاية النشء والشباب في بناء ما أسماها مشاريع استثمارية للأندية الرياضية يعود ريعها لخدمة هذه الأندية وتنفيذ الأنشطة الرياضية والشبابية ودعم الرياضيين والشباب وبالتأكيد ولأن مسؤولينا نظرتهم ضيقة للأمور فقد تحولت هذه المشاريع إلى مجرد دكاكين يتم بناؤها وعرضها للإيجار وبالتأكيد فإن التحايل حصل على الكثير من الأندية من قبل بعض مسؤولي مكاتب الشباب والرياضة في المحافظات وخاصة في محافظة ذمار التي حرمت أنديتها من عائدات الدكاكين ولم تحصل سوى على القليل جداً بسبب أنه لم يتم وضع الآليات المالية والإدارية المناسبة لإدارتها وتوزيع الحصص بين الأندية وصارت فيها هذه المشاريع ملكاً خاصاً لبعض مدراء عموم مكاتب الوزارة والبعض من مسؤولي الأندية وتحول المدراء إلى أصحاب ملك وعقارات يتصرفون فيها وكأنها أملاك خاصة وليست أملاكاً عامة ورغم ذلك فقد حرم نادي سلام معبر من كل ذلك وحرم كل الرياضيين المبدعين فيها وخاصة نجوم ألعاب القوى ما جعل البعض منهم يغادرون البلاد ويفضلون تمثيل بلدان أخرى والأمثلة موجودة تعرفونها جميعاً.
مما لاشك فيه أن العدوان السعودي على اليمن أثر بشكل كبير على كافة مناحي الحياة ومنها الرياضة التي نالت نصيبها من العدوان من خلال تدميره للمنشآت الرياضية والشبابية واستهدافه الممنهج والمقصود لها وبالتأكيد فإن تداعيات العدوان أدت إلى تدني مستوى الأنشطة والمسابقات الرياضية المحلية والمشاركات الخارجية للرياضيين اليمنيين ولكن رغم كل ذلك فإن الشباب اليمنيين يصرون على استمرار الحياة ومازالوا يمارسون أنشطتهم الرياضية ومنهم رياضيو نادي سلام معبر الذي يعتبر مع نادي شباب رخمة من أكبر الأندية التي ترفد منتخب اليمن لألعاب القوى بنجوم متميزين يحققون انجازات كبيرة كما قلت ويثبتون أن الشباب اليمني رغم العدوان والحصار والظروف الصعبة لا يعرف المستحيل وعلينا أن نكافئه ونعمل على تعزيز صموده الكبير بما يمكنه من الاستمرار في نشاطه.
أعتقد أن أهم مكافأة لمدينة معبر ورياضييها في الوقت الحالي والوضع الراهن هو استكمال الملعب الرياضي وبناء مشروع استثماري لنادي السلام كدعم من الوزارة ممثلة بصندوق رعاية النشء والشباب والسلطة المحلية التي ظلت وعلى مدى سنوات طويلة تستلم 30 % من عائدات الصندوق دون أن نجد لها أثراً وبالتالي فقد حان الوقت لأن تخرج جزءاً بسيطاً لهذا المشروع الاستثماري الذي بالتأكيد سيدر عائدات للنادي والمدينة والمحافظة واليمن بشكل عام وهي ليست عائدات مادية فقط ولكن من خلال النجوم الذين سيتخرجون من هذا النادي وهذه المدينة التي تعتبر أحد مصانع نجوم ألعاب القوى في اليمن وتستحق منا الكثير وليس الإهمال لأنها مدينة نجوم ألعاب القوى لكنها منسية ومظلومة.